غزة – وكالات – الرسالة نت
أكد الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنَّ كلَّ الخيارات مفتوحةٌ أمام المقاومة الفلسطينية لضرب الاحتلال؛ ردًّا على عدوانه المستمر واستباحته للمقدسات وتكريسه لسياسة التهويد و"الاستيطان".
وقال رضوان : "كل الخيارات مفتوحة أمام المقاومة للدفاع عن القدس، وكل الخيارات مفتوحة لضرب العمق الصهيوني".
وشدَّد على أن المقاومة نفسها تحدِّد الزمان والمكان المناسبين لضرب هذا العدو الغاصب؛ دفاعًا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين.وطالب القيادي في "حماس" سلطةَ "فتح" في الضفة الغربية بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وإطلاق يد المقاومة، والإفراج عن المعتقلين؛ ليتمكنوا من الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات.
وندَّد رضوان بالإجراءات القمعية التي تقوم بها "حكومة" فياض غير الشرعية؛ لمنع أية فعاليات أو مسيرات مناهضة لاعتداءات الاحتلال، معتبرًا ذلك ثمرةً طبيعيةً للتنسيق الأمني، واستشعارها أن ذلك يشكِّل لها حمايةً من الجماهير.وقال: "هذه السلطة رهنت نفسها بوجود الاحتلال، وعلى حركة "فتح" أن تحدِّد موقفها إزاء ما يجري من منع أية تظاهرات، ومن انطلاق انتفاضة حتى شعبية ضد ممارسات الاحتلال".
وأضاف: "على "فتح" التي تغطي هذه الحكومة غير الشرعية أن تحدِّد موقفها إن كانت مع حماية المقدسات ومع المقاومة، أو إن كانت تقف في صف الاحتلال وممارساته العدوانية.
من جهته وصف الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تطورات الأحداث في القدس والأقصى بأنها تصعيدٌ خطيرٌ لم يسبق له مثيلٌ منذ عام 1967م.
وقال البردويل -في تصريحٍ صحفي مكتوب :"إن هذا التصعيد تتويجٌ للمؤامرة الدائرة في المنطقة، والتي عنوانها الصمت الرسمي العربي والتعاون الأمني، الذي تقوم به "فتح" وسلطتها، والتواطؤ الغربي المكشوف، والدعم الأمريكي المستمر.
وأضاف: "هذه المؤامرة تستهدف النَّيل من حقوقنا الدينية والوطنية في أرضنا فلسطين، وتستهدف النيل من عقيدتنا ومن مقدساتنا".
فيما أكد الدكتور سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المعركة مع الاحتلال الصهيوني دخلت مرحلة الحسم في الأماكن المقدسة، داعيًا الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأنصار السلام في العالم إلى تحمُّل مسؤولياتهم التاريخية أمام ما تتعرَّض له المقدسات الإسلامية من اعتداءات صهيونية.
وحذر أبو زهري، من مغبَّة استمرار الجانب الصهيوني في تنفيذ مخطَّطها لضرب المسجد الأقصى، وقال: "ما يجري في القدس ومحاولة استهداف الاحتلال "الإسرائيلي" للمسجد الأقصى حسمٌ تاريخيٌّ؛ لأن الاحتلال بهذه الجريمة يتجاوز كل الخطوط الحمراء، ويجعل الجميع أمام لحظة الحقيقة (مَن مع القدس ومَن ليس كذلك؟)".
وأضاف أن "ما يجري في القدس الآن هو تطوُّرات غير مسبوقة سينبني عليها تداعيات خطيرة بغض النظر عن شكلها؛ ولذلك يجب أن يقف الجميع قبل فوات الأوان، ونحن نحذر الاحتلال من اللعب بالنار في حال استمراره في هذه السياسة ضد المقدسات".
وطالب أبو زهري قادة "فتح" إلى العمل على وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وفسح المجال للمقاومة لكي تقوم بدورها، وقال: "نحن ندعو حركة "فتح" إلى إعادة تقييم موقفها تجاه تنسيق "أجهزتها الأمنية" مع الاحتلال ووقف ملاحقتها رجال المقاومة؛ لأن هذه اللحظة تفرض وجود المقاومة في الميدان لمواجهة التغوُّل الصهيوني، والعمل على إعلان وقفٍ كاملٍ لكل أشكال المفاوضات مع الاحتلال".
ودعا الناطق باسم "حماس" الدول العربية إلى تحمُّل مسؤولياتها، "وهذا لن يكون إلا بإعلان فشل خيار التسوية وفتح الساحات أمام المقاومة، ودعم خيارات الصمود الفلسطيني؛ لأن الرهان على أمريكا وخيار المفاوضات أثبت فشله".
وتابع: "إذا كان أهل غزة قد تجاوزوا عن حالة الصمت العربي إزاء حالة الذبح التي تعرَّضوا لها، فإن الشعب الفلسطيني والعربي لن يغفر لأحدٍ استمرار حالة الصمت عن تدمير المسجد الأقصى؛ لأن هذا المسجد جزءٌ من عقيدة الأمة، والاحتلال لا يتحدَّى الشعب الفلسطيني ولا "حماس"، وإنما يتحدَّى الأمة بكاملها، والأنظمة العربية والإسلامية هي اليوم أمام اختبارٍ حقيقيٍّ، وللأسف فإن لجنة المتابعة العربية التي اجتمعت في ساعاتٍ لتعطيَ الضوء الأخضر لمفاوضاتٍ غير مباشرة مع الاحتلال، لا تجتمع في هذه اللحظات الحاسمة".
وطالب أبو زهري علماء الأمة ومثقَّفيها ومفكِّريها بالقيام بدورهم دفاعًا عن الأقصى، وقال: "هذا التصعيد ضد المسجد الأقصى مختلفٌ عن كل الخطوات التصعيدية السابقة، وهو يخوض معركة حسمٍ حقيقيةً ضد المقدسات، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وهو ما يستدعي هبَّةً عربيةً حقيقيةً يقودها العلماء وقادة الفكر في كل الساحات ضد هذه الجرائم؛ لأن العدو الصهيوني وحلفاءه يجب أن يعلموا أن الأمة لن تفرِّط في مقدساتها، وأن الثمن سيكون باهظًا".
وطالب الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم سلطةَ "فتح" في رام الله بإطلاق يد المقاومة والشعب الفلسطيني للردِّ على جرائم الاحتلال التي يرتكبها في القدس، مؤكدًا أن ما يحدث يستدعي بالفعل هبَّةً جماهيريةً فلسطينيةً في انتفاضة عارمة وقوية، تواجه هذا العدو الصهيوني في الضفة الغربية وفي القدس.
وقال فوزي برهوم: "إن ما يجري يستوجب إطلاق يد المقاومة والشعب الفلسطيني في الضفة من قبل سلطة "فتح"؛ حتى يدافعوا عن القدس والأقصى، وضرورة أن تطلق يد المقاومة في الضفة ويد صناع القرار المعتقلين في سجون "فتح" في الضفة؛ حتى يُحدثوا معادلةَ توازن من خلال فتح ساحات المواجهات الحقيقة في خطوط تماسّ العدو دفاعًا عن القدس والأقصى".
وشدَّد برهوم قائلاً: "لا مبرر الآن لسلطة "فتح" في كبح جماح المقاومة واعتقال المجاهدين والمقاومين، وكبح جماح الشعب في الضفة"، لافتًا إلى أن أيَّ استمرار لقمع المقاومة في الضفة هو تآمرٌ على القدس وتواطؤٌ مع العدو كي ينال من الأقصى.
وأضاف: "لا مبرر لأن يبقى سفير صهيوني واحد في أية عاصمة عربية أو إسلامية، أو أن يرفرف العلم صهيوني فوق أية عاصمة، بل يجب على زعماء هذه الدول أن يتخذوا خطوةً تتوازى مع ما يجري في القدس".
ومضى يقول: "إن الحد الأدنى هو طرد كل السفراء الصهاينة من أية عواصم عربية أو إسلامية، وبدء مرحلة جديدة من عزل هذا الكيان بكافة الطرق والأوراق التي يملكونها أمنيًّا واقتصاديًّا، واتخاذ خطوات عملية في محاكمة قادته كمجرمي حرب".
وطالب المتحدث باسم "حماس" الشعوب العربية والإسلامية بمغادرة مربع الصمت والمراقبة أو التعاطف الضعيف، وقال: "يجب أن يبدءوا مرحلةً جديدةً في فعاليات جماهيرية وشعبية غاضبة وعارمة، يكون لها برنامج ولا تكون لحظية لا تنقضي ولا تنتهي إلا بتحقيق أهدافها، وهو الضغط على صنَّاع القرار من قياداتهم ورؤسائهم حتى يطردوا السفراء الصهاينة ويغلقوا سفارات الاحتلال ويتمّ عزل الكيان إقليميًّا ودوليًّا".
وفي ختام حديثه دعا برهوم إلى ضرورة تعزيز صمود الشعب الفلسطيني اقتصاديًّا ومعنويًّا، مطالبًا بدعم المقاومة بكافة أشكال الدعم حتى تدافع عن القدس والأقصى، ومبينًا أنه إذا ما تحقَّقت هذه الشروط فإن الأقصى سينتصر.