جزء جديد من مسلسل حارتنا الفلسطينية ضمن سلسلة حلقات "المصالحة"، هذه المرة التصوير في غزة، نظرا لانشغال القاهرة بأفلامها الطويلة.
الجمهور عادة يعشق النهايات السعيدة في المسلسلات، لأنها تعبر عن رغباته، ويرى نفسه في أبطال العمل الدارامي، لكنه يتضايق من النهايات المفتوحة التي تترك للمشاهد المجال لاختيار وتوقع الخاتمة.
المشاهد الفلسطيني لن يقبل اليوم تمديد مسلسل المصالحة، ويرى أن اللقاء في غزة يجب أن يكون الجزء الأخير، خصوصا أنه لم يعد بمقدور أي مخرج تلفزيوني أو سينمائي، إضافة المزيد من العقد والحبكات الدرامية أو المفاجآت لسيناريو الانقسام، كي يمتد أكثر.
بعض المسلسلات التي تعبر عن هموم وآمال المواطن العربي لاقت رواجا شعبيا في الأعوام الأخيرة مثل المسلسل السوري باب الحارة، حيث كانت المفاجأة بتمديده إلى جزء خامس خلال رمضان المقبل، الأمر الذي يفرض تحديا كبيرا على الكاتب والمخرج وحتى على الممثلين كي يقنعوا المشاهد العربي أنه لا يزال هناك جديد في الحارة الشامية يستحق المتابعة، وفي حال الاستنساخ للأجزاء السابقة سوف يكون العمل مملا، فلن يقبل المشاهد على سبيل المثال التكرار في زاوية المنافسة والصراع، ثم التصالح بين العقيد أبو شهاب والعقيد أبو النار، لأن المعالجة سوف تصبح ممجوجة وأي محاولات لبث روح الإثارة فيها يمكن أن تفشل.
نفس الأمر ينطبق على مسلسل حارتنا الفلسطينية، لن يتابع المواطن الفلسطيني بعد الآن، وعند انتهاء الجزء الأخير في غزة، أي تمديد لحلقات الصراع والاشتباك، ثم المصافحة والابتسامات بين عقيد الضفة وعقيد غزة، الشارع في انتظار نهاية واضحة تلبي تطلعات المشاهدين، الذين ينتظرون بعد ذلك تغيير المسلسل، حكاية جديدة، ووجوه جديدة.
صحيح أن هناك من يعز عليهم انتهاء مسلسل الانقسام والمصالحة، كما كان يحدث مع أبو غالب بائع البليلة في باب الحارة، لأنهم سيفقدون أدوارهم وامتيازاتهم، لهذا هاجموا في حارة الضفة الغربية بيت النائب في المجلس التشريعي إبراهيم أبو سالم، وصعدوا الاعتقالات، أملا في تمديد مسلسل الانقسام.
بقي أن أشير إلى أن إحدى الشخصيات الاعتبارية التي حضرت حفل استقبال وفد المصالحة القادم من الضفة عبر عن تفاؤله بنجاح المصالحة هذه المرة، وعندما سألته عن الدليل رد مازحا: كان طعام الغداء طيبا أكلنا بنفس طيبة لهذا سوف تنجح هذه الجولة.