لم يكن من السهل على "الرسالة نت" الوصول إلى قائد معركة مخيم جنين وعضو الهيئة الإدارية لأسرى حركة "حماس" في سجون الاحتلال (الإسرائيلي).. إنه القائد جمال أبو الهيجا الذي ودع قبل أشهر نجله بالتهليل والتكبير وتوزيع الحلوى ويقضي حكما بالسجن (9 مؤبدات و20عامًا).

أبو الهيجا استهل حديثه بالتحذير من خطورة استمرار التنسيق الامني في الضفة الغربية المحتلة، قائلا: "أوضاع الضفة المحتلة أوشكت على الانفجار بسبب تواصل التنسيق بين الاحتلال والسلطة، فضلًا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية".

ووصف التعاون الأمني بانه "خيانة وطنية"، داعيًا السلطة إلى ضرورة انهائه من اجل انجاح المصالحة الفلسطينية.

المفاوضات

وبشأن الواقع السياسي في ظل فشل المفاوضات، جدد القائد ابو الهيجا تأكيده بأنه لا مستقبل لما يسمى بـ"حل الدولتين"، مشيرًا إلى أن الاحتلال  يرغب في تحويل المدن الفلسطينية إلى سجون كبيرة.

وطالب السلطة بإطلاق يد المقاومة والتخلي عن التزاماتها مع (إسرائيل)؛ "لأن المقاومة أثبتت أنها السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق".

وحذر عضو الهيئة الإدارية لحماس داخل السجون، من خطورة استمرار التفرد في القرار الفلسطيني من طرف بعينه، أو الانتقائية في تنفيذ ملفات المصالحة.

وقال: "لسنا بحاجة إلى حوارات جديدة، ولا يجوز استمرار الاحتكار المالي"، مضيفا: "فشل المصالحة من شأنه أن يفكك السلطة ويحدث انتفاضة ثالثة".

ونوه أبو الهيجا إلى أن وثيقة الأسرى مثلت إجماعًا وطنيًا للفصائل، مشددًا  في الوقت نفسه على ضرورة إجراء انتخابات المجلس الوطني، ليتسنى للفلسطينيين انتخاب ممثلين حقيقيين عن قضيتهم.

وفي المقابل، وصف خطوة السلطة بالتوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة بأنها "قفزة في الهواء"،  داعيا السلطة الى تغيير سياستها إزاء المقاومين، وإطلاق سراحهم والتوقف عن التنسيق الأمني.

التفاعل مع الأسرى

وفي سياق اخر استهجن القائد ابو الهيجا ضعف مستوى الحشد والتفاعل الشعبي إزاء قضية الأسرى، منوها الى أن الأسرى في صراع مستمر مع السجن والسجان.

وشدد على ضرورة خروج مسيرات مليونية من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومناطق الشتات، من أجل مناصرة قضيتي الأسرى والمسرى.

وأكدّ عضو الهيئة الإدارية لأسرى حماس في السجون أن صفقة وفاء الأحرار التي استطاعت خلال المقاومة الفلسطينية الافراج عن اكثر من الف اسير، أعادت الأمل إلى الأسرى بقرب الحرية.

ووجه خلال حديثه التحية لأهالي قطاع غزة المحاصرين منذ اعوام، قائلًا إن " غزة فرضت معادلات جديدة على الاحتلال لم تستطع دول عربية فرضها".

وكانت آخر كلماته لـ"الرسالة نت": "بتنا على ثقة بأن شعار المجاهدين نغزوهم ولا يغزوننا، هو الساري وهو أملنا بالله ونرى النصر يتسلل من بين جنباته للقضية برمتها".

وأبو الهيجا يقبع في سجن "إيشل"، ومحكوم عليه بـ9 مؤبدات وعشرين عامًا، وقد قاد معركة الصمود في مخيم جنين برفقة العشرات من المجاهدين المخلصين من أبناء شعبنا.