قائمة الموقع

مقال: أبو تيسير متشائم

2014-05-01T04:27:45+03:00
كتب أ.وسام عفيفة

رغم قبلات المصالحة وبدء عداد حكومة التوافق، إلا أن الحاج أبو تيسير المبيض متشائم.. لديه تحفظات وشكوك، وهو يمثل شريحة من المواطنين لا يمكن تجاهل مخاوفها وقلقها.

أبو تيسير رجل ثمانيني وخز ذاكرتي خلال مكالمة هاتفية طويلة بمثل شعبي ورد في أحد مقالاتي حول الانقسام: "المشكلة مش رمانة، المشكلة قلوب مليانة" وهو يعتقد أن المشكلة ليست حكومة توافقية، ولكن قلوب وعقول تصالحية.

الرجل الذي عاش مراحل النكبة، والنكسة، والوكسة، والكبسة، والفقسة الفلسطينية، غاضب بسبب خبرات تراكمية من التشاؤم، وهو يعتقد أننا لا نمتلك قرارانا ما دمنا محتلين من البريطاني أو (الإسرائيلي).

ورغم أني اختلفت في الرأي هذه المرة مع أبو تيسير إلا أنه وفريقه لا يزالون يملكون حجة ومنطقا يبنون عليهما شكوكهم، بينما تغلب علينا نحن العاطفة والأمنيات، ونجعل من الصورة الوردية والأجواء الحميمية خلال توقيع اتفاق الشاطئ، أساسا نبني عليه توقعاتنا التي نبشر بها كل من يسألنا: "فكرك راح تظبط هالمرة؟". فنرد: "ما تقلقش الأمور ماشية".

لكن يحق لنا أن نقلق إن انشغل كل فريق بالحكومة التي يهواها وصرنا نتغنى جميعا: ما عمـرها؟ ما اسمهــا؟ ما سرهــا؟ ما شكلهــا؟  تكنقراط أم مستقلين، توافقية أم رئاسية، ضفوية أم غزوية، خدماتية أم سياسية، وأمام كل ذلك ننسى القلوب المليانة، وتتحول المصالحة إلى مصالح وامتيازات، ووجوه جديدة تركب الموجة، ووجوه قديمة تصفي حساباتها.

في هذه الحالة سوف تزيد مخاوف رئيس المجلس التشريعي د. عزيز دويك، الذي يتحدث بحذر وقلق، وهو يتمنى ألا تصدق الشكوك التي تساوره، وألا يعود: "العي عي والصي صي".

هناك من ينظر إلى المصالحة على أنها أضغاث أحلام ويعقد الرهانات في الداخل والخارج على فشلها، ويكرر في مجالسه الداخلية: "بكرة نقعد على الحيطة ونسمع الزيطه".

لهذا، التحدي أمام الجميع ألا يسمح لهؤلاء بتسلق الحيطة، ونواجه الحقائق بعيدا عن المجاملات ومشاهد العشق الممنوع، قبل ما "تزيط" الأمور، ولنتهيأ جميعا لدفع استحقاقات المصالحة كما دفعنا استحقاقات الانقسام، لعله في المرة القادمة يهاتفني أبو تيسير المبيض ليعبر عن تفاؤله وألا يصاب "بفقسة" جديدة.

اخبار ذات صلة