قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: "الأقصى" والانتفاضة المنظمة

بقلم / محمد نافذ السوافيري

صحفي من غزة

 

كنت أتحدث للدكتور عبد الستار قاسم المحلل السياسي المعروف وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، عن إمكانية أن تقوم انتفاضة فلسطينية جديدة ضد الاحتلال في الضفة والقدس فكان موقفه ليس مغايراً لمواقفه السابقة المؤيدة للمقاومة بل كان موقفاً جديداً يدعو من خلاله لتأسيس مرحلة جديدة من العمل المقاوم، فرفض أن تكون انتفاضة عشوائية بل عمل عسكري منظم.

 

لم يكن اعتراض الدكتور قاسم على قيام انتفاضة ثالثة ولكن اعتراضه كان من خلال ما فهمته منه أنه يريد أن يكون هناك عمل قوي يردع الاحتلال ويحقق الانتصار بأسرع وقت ممكن لا أن تكون هناك مجرد مناوشات أو اشتباكات يستشهد خلالها يومياً الشباب والأطفال ومن ثم يذهب الآخرين لبيوتهم آخر النهار ليعودوا في اليوم التالي ليلقوا مصير من سبقوهم من الشهداء والجرحى، بل كان رأيه أن تقف الفصائل وتحاول استعادة هيبتها في ردع الاحتلال الإسرائيلي ورده عن جرائمه من خلال العمليات الاستشهادية والانتقام المباشر من القوات المحتلة .

 

فبالعودة لما تقوم به قوات الاحتلال في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة فلا أعتقد أن تكون اقتحاماتهم واعتداءاتهم على الفلسطينيين هناك تسير بشكلٍ عفوي ولكني أجزم أن ذلك يأتي ضمن حملة مسعورة ومخطط لها جيداً لاستهداف كل ما هو مسلم وعربي والتخلص منه بأقرب وقت ممكن تحضيراً لما هو قادم .

 

فإذا كان اليهود المشتتين الذي تجمعوا من كل دول العالم في هذه البقعة الطاهرة يخططون لكل خطوة قبل أن يقدموا عليها ويجرون التجارب على الآثار المستقبلية لها، فإن من الأولى بمكان أن يكون لنا نحن الفلسطينيون منهاجاً سليماً وراقياً في وضع الخطط لطرد هذا المحتل بشكل نهائي وللأبد عن وطننا فلسطين .

 

وهنا لا بد من التوضيح بأن مطلب الانتفاضة المنظمة .. فنحن عرفنا الانتفاضة الأولى في العام 1987 بالحجارة والمولوتوف، وكذلك عرفنا انتفاضة عام 2000 بدأت بالحجارة والمولوتوف ودخلت العمليات الاستشهادية من جديدة إلى أن وصلت للصواريخ التي بدأت تؤسس لمرحلة جديدة لخلق حالة من توازن الرعب مع الاحتلال، ولكن الآن نحن في عام 2010 الأمر الذي يحتم علينا بكل تأكيد انتفاضة جديدة وبأساليب وأفكار جديدة .

 

فتوصلت الفصائل الفلسطينية كلها تقريباً إلى أساليب الرد الجديدة وأصبحت تستهدف الاحتلال ليل نهار في حالة لم تشهدها ولم تعهدها فلسطين من قبل، مما يؤكد أن المرحلة المقبلة هي المرحلة الانتصار والعودة للفلسطينيين ومرحلة الانهزام والهروب لليهود والمغتصبين المحتلين.

 

إذن المطلوب الآن في الضفة والقدس وفي غزة أيضاً أن تشتعل انتفاضة جديدة منظمة، وأسجل هنا أمنية أسأل الله أن يحققها بأن تتوحد جميع الفصائل والقوى الفلسطينية بلا استثناء لتشارك في وضع هذا المنهج الجديد للانتفاضة المنظمة وأن تتضافر جهودها وأن تتوحد في مجابهة العدو الإسرائيلي الذي بات على يقين بأن أحداً لن يتحرك من العرب والمسلمين لنصرة الأقصى ولكنه يخشى من مثل هذه الانتفاضة المنظمة التي تقودها الفصائل الفلسطينية مجتمعة .

 

 

البث المباشر