"خطة مرورية" تقتل الحركة في شوارع رفح

جانب من احتجاج التجار على الخطة المرورية
جانب من احتجاج التجار على الخطة المرورية

رفح- الرسالة نت

خيّم السكون على قلب مدينة رفح اليوم الأربعاء، بعد إغلاق المحلات التجارية أبوابها احتجاجاً على تطبيق الخطة المرورية، التي يقولون إنها أفرغت الشارع الرئيس من زائريه.

واصطف أصحاب المحلات في شارع البحر وسط المدينة ثلاث ساعات أمام محلاتهم المغلقة، وبعضهم رفع لافتات تطالب بإلغاء الخطة المرورية. 

لا سيارات تتحرك إلا في اتجاه واحد وقطع الشارع من قبل المواطنين يتطلب حذرًا شديدًا، وكثير من أصحاب المحال التجارية يندبون حظهم جراء الواقع الجديد.

وكانت بلدية رفح بالتعاون مع شرطة المرور في المدينة, أطلقت مطلع الأسبوع الماضي الخطة المرورية الجديدة في مركز المدينة، بهدف علاج مشكلة الاختناق المروري.

وترتكز الخطة المرورية الجديدة وفق القائمين عليها على فتح شارع أبو بكر الصديق من مفترق "كير" وحتى ميدان العودة باتجاه الغرب فقط، وتحويل الطرق المتفرعة منه لطرق باتجاه واحد.

وضرب عبد الرحمن صبح كفاً بكف أمام مكتبته وظل يردد "حل مشكلة الازدحام المروري في الشارع الرئيس لا تقتصر على تغيير مسار الشوارع فقط(..)، حركة الناس تراجعت منذ تطبيق الخطة".

وتابع: "سيارة أجرة كادت تضرني بينما كنت أقطع الطريق باتجاه مكتبي، وأنا أحتاط بشكل كبير عند قطع الشارع منذ تطبيق الخطة". 

وكثير من مالكي المحال في الشارع يرون أن الخطة تسببت في تعذر السكان من الوصول إلى قلب المدينة من أجل التسوق.

وقال مالك متجر الطفل السعيد: "سابقًا كان كثير من الناس يتدفقون على المحال وقليلون يشترون، لكن اليوم قليلون يصلون للشارع ولا أحد يتسوق". 

ويخشى جلال قشطة أن يتكبد خسائر باهظة جراء الخطة الجديدة، خصوصاً أنه دفع مبلغًا كبيرًا كأجر سنوي لمحل في الشارع الذي يمثل قلب المدينة التجاري.

ولا يرهق حسن عيسى نفسه بالسير في الشارع بحثاً عن مركبة، بل كل ما يفعله هو انتظار المركبات أن تأتي من الشوارع الجانبية لتقله إلى حيث يسكن غرب مدينة رفح، ويقول: "التغيير مهم لكن ليس على حساب الناس".

لكن حمادة شبطي من حي تل السلطان يرى أن الخطة المرورية القديمة أفضل من الجديدة، لأنها تلبي حاجات المواطنين وتختصر عليهم المسافات إلى مركز المدينة.

ووفق شبطي فإن أزمة المرور ناتجة عن التعدي على الشارع وسوء سلوك السائقين الذين يتوقفون في منتصف الطريق ولا يجدون من يعاقبهم بحزم.

واكتفى السائق سعدي الهمص بالقول: "نحن بحاجة إلى ثقافة مرورية تحافظ على الوقت وتحترم النظام".

ونفذت خطة مرورية مماثله قبل عامين في قلب المدينة لكن تم التراجع عنها بعد أسابيع من تنفيذها.

ويقول رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان إن تنفيذ خطة المرور الجديدة يأتي لمواجهة أزمة الازدحام اليوم في قلب المدينة.

ويوضح أبو رضوان لـ"الرسالة نت" أن تطبيقها جاء بعد مشاورات مع مختلف الأطراف، وبالتنسيق الكامل مع شرطة المرور بالمدينة ووزارة النقل والمواصلات.  

ويشير إلى أن الصعوبات التي يعاني منها السائقين والمواطنين جراء الخطة ستنتهي مع التعود على الواقع الجديد الذي نأمل أن يخفف الأزمة خلال فصل الصيف. 

ويتهم أبو رضوان أطرافًا لم يسمها بتحريض أصحاب المحال التجاري على الاحتجاج ضد الخطة المرورية، وقال: "في كل مدن القطاع يوجد ازدحام ويتم تحويل الشارع لاتجاه واحد فقط ".

ويشدد رئيس البلدية على أن الخطة تهدف إلى إحياء حركة المواطنين في الشوارع الموازية لفتح أسواق تجارية جديدة بالمدينة.

البث المباشر