قائد الطوفان قائد الطوفان

مؤتمر «فتح» في المهبّ ...هل يعقد بمن حضر؟

الرسالة        

مع اقتراب موعد المؤتمر السادس لحركة «فتح» في الرابع من آب المقبل، بدأت الشكوك تحوم حول جديّة نيّة السلطة لعقده، ولا سيما أن أطرافاً في الحركة في الداخل تبحث عن ذرائع لإلغاء الانعقاد، وهي وجدت في صعوبة الحصول على موافقة لدخول أفراد من أقاليم متفرّقة فرصة لبدء الحديث عن التأجيل أو الإلغاء.
في حين علمت ’القدس العربي
من مصادر رفيعة المستوى في داخل حركة فتح الاثنين الماضي بأن الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس وعددا كبيرا من أعضاء اللجنة المركزية يميلون الى عقد المؤتمر العام للحركة في الرابع من الشهر القادم ببيت لحم بمن حضر من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس

.
وحسب المصادر فإن قرار اللجنة المركزية المرتقب من خلال اجتماعها المقبل في نهاية الشهر الجاري لدراسة عقد المؤتمر العام للحركة في ظل اصرار حماس على منع اعضاء المؤتمر في غزة من السفر للضفة الغربية للمشاركة سيكون ’عقد المؤتمر بمن حضر’.


واوضحت المصادر بأن اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة عباس تميل بشكل كبير الى ’عقد المؤتمر بمن حضر من غزة’ لمنع حماس من فرض شروطها ’الابتزازية’ على حد قول المصادر.

** مؤتمر بمن حضر

وتؤكد مصادر فلسطينية في رام الله، لـ«الأخبار»، أن أجواء التأجيل تراود قيادات الصف الأول في حركة «فتح»، مستندة إلى إعلان حركة «حماس» عدم نيتها السماح لفتحاويّي قطاع غزّة بالانتقال إلى بيت لحم لحضور المؤتمر. وتستدل المصادر بتصريح لرئيس كتلة «فتح» البرلمانيّة، عزّام الأحمد، الذي أعلن أن «عقبتين أساسيّتين، لا تزالان تعترضان عقد مؤتمر فتح؛ رفض حماس السماح لخروج أعضاء فتح من قطاع غزة ورفض السلطات الإسرائيلية منح التصاريح اللازمة لحضور الأعضاء من الساحات الخارجية لحضور المؤتمر». وأشار إلى أن ذلك قد يؤدّي إلى إرجاء المؤتمر.
وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى أن أبو مازن يفضّل الانعقاد بمن حضر لكي يضمن حصول قائمة مرشحيه للمجلس الثوري على الغالبية المطلقة، ولا سيما أنه يضمن ولاء معظم الحاضرين من الضفة الغربية، الذين يبدو أن المؤتمر سيقتصر عليهم في حال انعقاده. وتضيف أن أبو مازن يخشى وصول «قوائم المرشحين من غزة».


ويبدو أن القدومي يدرك نوايا عبّاس، إذ تكشف المصادر عن أن أبو اللطف كلف مسؤولين قطريّين بالتوسط لدى أبو مازن للملمة تداعيات اتهاماته الأخيرة. إلا أن المصادر تشكّك في نجاعة الوساطة، ولا سيما أن علاقة أبو مازن والدوحة لا تزال فاترة منذ قمّة غزة التي استضافتها العاصمة القطرية وتضمنت هجوماً على الرئيس الفلسطيني.

إلى ذلك أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث الأحد الماضي  بأن اللجنة ستجتمع في 31 الشهر الجاري لاتخاذ قرار نهائي بشأن عقد المؤتمر من عدمه في ظل إصرار حركة حماس على منع اعضاء المؤتمر في غزة من مغادرة القطاع للضفة الغربية لحضور المؤتمر المقرر في الرابع من الشهر القادم ببيت لحم

.
وشدد شعث للاذاعة الفلسطينية الرسمية على عدم امكانية اعقاد المؤتمر العام للحركة بدون حضور اعضاء غزة، محذرا من ان عقد المؤتمر بدون غزة يعزز الإنقسام الفلسطيني الداخلي حتى على مستوى حركته على حد قوله.

** بلبلة وارتباك

ويقول مسؤولون كبار في حركة فتح انه يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات المؤتمر العام للحركة إلا أن هناك عددا من الأمور التي يجب إيجاد حل لها وأبرزها مسألة وصول أعضاء المؤتمر من غزة إلى الضفة الغربية.

وكان توفيق أبو خوصة القيادي في الحركة الذي غادر غزة عقب سيطرة حماس عليها قال ’حماس تمارس ابتزاز اللحظة الاخيرة’، مشيرا الى وجود 25% من أعضاء المؤتمر من قطاع غزة في الضفة الغربية حاليا

من جهة أخرى رجحت مصادر أردنية وفلسطينية تحدثت لـ’القدس العربي’ أن يتمكن عباس من منع ترشيح فاروق القدومي لعضوية اللجنة المركزية في مؤتمر بيت لحم الوشيك، الأمر الذي يعني تلقائيا بأن القدومي سيخرج من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خصوصا بعدما اوقف عباس قبل ثلاثة أيام كامل مخصصات الدائرة السياسية في تونس وأبلغ كادرها في رسائل ضمنية بان السلطة ستلتزم بدفع الرواتب شهريا فقط دون بدل الخدمات الإضافية في تهيئة لإغلاق مكاتب الدائرة تماما.
إلى ذلك تسود حالة من البلبلة والتساؤلات في صفوف أبناء الحركة وموظفي الدائرة السياسية ودائرة التعبئة والتنظيم بعد قرار غنيم الإستقرار في رام الله وقرار عباس وقف مخصصات الدائرة السياسية المالية حتى إنتقال أبو ماهر  غنيم مسؤول التعبئة والتنظيم من تونس, ما يعني إنتقال ملف المخصصات المالية إلى العاصمة الأردنية عمان وهو وضع سيربك الموظفين ويؤثر على مصالحهم.
ويخشى الكادر الوظيفي في الدائرتين (يزيد عن خمسين شخصا) من تضرر مصالحهم وتوقف رواتبهم بعد البلبلة التي خلقتها المعلومات عن مغادرة غنيم تماما لمكاتب تونس بالرغم من تلقي الموظفين تأكيدات من مكتب الرئاسة بان الرواتب لن تتأثر.

وغادر الرجل الثالث في حركة فتح أبو ماهر غنيم تونس منذ ثلاثة ايام ويوجد الآن في العاصمة الأردنية عمان تمهيدا فيما يبدو للإنتقال نهائيا إلى الداخل الفلسطيني بعدما رتب له عباس تصريح الدخول الإسرائيلي والتجهيزات اللازمة لإقامته ولتأسيس مكتب داخلي له بإسم التعبئة والتنظيم مع موازنة مالية.
وغادر غنيم تونس بعد ان كان إلتزم منزله في العاصمة التونسية طوال ثلاثة أسابيع قضاها في البيت بعد إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة وطوال الأسابيع الثلاثة لم يزر غنيم مكتبه إطلاقا في تونس، في إشارة فهمت على اساس انها مقدمة لتفكيك مكتب التعبئة والتنظيم العريق حركيا.

** طعون في المرشحين

 

وحول قضية العضو في المؤتمر العام لفتح التي باتت تهدد بتفجير إمكانية عقد المؤتمر من كثرة المتظلمين من شطب اسمائهم من عضوية المؤتمر اوضح شعث بان لجنة العضوية اجتمعت في عمان للبت في قضية المتظلمين سواء على مستوى شخصي او شرائح لم يكن لهم نصيب في عضوية المؤتمر.
واشار شعث الى امكانية زيادة ما نسبته 10-15على العدد المحدد للمؤتمر والبالغ 1550 لحل قسم التظلمات سواء على مستوى كوادر في الحركة لم تمنحهم لجنة العضوية سابقا حق المشاركة في المؤتمر او على مستوى شرائح في الحركة لم يتم تمثيلهم في المؤتمر المرتقب.
وحسب شعث فان هناك امكانية لزيادة ما بين 100-150 عضوا لحضور المؤتمر في اطار الاستجابة لبعض التظلمات، محذرا من ان فتح باب العضوية مجددا على مصراعيه سيلحق الضرر بإمكانية عقد المؤتمر العام للحركة الذي لم يعقد منذ 1989، مضيفا ’اي تصحيح على العضوية يتراوح من 10-15 ’ مقبول واكثر من ذلك سيخرب اعمال المؤتمر’.

وهدد حكم بلعاوي بتقديم استقالته من عضوية اللجنة المركزية، مرجعاً السبب في ذلك إلى استمرار لجنة الإعداد للمؤتمر السادس بتجاهل ممثلي المحافظات والمناضلين، من قوائم المؤتمر.

وأبدى بلعاوي في تصريح له تذمراً كبيراً، بسبب خلو قوائم المشاركين من أسماء مناضلي الحركة، واستبدالهم بآخرين ’من الأقارب والموظفين بشكل شخصي’.

وأشار إلى حدوث ’تعديلات كثيرة’ على القوائم المقترحة لعضوية المؤتمر، وقال ان هذه التعديلات جعلت الكشف الأخير ’لا يتسع لأصحاب الاستحقاق الحقيقيين بعضوية المؤتمر سواء من ابطال الانتفاضة الأولى والكفاءات الممتازة من الشخصيات الوطنية والاعتبارية’. وأكد بلعاوي أن مؤتمر الحركة السادسيمر في مخاض عسير منذ مدة’، مشيراً إلى أنه يتعرض لمجموعة من ’الإبتزازات الخطيرة في مقدمتها ابتزاز حركة حماس بعدم السماح لأعضاء المؤتمر بالخروج من قطاع غزة’.
وفي سياق التحضيرات للمؤتمر أعلن عيسى قراقع وزير لأسرى أن النائب الأسير مروان البرغوثي، ينوي ترشيح نفسه لعضوية اللجنة المركزية خلال المؤتمر.

وأكد قراقع وجود ’توافق كبير’ على اسم مروان البرغوثي، الذي قال انهيحظى بتقدير واحترام كبيرين من الفتحاويين والشارع الفلسطيني’، مشيراً الى أن البرغوثي ’لا خلاف عليه وأنه ليس موضوع تنافس، وذلك تقديرا من أبناء حركة فتح للحركة الأسيرة وقادتها ولنضالاتهم وصمودهم داخل سجون الاحتلال’.
وفي ظل تواصل الصراع على عضوية المؤتمر وكثرة التظلمات يدور الحديث داخل الحركة حول أسماء المرشحين لعضوية اللجنة المركزية القادمة للحركة وكذلك عضوية المجلس الثوري.

ومن جهة أخرى أكدت مصادر فلسطينية الاحد بأن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية قرر عدم الترشح لعضوية اللجنة المركزية القادمة رغم ان معظم زملائه في اللجنة الحالية قرروا ترشيح أنفسهم. ونقلت المصادر عن عبد الرحيم تبريره لعدم الترشح بأنه يأتي من باب إفساح المجال للقيادات الشابة لأخذ دورها في اكمال مسيرة البناء الوطني والاستنهاض الحركي داخل فتح في حين يعتزم معظم أعضاء المركزية الحالية ترشيح أنفسهم من جديد مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأبو ماهر غنيم وفاروق القدومي ومحمد جهاد وأم جهاد ونبيل شعث وعبد الله الإفرنجي واحمد قريع وصخر حبش وحكم بلعاوي وزكريا الأغا وعباس زكي.

إلى ذلك وجهت كتائب الأقصى رسالة إلى اللجنة المركزية والمجلس الثوري وصلت ’القدس العربي’ نسخة منها، أكدت خلالها على أن الحركة والقضية والمؤتمر السادس يواجهون خطراً.
ونبهت الكتائب إلى أن الحركة والقضية والمؤتمر السادس تواجه خطراً، وطالبت قيادة الحركة بتحمل مسؤولياتها ’قبل إعلان حالة الكفر بكل الأصنام التي باتت عاجزة عن الحراك’، وطالبت بأن تعود فتح إلى سابق عهدها من خلال وجود مشروع ومنهج، لا أن تكون فتح ’الشخوص والمكاسب والانتفاع والإرتزاق’، وشددت الكتائب على أن نضالات الحركة ’لن تترك للمترفين لإطلاق رصاصة الرحمة عليها’.

البث المباشر