في مطلع مارس 1962، قام ديفيد بن غوريون رئيس وزراء (إسرائيل) في ذلك الوقت باستدعاء إيسير هاريل رئيس الموساد. حياه العجوز بحرارة وحدثه لبعض الوقت في مواضيع شتى، فجأة في منتصف الحديث، التفت بن غوريون إلى إيسير وسأله: "أخبرني، هل يمكنك إيجاد الولد؟".
لم يقل أي ولد يقصد، لكن إيسير فهم قصده على الفور. فخلال العامين الفائتين كان ثمة سؤال يطرح في جميع أنحاء (إسرائيل)، ويتصدر عناوين الصحف، وتصيح به المنابر في الكنيست، ويلقي الشباب العلمانيون بغضب في وجه المتشددين اليهود: "أين ويسلي؟".
الولد هو ويسلي شوماخر، في الثامنة من عمره من مدينة حولون، اختطفه يهود متشددون وكان يتزعمهم جده. فقد أراد الحسيدي العجوز تربية ويسلي بحسب التقاليد المتشددة، فخطف الولد من والديه، ولم يترك وراءه أثرا، وتحولت القضية إلى فضيحة وطنية والى مواجهة، وخشي البعض من اندلاع حرب أهلية في (إسرائيل).
وكملاذ أخير، لجأ بن غوريون إلى أيسير، الذي عاد إلى مكتبه وفتح ملفا عملياتيا سماه عملية "شبل النمر".
وبعد عمل مضن لشهور داخل (إسرائيل) وفي أنحاء أمريكا وأوروبا جند فيها خلاياها ومحطاتها كافة، تم الوصول إلى ويسلي، بعدما أدرك خبراء الموساد أن الشبكة السرية الأرثوذكسية المتطرفة المنتشرة في جميع أنحاء أمريكا تشبه المنظمات السرية لأفضل أجهزة المخابرات في العالم.
في هذه الأثناء يحلم تامير باردو رئيس الموساد الحالي أن يحالفه الحظ مثل هاريئيل في العثور على المجندين الثلاثة الذين اختفت آثارهم من تحت أنف الأجهزة الأمنية، فيما يراجع يورام كوهين رئيس الشاباك الحالي تسجيل مكالمة أحد المستوطنين المختفين لمركز طوارئ الشرطة، ويحوم حول السيارة المحروقة التي وجدت بالقرب من مكان اختفاء المستوطنين، كما أنه يشارك في التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين من أنحاء الضفة الغربية كافة، وعلى مدار الساعة ترد معلومات استخبارية يُحصل عليها من تنصت وحلّ أسرار معطيات اتصال بالهواتف المحمولة، وحتى اليوم السابع على اختفاء المجندين الثلاثة لا جديد، لذا أنصحكم أن تبحثوا في جيوبكم، فقد يكونوا مختفين في مدرسة دينية أو مستوطنة للمتطرفين، لقد خطف المتشددون اليهود الفتى ويسلي من حولون عام 1959 وبعد عامين وجده هاريئيل في بروكلين في الولايات المتحدة.