قائد الطوفان قائد الطوفان

الأسير طبيش.. جلد وعظام!

الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام أيمن طبيش
الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام أيمن طبيش

غزة-محمد أبو حية

دخل الأسير الفلسطيني أيمن طبيش (34 عاما) قفص الزوجية بإعلان خطوبته بعد سلسلة اعتقالات في سجون الاحتلال بلغت 13 عاما, قضى أسبوعين فقط بين عائلته وزوجة المستقبل قبل أن تنتزعه "إسرائيل" من مشهد الفرح وتغمسه في أقبية التعذيب.

انتقل أيمن من باحة منزله المتلألئة بأنوار الفرح في بلدة دورا بمدينة الخليل إلى ضيق الحياة في زنزانة انفرادية بالكاد يتسلل إليها ضوء القمر عبر نافذة صغيرة يصله من خلالها شوق أحبته, ويطير لهم حنينه هو الآخر.

ويخوض الأسير طبيش إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 112 يوما على التوالي ويكتفي بتناول #الماء_والملح أملا في إنهاء اعتقاله الإداري وفقا لملف سري يدعيه الشباك "الإسرائيلي".

وقال أيمن  لحظة اعتقاله مخاطبا والدته قبل نحو عام: "لا تتركوني وحدي يا أمي لأن إسرائيل تسعى لتدمير حياتي عمري يمضي على عجل وأريد أن أكون إلى جانبك".

وكان طبيش قد لجأ للإضراب عن الطعام لمدة 105 أيام قبل ثلاثة أشهر من الإضراب الحالي وقرر وقفه بعد تلقيه وعدا بالإفراج عنه إلا أن مصلحة السجون تنصلت من وعدها فعاد لمعركة الأمعاء الخاوية.

وتقول أم أيمن (63 عاما) في حديث لـ"الرسالة نت" إن نجلها اعتقل في ليلة مفزعة اعتدي الاحتلال خلالها على سكان المنزل كافة واقتاد أيمن تحت تهديد السلاح والكلاب البوليسية.

وتضيف: "خرجت مسرعة بعد أن اقتاد الاحتلال أيمن وطلبت من أحد أفراد الشباك أن أودعه خشية أن أموت دون رؤيته كما حدث مع والده الذي رحل عن الدنيا وهو معتقل فرفض ودفعني بعيدا عنه".

وأكدت أم أيمن أن نجلها يعاني من تردي وضعه الصحي ولا يستطيع الوقوف على قدميه ويشكو من ضعف عضلة القلب وعدم اتضاح الرؤية كما أنه فقد الفيتامينات والمعادن في جسده ما أدى لانخفاض وزنه إلى النصف.

ووصفت حال فلذت كبدها بالمؤلم, قائلة: "لم يبق من أيمن سوى الجلد والعظام, ووجه شاحب, يشعر بالإعياء ويغيب عن الوعي بين الفينة والأخرى وملقى على سرير وهو مكبل بالحديد!".

وأشارت إلى الصليب الأحمر الدولي أجرى زيارة له برفقة محاميه جواد بولس قبل أيام, مشيرة إلى أن بولس أكد لها أن معنويات أيمن عالية ويبدي صمودا مذهلا رغم إضرابه لأكثر من 100 يوم.

ترك غياب أيمن الابن الأكبر للعائلة فراغا كبيرا في البيت كما تقول والدته, موضحة أنها تترقب ساعة تلو الأخرى أي نبأ عن ابنها وتصفه بالبطل وتبدي إعجابا بإرادته في مواجهة الاحتلال وقراراته العنجهية.

وتمنّت أم أيمن أن يتحرر جميع الأسرى بمن فيهم أيمن بصبرهم وصمودهم وبالمقاومة التي تعمل لأجلهم ولإنهاء ملف الاعتقال الإداري للأبد.

أما خطيبة الأسير أيمن التي عرفته لأسبوعين فقط ما زالت هي الأخرى ترقب عودته منتصرا ليدخل قفص الزوجية بدلا من قفص الاعتقال وليترك السلاسل والأغلال "الإسرائيلية" خلف ظهره.

وعادت أم أيمن لتناشد قادة الدول العربية والإسلامية وأصحاب الضمائر الحية نصرة الأسرى الفلسطينيين وممارسة الضغط الدبلوماسي الحقيقي على "إسرائيل" لتوقف جرائمها بحق الأسرى حتى يفكوا إضرابهم وينالوا الحرية التي لا تقدر بثمن.

ورأت أن الأسرى ليسوا بحاجة للشعارات وهم يلفظون أنفاسهم في السجون, داعية للإقدام على أعمال نوعية تقلب الطاولة على رأس الاحتلال وتكسر الأصفاد وتفتح أبواب الزنازين.

البث المباشر