قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: لا يحك جلدك مثل ظفرك فلا تنتظروا أحدا

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

غاب الجميع اليوم عن المشهد الدامي الذي يجري في الضفة الغربية والقدس والذي كان آخره خطف وقتل وحرق الشاب ولن أقول للفتى أو الطفل الفلسطيني محمد حسين أبو خضير الذي اختطفه المستوطنون في مدينة القدس وتعذيب وقتل وحرق لم يخرج الرئيس الأمريكي اوباما من مضجعه ولم نر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون ولا منسقة الاتحاد الأوروبي كاترن اشتون ولا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يستنكرون جريمة اغتيال أبو خضير بينما عندما اختفى ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل قامت الدنيا ولم تقعد وخرج كل الرداحين في العالم ليعانوا إدانتهم وتضامنهم مع مجرمين على الرغم من أن المسألة لازالت في جزء منها مجهولة والرواية حتى اللحظة وبعد أن عثر عليهم قتلى ولا يوجد طرف فلسطيني أعلن مسئوليته عن العملية رغم أن قوات الاحتلال نفذت حملة ضارية ولا زالت مستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

فور إعلان الاختفاء توعد نتنياهو وقادته السياسيون والعسكريون بكل أشكال الوعيد للشعب الفلسطيني وشنوا حملة اعتقالات وتدمير للمنازل ومداهمات وتخريب ومارسوا كل أنواع الموبقات من سرقة واعتداء على الأطفال والنساء والشيوخ وعاثوا في الأرض خرابا هم وقطعان المستوطنين، وهم الآن يعلنون الحرب على الشعب الفلسطيني وحتى على محمود عباس الذي خرج وأدان عملية الخطف هذا لو كان هناك عملية خطف وقدم كل الإمكانيات في مساعدة قوات الاحتلال حتى أسماء المطاردين لقوات الاحتلال أبو عيشة والقواسمة قدمتها مع الأسف أجهزة أمن السلطة للاحتلال إضافة إلى كل التسهيلات التي منحت لقوات الاحتلال والخدمات التي قدمتها الأجهزة الأمنية التي خلعت بدلتها الرسمية ومارست دورها بلباس مدني وقدمت كل ما كان مطلوبا من الجانب الصهيوني.

اليوم نعم هناك إدانة من سلطة رام الله لجريمة اغتيال الشاب أبو خضير الطفل بالمفهوم الدولي وإن كان أطفالنا رجال وهناك كما هو متداول عبر وسائل الإعلام مطالبة من محمود عباس لنتنياهو للخروج وإدانة عملية الاغتيال التي جرت على أيدي المستوطنين الصهاينة بشهادة الشهود واكتفت السلطة بالإدانة بدون فعل والمطالبة التي لن تتحقق من قبل نتنياهو ولا اصغر عضو في حكومته الإرهابية ، السؤال هل هذا هو المطلوب من عباس، أم أن هناك قرارات يجب أن تتخذ في هذا الشأن؟ لن نقول أن يعلن عباس الحرب على المستوطنين أو أن يداهم منازلهم أو يقوم باعتقالهم؛ ولكن على الأقل أن يفك المقدس إلا وهو التعاون الأمني مع الاحتلال، أليست هذه مصلحة وطنية عليا للشعب الفلسطيني؟ أليس الوقت بات مناسبا حتى نتخذ خطوة وطنية تحتاج إلى شجاعة؟ وكذلك التهديد باتخاذ إجراءات غير إنهاء التعاون الأمني مع الاحتلال وهي كثيرة عباس يعلمها وأجهزته الأمنية تعلمها وزبانيته والحاشية المقربة منه تمارسها سرا وعلنا.

نقولها وبكل وضوح أن نتنياهو لن يدين ولن يتابع الموضوع بجدية ولن يعترف أصلا أن المستوطنين هم من نفذ عملية الخطف والقتل ولن يرسل مدير مكتبه أو أي جندي لتقديم التعازي أو ليواسي عائلة خضير ولا حتى لتقديم واجب العزاء والإدانة لعباس في المقاطعة كما فعل عندما أرسل محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لمواساة عائلات الجنود الثلاثة الذين اختفت آثارهم في الخليل ووجدوا بعد ذلك مقتولين.

وأقول هنا للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لا تنتظروا من عباس أو أجهزته الأمنية التي تلاحقكم وتعتقلكم أن تقدم لكم ما يمكن أن يشكل لكم حماية من شذاذ الآفاق وقطعان المستوطنين وقوات الاحتلال، وعليه انتم مطالبون بتشكيل لجان شعبية لا أطالب أن تكون مسلحة ببنادق وإن كان هذا حق لها، ولكننا نفهم الواقع وان تستعيض عن ذلك بالأسلحة البيضاء والعصي ولو تعثر ذلك مجرد وجودهم في دوريات منتشرة في كل الأماكن وفق حاجة القرية أو المنطقة كفيل بمنع المستوطنين من ممارسة إجرامهم.

المرحلة تتطلب اليقظة والاعتماد على الذات وحماية أبناء شعبنا هي واجب الجميع وواجب من يقدر على ذلك، اليوم خضير ولو تركنا الأمر قد يكون ابني أو ابنك أو أخي او اخوك ، المرحلة مرحلة قرارات حاسمة ومواجهة مفتوحة مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه وكل من يعاونه أو يتعاون معه.

 

 

البث المباشر