قائد الطوفان قائد الطوفان

على غرار مدفع رمضان

"مدافع الاحتلال" تؤرق الغزيين وقت السحور

طائرة إسرائيلية تطلق قنابل حرارية (الأرشيف)
طائرة إسرائيلية تطلق قنابل حرارية (الأرشيف)

الرسالة نت – معاذ مقداد

في ليلة ساكنة من ليالي رمضان في قطاع غزة وبانتظار المسحراتي الذي يطرُق "بطبلته" ليوقظ المواطنين لتناول ما يسدُ جوعهم وعطشهم في النهار قبل الفجر، حتى يباغتهم جميعًا صوت انفجارات ضخمة تؤرق مضاجعهم.

سبعة ليالٍ مرت من الشهر الفضيل لم تغفُ خلالها جفون سكان غزة الذين أرهقوا من الاستيقاظ ليلًا على وقع القذائف الصاروخية التي تلقي بحممها على المواقع العسكرية والأراضي الزراعية في مدن القطاع كافة.

وتشن الطائرات الحربية ومدفعية الاحتلال "الإسرائيلي" هجمات صاروخية تستهدف مواقع للمقاومة وأراضي زراعية للمواطنين منذ ثلاثة أسابيع .

"الرسالة نت" تابعت ردود المواطنين في القطاع لتلك الهجمات والذين عبروا عن سخطهم وانزعاجهم من تلك الاستهدافات "الإسرائيلية" في أوقات متأخرة من الليل تسبق السحور في شهر رمضان المبارك.
الشاب المصور محمد زرندح علّق على القصف المستمر من المدفعية "الاسرائيلية" شرق غزة بتهكّم قائلا: "ضرب المدفع، على أساس عندنا مدافع لرمضان!".
والبعض الآخر أطلق على القصف اليومي اسم "الحفلة الصاخبة" والتي اعتادوا عليها كل ليلة في الأسابيع الماضية.
الشاب عمر عادل من الحدود الشرقية لخانيونس يعبر لـ"الرسالة نت" عن سخطه من استمرار مسلسل القصف لمناطق زراعية قريبة من منزلهم في مشهد أشبه بالدراما والحلقات المتتابعة.

ولم تركن طائرات الاحتلال ولا مدافعه عن ممارسة "حفلتها اليومية" بالقصف حسب وصف الغزيين، لكن المقاومة تردُ على تلك الاستهدافات بإطلاق قذائف صاروخية من القطاع باتجاه البلدات المحتلة المحاذية لغزة.

"وكأننا في ساحة حرب لا تعلم متى وأين يسقط الصاروخ!"، يقول الشاب مصعب عماد إن عائلته تضطر للاستيقاظ طوال الليل حتى لا يفجعوا وصغارهم بأصوات القصف "المزلزلة".
أما الشابة وسام حسان تتهكم واصفة القصف الليلي بأنه "أقوى منبه للسحور(..)، يقول لنا تسحروا فان في السحور بركة".
وفي لغة قوية وبتحدٍ وصمودِ الفلسطينيين، الشاب عاهد علوان الخريج حديثًا من الجامعة والذي وجد في المتابعة الاخبارية المستمرة سبيلًا للاستمرار في معايشة الواقع فيؤكدّ أن "صوت آذان الفجر يبقى أقوى من أصوات الانفجارات".

وتمطر المقاومة الفلسطينية بلداتنا المحتلة المحاذية لقطاع غزة بالصواريخ محلية الصنع في ردٍ على الانتهاكات "الاسرائيلية" والقصف المستمر.

الكاتب والصحفي معاذ العامودي يعبر عن فخره بالمقاومة الفلسطينية في أرجاء الوطن بنشره تغريدة عبر فيسبوك: "سجل يا تاريخ، سجل في رمضان وقت السحور، أن فلسطين تقاوم".

"اوووف .. هما بدهم يستلمونا اليهود, مرة قصف على السحور ومرة ع الافطار(..)على الفاضي والله ما تقطعوا نفسي عن الأكل!"، هكذا قال الصحفي حمزة أبو الطرابيش عبر حسابه في "فيسبوك" بالتزامن مع أصوات الانفجارات وصوت أذان الفجر.

ويتساءل سكان قطاع غزة ما إذا كانت الليالي الرمضانية القادمة ستحمل في طياتها "حفلات" مماثلة وصاخبة من القصف، أم أنهم سيستيقظون على صوت نداءات و"طبلة" المسحراتي المعتاد.

البث المباشر