السيسي يبرر رفع أسعار الوقود ويفرض ضرائب جديدة

الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي

القاهرة – الرسالة نت

دافع رئيس الانقلاب في مصر  عبد الفتاح السيسي عن قرار رفع أسعار الوقود الذي أدى إلى زيادة أسعار المواصلات وبعض السلع وفجّر احتجاجات عدة، معتبرا أنها تستهدف تجنب "غرق الدولة في الديون"، وقرر زيادة الضرائب على السجائر والخمر.

وقال السيسي في لقاء مع رؤساء تحرير صحف مصرية إن القرارات الأخيرة التي صدرت بزيادة أسعار الوقود كان لابد منها لمواجهة الديون التي تعانى منها البلاد.

وبرر السيسي القرار المثير للجدل بقوله "لو تأخرت قرارات زيادة الأسعار لغرقت البلاد في ديون قدرها أكثر من ثلاثة تريليونات جنيه (قرابة 417 مليار دولار أميركي)".

وأضاف أن "هذه القرارات شئنا أم أبينا كان لابد من اتخاذها سواء تمت الآن أو بعد ذلك فالأفضل لنا المواجهة بدلا من ترك البلاد تغرق".

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن السيسي قوله إن جهود ضبط أسعار السلع بعد رفع أسعار الوقود "ليست كافية بشكل كامل لافتقار مصر في الوقت الحالي لآلية لضبط الأسواق".

وأصدر السيسي الأحد قانونا بفرض ضرائب جديدة على السجائر المستوردة والمحلية الصنع بنسب تتراوح بين 40% و120%. كما قرر زيادة الضرائب على الخمور والمشروبات الكحولية المحلية والمستوردة بما بين 150% و200%.

وزادت أسعار البنزين والسولار والغاز الطبيعي للسيارات بنسب بين 40% و175%، في حين زادت أسعار الغاز الطبيعي لمصانع الإسمنت والحديد والصلب بين 30% و75%.

وفي وقت سابق من يوم السبت حاول رئيس الوزراء إبراهيم محلب تبرير هذه القرارات بقوله إنها تهدف إلى محاربة "الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية".

غضب شعبي


وأثار القرار غضبا شعبيا خاصة من سائقي سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة وكثير من المواطنين الذين اشتكوا من زيادة الأسعار مع بقاء أجورهم ثابتة.

وأصيب سائقا سيارتي أجرة برصاص قوات الأمن خلال وقفة غاضبة نظمت السبت بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية احتجاجا على رفع أسعار الوقود، ووصفت إصابة السائقين في الوجه والبطن بالخطرة.

وقطع عدد من المواطنين طريق الكورنيش وشارع الجلاء أمام محطة قطار الزقازيق احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات وتفاقم المشكلات المعيشية.

كما احتج عدد من السائقين في كفر الشيخ، وقطعوا الطريق وأضرموا النيران في إطارات السيارات احتجاجا على رفع أسعار الوقود.

وفي محافظة الإسماعيلية، أطلقت الشرطة الغاز المدمع لتفريق سائقي سيارات أجرة اعتصموا أمام مبان حكومية بالمدينة احتجاجا على رفع أسعار الوقود.

وفي القليوبية، سيطرت حالة من الغضب على المواطنين وسائقي سيارات الأجرة تحديدا بعد الإعلان عن زيادة أسعار الوقود، في حين تكدست السيارات أمام محطات البنزين. وتكرر المشهد نفسه بمدن ومحافظات أخرى بينها دمياط والإسكندرية وبورسعيد.

تحذير حزبي


وحذرت أحزاب ومنظمات من مخاطر قرار الحكومة رفع الدعم عن الطاقة وما قد يؤدي إليه من غضب جماهيري.

وقال حزب "التجمع" في بيان صدر اليوم الأحد إنه يرفض زيادة الأسعار بالنسبة للفقراء، خاصة على السولار والغاز والبنزين والكهرباء ومكونات الحصة التموينية للأسرة.

وأوضح رئيس الحزب سيد عبد العال أن "حلف 30 يونيو/حزيران الذي تشكل من أحزاب وقوى سياسية وشعبية، مهدد بالتفكك بسبب قرارات رفع الأسعار التي تزيد معاناة الفقراء".

من جهته قال رئيس حزب "مصر الثورة" محمود مهران في بيان إن قرار رفع أسعار الوقود سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار كافة السلع ووسائل المواصلات، مما سيترتب عليه إرهاق المواطن الفقير والبسيط.

كما استنكر عضو الجمعية الوطنية للتغيير أحمد دراج قرارات الحكومة التي صدرت برفع الدعم عن البنزين والكهرباء، ووصفها بالمتسرعة وغير المدروسة، مشيرا إلى أن المواطن البسيط لن يتحمل الغلاء في ظل ثبات الرواتب.

البث المباشر