قائد الطوفان قائد الطوفان

تطورات المعركة تزيد حساسية صراع الأدمغة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة-لمراسلنا

على وقع الاتساع التدريجي لدائرة النار في قطاع غزة، يزداد صراع الأدمغة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، خصوصا وأن الأخير لم يدع ثغرة إلا واستثمرها لصالح خدمة أهدافه في الحرب الجارية اليوم.

وكلما التحم الطرفان في المواجهة كلما كانت غرف المخابرات والدوائر الأمنية  في (تل أبيب) تعمل كخلية نحل. غير أن المقاومة اتخذت خطوة إلى الأمام من خلال تشكيل وحدات الكترونية خاصة تحاول أن تحبط أهداف العدو، حيث تقوم في بعض الأحيان ببث رسائل عبر مواقع عبرية بهدف بث الرعب في نفوس (الإسرائيليين)، وإجراءات أخرى تتعلق بالكشف عن الحسابات الشخصية لبعض مسؤولي جهاز الشاباك (الإسرائيلي).

في المقابل، تستثمر (إسرائيل) التكنولوجيا الحديثة متمثلة بالهواتف الذكية وشبكة الاتصالات، وذلك ليس بعيدا أيضا عن تجنيد (العملاء) لخدمة تحقيق بنك أهدافها على الأرض.

وفي هذا الإطار حذرت، مصادر أمنية في غزة من الاستخدام السيء للهواتف الذكية على وجه الخصوص، نظرا لارتفاع حساسية التجسس لدى الاحتلال، مؤكدة أن الهاتف أحيانا يكون جاسوسًا ينقل كل كبيرة وصغيرة عن حامله.

وأكدت المصادر أن الدوائر الأمنية في القطاع على نحويها الحكومي والفصائلي، استنفرت خلاياها لرد الهجمة الصهيونية وإحباط محاولات التجسس الالكتروني، من خلال بث الرسائل التحذيرية عن ذكر مواطن إطلاق الصواريخ وغيرها، خصوصا أن هذا الأمر يعزز فرص الطيران الحربي في استهداف القيادات الميدانية.

هذا على صعيد التكنولوجيا، أما الميدان فيشهد اشتعالا غير مسبوق في مضمار حرب العقول، على اعتبار أن المقاومة أرادت خلط الأوراق على الاحتلال من خلال دك الأراضي المحتلة بما فيها حيفا والقدس و(تل أبيب)، بالصواريخ متوسطة المدى، في الوقت الذي ينفذ فيه المجاهدين عمليات عسكرية نوعية تقودها فرق كوماندوز إحداها في البحر (عملية زكيم) والأخرى في البر (كرم ابو سالم).

في هذا السياق يؤكد قائد ميداني في كتائب القسام-الذراع المسلحة لحركة حماس- أن عناصرهم يستخدمون حيلا عسكرية تهدف إلى خلط الأوراق على العدو وإرباك ساحته، مشددا على أن خلاياهم الميدانية تعمل وفق خطط محكمة ومدروسة على أكثر من صعيد أمني وعسكري.

ويشير إلى أن القسام تجاوز عقدة القبة الحديدية على حدود غزة منذ زمن، "وهو الآن يتمكن من إطلاق الصواريخ متوسطة المدى لتضرب العمق الصهيوني بكل سهولة".

والمتتبع لبنك الأهداف الذي تزعم (إسرائيل) تحقيقه، يجد أن معظم الخسائر البشرية كانت في الجانب المدني عبر ضرب منازل الأمنين والأراضي الزراعية، فيما لم يجر تصويب استهداف لرجال المقاومة وإصابتهم إصابة مباشرة، باستثناء حادثة القائد الميداني محمد شعبان. 

ويعتبر خبراء الاستخبارات أن (إسرائيل) تحصل على 90% من المعلومات بواسطة التنصت وأقمار التجسس بينما 5% من المعلومات السرية لا يمكن الحصول عليها إلا بتجنيد العملاء. 

غير أن القائد الميداني في القسام يؤكد أن خلاياهم العاملة على الأرض تتعقب العملاء والمشتبه بهم، حتى تقطع الطريق على الاحتلال في استخدامهم لصالح تحقيق أهدافه بضرب المقاومة وخلايا إطلاق الصواريخ.

في غضون ذلك أشاد الخبير الأمني يوسف الشرقاوي، بقدرة المقاومة على خلط الأوراق على الاحتلال في المواجهة الحالية، مشددا على أهمية الذكاء الأمني في حرب مبنية أساسا على المعلومات الحساسة المتعلقة بالمقاومة.

ولفت الشرقاوي وهو عميد عسكري متقاعد الى أن الأذرع العسكرية التابعة للفصائل في قطاع غزة، تميزت عن الفترات السابقة من مراحل الصراع بامتلاك عبقرية فذة في التعامل مع الميدان.

وقال "يبدو واضحا أن استخدام راجمات صواريخ تطلق بالتحكم عن بعد ومن تحت الأرض لهو أمر يحمل دلالة قوية على تطور العمل العسكري لدى المقاومة، وهو ما من شأنه أن يقلل خسارة الأرواح"، مؤكدا أن استراتيجية الأنفاق الأرضية ستربك حسابات الاحتلال على ضوء استخدامها في الحرب الحالية التي تطلق عليها (إسرائيل) اسم (الجرف الصامد).

البث المباشر