قائد الطوفان قائد الطوفان

قبور غزة لم تعد تتسع للموتى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

غزة- أحمد أبو قمر

"عليكم حفر قبر شهيدكم بأيديكم، فالشهداء كُثُر لم نعد نلاحق الحفر، واذا لم تجدوا متسع فعليكم بقبر قديم لوضع شهيدكم فيه" بهذه الكلمات تلفظ حراس أحد مقابر القطاع عقب تشييع جثمان عدة شهداء ارتقوا دفعة واحدة في قصف همجي لحيّيهم.

في حين يروي ميسرة دنيال قصة دفن صديقه الشهيد علي بصل قبل يومين، الذي بالكاد وجدوا له قبرا ليواروه به، في ظل اشتداد الحرب على قطاع غزة ووصول عدد الشهداء لقرابة 230 شهيدًا.

ووصف ميسرة لـ"الرسالة نت" حجم المعاناة التي لاقوها وقت دفن صديقه، مؤكدًا أن وضع المقابر صعب للغاية وبالكاد تجد مكان لدفن الموتى.

من جهته عيد الأشقر حارس المقبرة الشرقية، ذكر أنه لا يوجد إلا القليل من القبور لدفن الموتى وبالكاد تغطي شهداء الحرب الحالية، إلا أن المشكلة تكمن في امكانية الوصول للمقبرة الشرقية في ظل الأوضاع الحالية والتي تقع على الحدود الفاصلة بين غزة والأراضي المحتلة شرقًا.

وقال الأشقر في حديث لـ"الرسالة نت" إن المقابر تعاني أوضاعًا صعبة بسبب ازدياد أعداد الشهداء، وخصوصًا في ظل الحروب الثلاثة التي تشهدها غزة، ولابد من افتتاح مقابر جديدة في القطاع.

وأكد أنهم كثيرًا ما يفتقدوا مواد البناء الخاصة بإنشاء القبر، واضطروا لتغطية القبور بـ"الزينقو" بدلًا من الاسمنت لعدم توافره.

ومع تزايد أعداد الشهداء وافتقار قطاع غزة للمواد اللازمة لبناء القبور يلجأ الغزيون إلى طرق أخرى لترتيب القبر، فيضعون ألواحًا من "الزينقو" بدل الطوب في القبور، وهو أمر ينذر بانهيارها في أي وقت.

المقابر ممتلئة

وبدوره أكد محمد سالم مدير أوقاف غزة أن مقابر المدينة ممتلئة بالموتى ولا يوجد بها متسع إلا بمقبرة واحدة على صعيد المدينة وهي مقبرة الطوارئ التي جرى افتتاحها مؤخرًا.

وقال سالم لـ"الرسالة نت" إن وزارته أعادت فتح المقابر الممتلئة كالشيخ رضوان لدفن الشهداء فيها، تجاوزًا بسبب الحرب، ويُجرى الدفن بها من خلال وضع الجثث في قبور قديمة.

وأشار كسابقه إلى أن الحروب الثلاثة التي مرّت على غزة أدت لامتلاء المقابر، وزادت من الأزمة التي يواجهها القطاع.

وعن دور وزارته في ايجاد حلول لأزمة المقابر بيّن سالم تواصلهم مع وزير الأوقاف في حكومة التوافق الوطني يوسف ادعيس لإنشاء مقابر جديدة إلا أنهم لم يتلقوا أي رد حتى اللحظة.

وعن إمكانية تسوية المقابر القديمة بعد مدة معينة لإعادة الدفن بها مجددًا، لفت سالم إلى أن المواطنين لا يساعدونهم من خلال دفنهم في مقابر مغلقة دون علم الوزارة.

ومما تجدر الاشارة إليه إلى وجود العديد من العائلات التي اضطرت لدفن شهدائها في قبر واحد، كما قضت أخرى أيامًا عدة تبحث عن قبر يأوي جثمان أبنائها في مشهد يتكرر في كل عدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة.

البث المباشر