يحمل اسم

معرض في غزة يجسد مجد الصناعات الوطنية

غزة-كمال عليان-الرسالة نت 

عرض الشاب محمود أبو سيدو على إحدى زائريه أطباق مصنوعة من الزجاج الملون بألوان جذابة ورائعة عله يكسب الكثير من المتسوقين خلال المعرض الذي فتح أبوابة أمام الزائرين هذا اليوم.

وانشغل أبو سيدو في شرح كيفية صناعة الزجاج والمراحل التي يمر بها لزبائنه خلال معرض "ابتكار في ظل الحصار" الذي ينظمه الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية.

ويستمر هذا المعرض المقام بين جنبات مركز رشاد الشوا الثقافي وسط مدينة غزة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم، ليعرض كافة أنواع الصناعات الفلسطينية البسيطة التي انتشرت على امتداد القاعة في شكل بدا كاللوحة الفنية الجميلة التي تداخلت ألوانها مع بعضها البعض، ُزينت بصناعات الفخار بأشكاله المختلفة، وعلى جوانبها تجد تفاصيل الحياة الفلسطينية البسيطة منقوشة على مطرزات وغزل بالنول القديم.

إبداعات وانجازات

وعلى أحد أطقم الكنب المصنوعة من الحديد والقماش كان يجلس الشاب علاء حمدي (22عاما) الذي أكد على أنه كان ينتظر بشغف هذا اليوم الذي يفتخر به وبما يحتويه، مبينا أن ما يحتويه المعرض من أعمال إبداعية تؤكد على الحق والتاريخ الفلسطيني.

ويقول لـ"الرسالة نت" ": يعتبر هذا المعرض تعبيرا عن القضايا الأساسية الفلسطينية، وصناعاته البسيطة، فشعبنا بذلك أكد على أنه يستطيع تحدي أي حصار"، لافتا إلى أن الحصار هو السبب الأساسي لمثل هذه الصناعات.

وبينما كانت "الرسالة نت" تتجول بين أروقة المعرض تصادفت مع الطالب الجامعي رشيد عز الدين (21عاما) الذي أوضح أن المعرض رائعًا ومميزًا ويحكي عن صناعات الآباء، متمنيا أن يتكرر مثل هذه المعارض، لتظل في ذاكرة الأجيال وتفخر بتاريخها.

زاوية الأقصى

وفي ظل الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية، والتجاهل العربي والدولي لقضيته، إلا أنه كان حاضرًا وبقوة في المعرض، زاوية كبيرة أفردت لصور الانتهاكات التي يتعرض لها بدءًا من تصوير مشاهد المحتلين وهم يقتحمونه يوميا، وليس انتهاء بمخططات التهويد المتلاحقة ببناء الكنس والحفريات المتواصلة لتغيير معالمه الإسلامية، وإبدالها بمعالم صهيونية.

يؤكد أبو محمد عودة المسئول عن هذه الزاوية أنها تحمل رسالة للعالم بأن الأقصى ما زال محفورا في القلوب، موضحا أنه لم يستطع مساعدة الأقصى إلا من خلال الصور والرسومات التي تبين ما يتعرض له.

وأشار إلى أن التفاعل مع رسوماته وصوره كان أكثر من رائع، حيث نالت إعجاب الزائرين، مؤكدا أنه يلاحظ مدى تأثر الزوار من خلال أسئلتهم واستفساراتهم.

وبين جنبات المعرض كان يجلس الحاج الستيني أبو حنفي الصواف ينظر بكل فخر إلى صناعاته الجميلة من السجاد والبسط والحرامات المتنوعة، ولعل النقوش التراثية عليها كانت محط أنظار جميع الزوار ممن يمرون من أمامه.

هذه النقوش استغرقت الكثير من الوقت من الحاج الصواف الذي ذكر أنه يعيش معزولا عن العالم الخارجي لمدة أسبوع وهو يصممها بعناية لتخرج بهذا الشكل الرائع، مؤكدا أن الحصار أثّر بشكل كبير على صناعاته مما جعله عاجزا عن تلبية حاجات بعض الزبائن في محله.   

تواصل أجيال

ومن جهته قال أحمد عبد الرحمن أحد القائمين على المعرض :" إن هذا المعرض دليل كبير على أن الحرب الإسرائيلية الماضية والحصار المتواصل لم تكسر عزيمة الاقتصاديين والصناعيين في قطاع غزة"، مبينا أن مقتنيات المعرض أكدت ضرورة تواصل الأجيال الفلسطينية بعضها ببعض.

وأضاف "أن المعروضات تميزت ببساطتها لأنها جاءت في ظل الحصار ونقص المواد الخام"، كما أن المعرض تناول صورا للصناعات الفلسطينية التي اندثرت من زمن.

وأشار أحمد إلى أن ما ميز المعرض بالإضافة لمقتنياته القديمة والتراثية هو تلك الصور والرسومات المعروضة التي تظهر مفتاح العودة وخريطة فلسطين، منوها إلى أن جهوداً كبيرة بذلت من الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية والاتحادات التخصصية لإنجاح هذا المعرض الإبداعي رغم الحصار على غزة.

ويقول الشاب العشريني خالد أحمد المتخصص في المطرزات القديمة والنقش على الخشب: إنه "عمل على إعادة إحياء حدود دولة فلسطين التاريخية ومفتاح العودة"، لافتا إلى أنه بذلك يحافظ على الثقافة والتراث الفلسطيني.

 

البث المباشر