"لما أموت.. في ناس هتزعل عليا، وناس هترتاح مني، في ناس هتفتكرني طول عمرها، وناس مجرد ما تسمع الخبر مش هيفرق معاها"

كان هذا آخر ما كتبه الشهيد فخر العجوري من شمال غزة على صفحته عبر فيسبوك قبل أنْ يتحوَّل إلى أشلاء متناثرة، بعد أنْ استهدفته الطائرة وهو ينقل حاجيَّاتِ النَّاسِ على عربته التي يعمل عليها كناقلٍ للبضائع.

هذا الحدثُ أكدّ للعالم أنَّ جميعَ الفلسطينيين قد أصبحوا في مرمى النيران، وأنَّ كافة الناس في غزة هم مستهدفون من الطائرات التي تغير على كُلِّ متحرك دون استثناء.

لحظة الشهادة

 يقول محمد الشقيق الأكبر لفخر: "سمعت صوت انفجار وخرجت كأي مواطن من بيتنا لأبحث عن مكان الانفجار، ثم فاجأني أحد جيراننا بتبليغي بأن شقيقك فخر هو الذي استشهد في  ذلك الانفجار, لكني لم أصدق الخبر.

ويضيف: "أخذت مسرعا الى المكان فلم أر جثة لأخي غير اشلاء متناثرة في المكان ولم أع ما رأيت، فرجعت للبيت مبشراً والدتي باستشهاد فخر العزيز عليها، فاستقبلت النبأ بالزغاريد والتكبيرات.

" ويتابع: "قد رحلت روحي الثانية التي كانت سر لي وأنا سر لها، فخر الذي قام بشراء "تكتك" لمساعدة شقيقه في بيع الحاجيات والشيبس حتى يتيح لهم سداد ديونهم المتراكمة.

تفاصيل الاغتيال

العشريني فخر ، قام بتصليح عربته التي تعطلت لفترة وجيزة من الزمن بسبب الظروف المادية لعائلته، وقدر من الله ان يصلح التكتك يوم استشهاده الذي كان صباح الثلاثاء، فجهز عربته ووضع عليها الحاجيات والشيبس حتى يسترزق في بيعها ويأتي بقوت يومه ويسد رمق أسرته ويساهم في سداد دينهم المتراكم.

من جهته، قال أبومحمد والد الشهيد فخر: "الله ينتقم من اللي كان السبب في استهداف المدنيين، يعني ابني لسا ما شاف شيء بحياته وما بحمل صواريخ ومتفجرات شو دخله يستهدفوه ونشوفه بمنظر بشع، ولكن انا راضي بقدر ربنا وابني استشهد برمضان وهو صايم والحمدلله افضل من كل شيء".

بينما يروي جارهم باسم حميد اللحظات الأخيرة لاستشهاد فخر، رأيته يسير في الطريق لبيتهم فقلت له خذني معك وصلني.. فلم يقف فخر واسرع مستعجلا للبيت ووقتها كان الاستشهاد يبعد عني عشرات الأمتار" بدأت الطائرات بشن غارات على كافة الأحياء في قطاع غزة من شماله وحتى أقصى جنوبه.

ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ مساء السابع من يوليو تموز 2014- غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم “الجرف الصامد” وقابلته المقاومة الفلسطينية بإطلاق اسم “العصف المأكول” على هذا العدوان.