قائد الطوفان قائد الطوفان

العلم في مرمى النار.. الإسلامية نموذجا

مبنى الجامعة الاسلامية المقصوف
مبنى الجامعة الاسلامية المقصوف

الرسالة نت-لمراسلنا

لمّا وصل الدكتور كمالين شعث رئيس الجامعة الاسلامية في غزة إلى مقر عمله، بعد أن بلغه نبأ قصف الجامعة فجر يوم السابع والعشرين للحرب، سقطت دمعاته حزنا وألما على ما رأى، حيث استقبل مبنى الإدارة فوجده مدمرا على نحو يظهر حجم الحقد الإسرائيلي على هذا الصرح الأكاديمي.

وقف شعث في باحة الجامعة يتفقد يمينا ويسارا، يطالع الدمار الذي جاء على مكاتب الإدارة، ونواب الرئيس، وعمداء الكليات والشؤون الأكاديمية، فضلا عن الكليات المختلفة، فوجد الخراب يسكن كل ركن من أركان هذه الجامعة.

أخذ الرجل الأكاديمي يتألم حسرة على ما حلّ أيضا بغرف الاجتماعات المختلفة، حيث تأثرت بعض المباني المحيطة، وبشكل خاص مبنى المؤتمرات الكبرى وقاعة استقبال كبار الزوار، لكنه لم يجد خيارا أمام هذا العدوان إلا أن يوجه دعوة إلى جميع أصدقاء الجامعة وشركائها، للوقوف إلى جانب الجامعة نحو إعادة إعمارها وبنائها؛ من أجل أن تعود على شكل أفضل مما كانت عليه، معبرا عن استنكاره الشديد لهذا "العمل الاجرامي" بحق هذا الصرح العلمي.

وقال شعث: "كل هذه الاعتداءات لن تؤثر ابدا على إرادة الجامعة، وإرادة الشعب الفلسطيني، وإرادة أحرار العالم وتطلعاتهم نحو الحرية والكرامة والعدل"، مشددا على أهمية نصرة الحق أينما كان.

وأبدى المئات من طلاب الجامعة أسفهم الشديد جراء تعرض الجامعة لهذا الحجم من الدمار. وأثار الطلبة سخطا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ نظرا لاستهداف مقر الجامعة تحت مزاعم اتهامها بأنها غطاء أكاديمي لمصنّعي الصواريخ.

وجاء القصف الذي دمّر عددا كبيرا من أجهزة الحاسوب والأجهزة المكتبية، قبل بدء العام الدراسي الجديد، المقرر مطلع سبتمبر المقبل، والذي من المتوقع أن يضم أكثر من 15 ألف طالب وطالبة، غير أن التقديرات تشير إلى صعوبة إتمام اختبارات الفصل الصيفي، على ضوء مواصلة القصف.

وفي جولة قصيرة داخل مقر الجامعة، تجد أن الدمار طال معظم نوافذ المباني، وكذلك الأثاث، فيما انتثرت الأوراق في باحة الجامعة، كأشلاء علم شتتها الرصاص.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن التقديرات الأوّلية للخسائر الناتجة عن هذا الاعتداء، تصل إلى مليون ونصف مليون دولار، مؤكدا أن جامعته أهلية وطنية مستقلة تعتمد على ذاتها في التمويل، وأن التدمير لن يفتَّ في عضدها، وستبقى مستمرة كمنارة للعلم والعلماء.

كما دعا مؤسسات حقوق الإنسان إلى الإعراب عن الاستنكار الشديد لهذا الاعتداء الآثم على مؤسسة أكاديمية عريقة، ودعاها أيضا إلى مطالبة الاحتلال بالكف عن ذلك، واحترام الاتفاقيات الدولية، وتجنيب المدنيين والمؤسسات المدنية ويلات الحرب والتدمير.

وتعد الجامعة الإسلامية من كبرى الجامعات في فلسطين، وهي عضو فاعل ونشيط في عدد كبير من الاتحادات العالمية والعربية والإسلامية للجامعات، وحاصلة على العديد من الجوائز الدولية التقديرية للإنجازات العديدة في مجال البحث العلمي والتميز الإداري والأكاديمي والبيئي.

وكان قد وصف موشيه يعلون وزير الحرب الاسرائيلي في المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبل يومين برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قصف الجامعة الاسلامية بالإنجاز العسكري، زاعما اعداد الجامعة وسائط قتالية ضد الاحتلال.

بدوره، فإن الدكتور سائد أبو حجلة المحاضر في جامعة النجاح، طالب رؤساء الجامعات الفلسطينية، خاصة جامعة النجاح الوطنية وبيرزيت، بالتحرك الفوري لإدانة القصف الاسرائيلي على "الإسلامية" في غزة، ومطالبة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين.

كما طالب أبو حجلة بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان "الغاشم" على أهلنا في القطاع، والتوقف عن استهداف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمدارس، التي تأوي المدنيين النازحين من القصف من أطفال ونساء وشيوخ.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها "الإسلامية" إلى عدوان، حيث قصف مبنى المختبرات العلمية فيها في حرب الفرقان عام 2008؛ ما أدى إلى تدميره بالكامل، فيما كانت أيضا قد تعرضت للحرق على يد حرس الرئيس الفلسطيني (قوات 17) في حزيران/ يونيو 2007، إبان أحداث الاقتتال الداخلي.

تجدر الإشارة إلى أن كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية الواقعة إلى الجنوب من مدينة غزة، كانت أيضا قد سقطت في مرمى النار، حيث أصاب مبانيها القذائف والصواريخ التي ضربت حرم الطالبات، على وجه الخصوص.

البث المباشر