الحلقة(9):الإعلام المقاوم "يُعرّى" الرواية الإسرائيلية

الرسالة نت-خاص

في جعبة المقاومة سلاح ناعم أسقط الرواية الإسرائيلية، وهو الإعلام المقاوم، متمثلا في حضور شخصية "أبو عبيدة" المتحدث باسم كتائب القسام، إلى جانب قنوات فضائية، ومحطات إذاعية، ومواقع إلكترونية، وكذلك الصحف.

الإعلام المقاوم مكّن المقاومة من إحراز هدفين:

1-  تمكين الجبهة الداخلية في قطاع غزة.

2-  إرهاب الاحتلال الإسرائيلي.

واضح أن إسرائيل تفاجأت من المستوى الأدبي الذي خاطبت به كتائب القسام، وفوجئت من عمق الكلمات وقوتها، إلى جانب قوة الصور المنتقاة ضمن الرسائل المصورة، التي تظهر حجم عناصر الكتائب وكفاءتهم. وقد شكلت هذه الرسائل صورة ذهنية لدى الاحتلال، أن المقاومة الفلسطيني "نمط مختلف تماما".

إسرائيل حاولت جاهدة إعادة الاعتبار للجندي كمقاتل في المعركة، وأصبحت تبني فيه نفسية القوة إزاء خصم ضعيف، وحاولت في المقابل أن تخلق المقاوم الفلسطيني في صورة الجندي الضعيف، لكن الميدان كشف عكس ذلك، حين ظهر للجندي الإسرائيلي مدى شراسة المقاوم في غزة، ومدى قدرته أيضا على القتال من نقطة الصفر، بل وخطفه كذلك، ما أدى إلى انهيار المعنوية الإسرائيلية بشكل عام.

الجندي الإسرائيلي عاش في الساعات الأولى من الحرب البرية، حالة ارتباك شديد، خاصة أنه أصبح رهينة "نار القسام"، ثم إن الجبهة الداخلية أصيبت كذلك بالرعب.

خطابات القسام أثرت بشكل سلبي على المجتمع الإسرائيلي ونقلت له مدى ضعف الدبابة والطائرة الإسرائيلية، والذل الذي وقعت فيه على حدود قطاع غزة، ثم لا ننسى الرسائل الهاتفية التي كانت كتائب القسام ترسلها على هواتف الإسرائيليين، تهددهم فيها بأنهم لن يشعروا بالأمن وأنها ستصل إليهم في أي وقت، حتى وصل الأمر بالمستوطن الخشية من العيش في مناطق غلاف غزة، ولا ننسى أيضا الحرب الإعلامية والتهديد الكبير لكتائب القسام حين هددت بأنها ستقصف تل أبيب في تمام الساعة التاسعة مساء.

هاجس كبير تملك الإسرائيلي، وخشية أعظم من عمليات هجومية لكتائب القسام، وكله كان بفضل الإعلام المقاوم، الذي وضع الرقيب العسكري وإعلام جيش الاحتلال في موقف محرج، بشأن الرواية المخالفة للوقائع في الميدان.

ولنا مثال في عملية زيكيم العسكرية، عندما خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال، وأعلن قتل ثمانية مقاومين كانوا قد خرجوا من أحد الأنفاق دون أن يتحقق أي شيء، لكن كتائب القسام قالت إن عملية اشتباك حدثت عاد الجنود بعدها إلى قواعدهم بسلام، وبعد مرور 6 ساعات خرج الاحتلال ليقر فعليا بالعملية ويصدق رواية القسام، ليتضح أن بيانات الاحتلال "كاذبة".

وأثناء عملية أسر الجندي شاؤول آرون، نفى الاحتلال وجود عملية أسر لجنوده، حتى أن دبلوماسي إسرائيلي قال: "نتحدى أن يكون هناك مختطف إسرائيلي"، وبعد 48 ساعة أعلن الجيش الإسرائيلي اختفاء الجندي، إلى أن أعلنت كتائب القسام عن عملية الأسر.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من إسرائيليات

البث المباشر