قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: نرفع القبعة للصحفيين والإعلاميين ووسائلهم

مصطفى الصواف

الإعلام بصفة عامة لعب دورا كبيرا في هذه المعركة، لا يقل عن غيره من الأدوات التي كانت تشكل منظومة متكاملة، رغم غياب التنسيق والتخطيط المشترك، ولكن جمع هذا الشتات وتناغم في ارض المعركة؛ لأن المسئولية الوطنية كانت حاضرة عندما نشعر بالمسئولية الوطنية ونعمل على حماية النسيج الاجتماعي ونتوافق على حماية ظهر المقاومة ومعايشة الناس والعمل على قاعدة كل منا على ثغر من ثغور الوطن من الواجب حمايته وأن لا نؤتى منه عندها عرفت كل وسيلة وكل أدوات المعركة دورها فكانت تعمل وكأن هناك انسجاما وترابطا وإستراتيجية مشتركة جمعت الجميع وهذا هو الذي جرى خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة فكان الجميع على قدر هذه المسئولية التي أنتجت حالة جمعية فلسطينية في الصعد كافة.

ولعل هذا العدوان كشف حجم التعاطي مع الموضوع الفلسطيني وبرزت أدوات إعلامية كان لها دور بارز في نصرة الشعب الفلسطيني وغطت العدوان وكشفت جرائم الاحتلال على مدار الساعة ولم تتوقف وباتت على مدى الواحد والخمسين يوما تنطق بلسان عربي مبين تتعاطى مع كل صغيرة وكبيرة وعملت بروح وطنية عالية، بعيدا عن السياسة العامة وبعيدا عن الخلاف في الموقف السياسي أو الخلاف في جزئية هنا وجزئية هناك، فكان التناغم بين الجميع على مستوى عال.

ولعل من الأدوات التي لعبت دورا واضحا خلال هذا العدوان والتي رأيت أنها شكلت رافدا قويا إلى جانب بقية الوسائل والفضائيات والتي كان لها حضور ومتابعة جماهيرية هي قناة الميادين، اتفقنا معها أو اختلفنا، ولكنها كانت على قدر المسئولية ولعبت دورا إلى جانب الوسائل الفلسطينية والعربية وحتى الدولية، ونحن نذكر الميادين كون ظهورها كان واضحا وجليا وكان لها نشاط كبير لأن الأقصى والقدس والجزيرة وفلسطين اليوم أو الـ (BBC) كانوا وعديد من الفضائيات التي عملت ولازالت تعمل والحدث عادة ما يفرض زيادة الجرعات والتركيز على حدث ما في مكان ما وفي زمان ما فكان العدوان هو الحدث الأبرز.

وأيضا وهذا للحق كانت فضائية معا والتي قدمت تغطية مختلفة عما كانت عليه ما قبل العدوان وباتت أكثر مشاهدة من الجمهور الفلسطيني والعربي خلال العدوان وهذه قضية علينا أن نقر بها وأنا حقيقة اقر بها اتفق معي من اتفق أو كان للبعض رأيا مختلفا فلكل منا زاوية ربما نظر من خلالها، هي مختلفة عن الزاوية التي نظر منها الآخر.

وسائل الإعلام هذه انضم إليها العشرات من الفضائيات والتي ربما للمرة الأولى التي اسمع بها العربية منها والأجنبية الناطقة بالعربية والفرنسية والتركية والانجليزية والمغربية والجزائرية والتونسية والكويتية فقد تواصلت معي العديد من هذه الأدوات والفضائيات بشكل يومي وقامت بتغطية الحدث ومتابعته بدرجة عالية من الاهتمام والتغطية وإظهار الجرائم الصهيونية والإرهاب الذي مارسته آلة الحرب الصهيونية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الأمر الذي كان له الأثر البالغ على الرأي العام في العالم والذي تبين له حجم الجريمة الصهيونية وحجم الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني والذي تعرض الى مجازر إبادة وارتكب الصهاينة بحقه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

كان خلف كل هذه الوسائل صحفيون وإعلاميون أبطال تحملوا كل المشاق والتعب والألم ولم يسألوا عما سيحدث لهم وهم في ميدان المعركة تفاجأ بعضهم أن من أهله وأحبته الشهداء والجرحى ومنهم من قصفت منازلهم وهدمت بشكل كلي، لم يثنهم ذلك كله عن مواصلة عملهم والإبداع في التغطية وإظهار المعاناة والجرائم فواصلوا الليل مع النهار وكانوا وسط النار وبين الركام بل شاركوا في الإسعاف والإنقاذ ما أمكن ذلك.

كان الصحفيون أبطالا قدموا أرواحا واستشهد منهم سبعة عشر شهيدا وأصيب العديد بجراح ومنهم من فقد جزءا من جسده. نرجو الله الرحمة لهم ولكل الشهداء ونتمنى السلامة والشفاء للجرحى منهم ولكل الجرحى.

رسم الجميع صورة مشرقة من المسئولية العالية والانتماء لهذا الوطن فكان واجبا علينا ان نذكر الفضل لأهله وأن نقدم الشكر للجميع هذا ما يمكن ان يقدمه مثلي تابع المشهد الإعلامي بجوانبه المختلفة فحق لهؤلاء الأبطال كلمة شكر وهذا جهد المقل لأن هؤلاء بحاجة إلى أوسمة ونياشين توضع على صدورهم.

المقال القادم إن شاء الله سنخصصه للإعلام المقاوم وخاصة كتائب الشهيد عز الدين القسام والتي كان لها دور إعلامي لم يقل عن دورها العسكري المقاوم وسنفرد مقالة لإعلام القسام وكيف لعب دورا كبيرا في المعركة الإعلامية والنفسية وكيف أثر على الجبهة الداخلية في فلسطين ولدى محبي فلسطين والمقاومة، وكيف كان له الأثر على الجبهة الداخلية الصهيونية.

البث المباشر