دعا سياسيون إلى ضرورة بلورة رؤية استراتيجية فلسطينية تُعنى بتطوير العمل السياسي الفلسطيني في المرحلة المقبلة.
وأكدّ السياسيون خلال ندوة نظمتها الأكاديمية السياسية للدراسات العليا بغزة، ضرورة تقييم المرحلة الماضية، وإعادة القراءة في العلاقات الفلسطينية بالدول الإقليمية، والاتفاق على رؤية موحدة في إدارة الصراع مع الاحتلال.
الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء السابق في غزة، أكدّ بدوره، ضرورة تقييم المرحلة الراهنة التي أعقبت الحرب على غزة، على غرار تقييم المراحل الماضية والاستفادة منها.
وحثّ المقاومة الفلسطينية على أعادة ترميم علاقتها الإقليمية، لا سيما في ظل الإشكاليات التي تعانيها المنطقة وخطر التقسيم المعرضة له.
واقترح بضرورة البحث في تطوير التهدئة الراهنة من أجل تفادي العودة الى القتال مرة أخرى، داعيًا حركتي حماس وفتح الى ضرورة الاتفاق على القواسم المشتركة بينهما لتشكيل أفق سياسي يخدم القضية الفلسطينية.
من جهته، تحدث سفيان أبو زايدة القيادي في حركة فتح، عن مستقبل العملية السياسية بعد الحرب عن غزة، فيما رأى أن دعوة عباس لحل السلطة وتسليم مفاتيحها للاحتلال، هي خطوة متأخرة وكان ينبغي أن تكون منذ زمن بعيد.
وقال أبو زايدة إن عباس عرض مشروعه السياسي القاضي بعرض طلب لأمريكا بأن يتم الموافقة على دولة على حدود عام 67م، وهو الأمر الذي رفضته أمريكا مباشرة على لسان وزير خارجيتها جون كيري، مستبعدًا في الوقت نفسه إمكانية الحصول على دولة من مجلس الأمن الدولي، بفعل الضغوط الأمريكية وتهديدها باستخدام الفيتو (الاعتراض) ضد أي قرار بهذا الشأن.
وتوقع أن تطيح إسرائيل بالسلطة حال توجهت الى المحكمة الدولية، وأضاف أن هذه السلطة لم تعد قادرة على القيام بواجباتها الوطنية، وانحصر دورها في الخدمة الأمنية لإسرائيل فقط.
وبحسب أبو زايدة، فمطلوب من الفصائل أن تحسم امرها بشأن السلطة ومستقبلها، إما أن تتفق على بقائها والعمل على تطويرها، أو حلها والعودة الى صيغة منظمة التحرير كممثل سياسي للفلسطينيين، والعمل على إعادة تطوير مؤسساتها الداخلية، ودمج حركتي الجهاد وحماس فيها.
وشاركه الرأي الدكتور أحمد الوادية رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الامن القومي الثاني، منوهًا إلى ضرورة تطوير العلاقات الخارجية للشعب الفلسطيني، في ضوء تراجع دوره السياسي بالمنطقة.
ودعا إلى ضرورة الحذر من خطورة العودة للربط بين حركات المقاومة في فلسطين، والأنظمة الجهادية في العالم، ما ينعكس سلبًا على طريقة التعامل مع القضية الفلسطينية.
وإزاء الواقع الفلسطيني الراهن، أجمع الساسة ان المخرج الوحيد للخروج من النفق الحالي المظلم لهذه القضية، يكمن في الاتفاق على قواسم سياسية مشتركة بين جميع القوى الفلسطينية، وإعادة توجيه البوصلة في اتفاق سياسي يقضي بتطوير منظومة فلسطينية موحدة تغدو الممثل الشرعي والجامع لكل القوى الفلسطينية.