قائد الطوفان قائد الطوفان

أسرى حماس يقلبون الطاولة بوجه إدارة سجون الاحتلال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت– محمود هنية

تحوّلت سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى ساحة حرب جراء عشرات القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينيت)، من أجل التضييق على أسرى حركة حماس، بغية اتخاذهم رهينة للضغط على الحركة من أجل دفعها للقبول بعملية تبادل أسرى.

قرارات (الكابينيت) التي أقرت منذ أسبوعين عقب إخفاق الاحتلال في التوصل لمعلومات حول مصير جنوده الأسرى في غزة، ترجمت بشكل عملي لسلسلة من الإجراءات القمعية من قبيل مصادرة الأجهزة الكهربائية وتفتيش السجون عبر وحدة "المتسادا" المعروفة بوحشيتها الاجرامية.

وتعرض الأسرى طيلة الأيام الماضية لسلسلة طويلة من المضايقات والإجراءات القمعية، التي وصلت إلى حد تهديد قيادة الحركة الأسيرة، لمصلحة السجون، بانفجار حقيقي سيطال جميع السجون، وهو ما رمى به الإسرائيلي عرض الحائط.

وتواصلت جرائم الاحتلال، حتى جاءت الشرارة التي اشعلت فتيل الانفجار في السجون، عندما اقتحمت وحدات "المتسادا" غرف سجون ريمون ونفحة والنقب، ليعقبها سلسلة ردود انتقامية من الأسيرين أحمد نصار وخالد السيلاوي، عبر طعنهما لجنود من القوات المقتحمة.

وبدت قوات الاحتلال أمام انتفاضة حقيقية داخل السجون، تمثلت في خطوات مواجهة ومقاومة أراد الأسرى من خلالها قلب الطاولة على الاحتلال، والتأكيد بأنهم "لن يكونوا لقمة سائغة أو ورقة تبتز بها حكومة بنيامين نتنياهو فصائل المقاومة".

وفور اندلاع الأحداث، تأكدت "إسرائيل" أنها أمام ردود فعل منظمة، وأمام حدث قرأته صحيفة هآرتس، بأنه "نوعي وجديد في التعامل مع الإجراءات الإسرائيلية". وعبّرت الصحيفة عن صدمتها من الرد الحاسم الذي أبداه الأسرى في التعامل مع الإجراءات الإسرائيلية.

تبدل المعادلة وتغير ضبط ايقاعات المرحلة في السجون، جاء في ظل ميلاد هيئة أسرى عليا لحركة حماس جديدة، يبدو أن أول تطلعاتها، نسف كل المعادلات التي تسعى "إسرائيل" لترسيخها من خلال اعتبار الأسرى ورقة ضغط، وفرض وقائع جديدة تجبر "إسرائيل" للتراجع عن سياساتها.

معادلة تدرك حركة حماس صعوبة تحقيقها بدون تضحيات، وهي ما أرادت تأكيد جهوزيتها له من خلال قيام عناصرها بتنفيذ عمليات طعن، تقول الحركة أنها "رد طبيعي على هذه الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الأسرى".

وتؤكد حماس على لسان القيادي عبد الرحمن شديد، أن "سياسة المواجهة قد بدأت ولن تنتهي إلا بضمان حقوق وكرامة الأسرى والحفاظ عليها".

وبيّن شديد لـ"الرسالة نت"، أن عمليات الطعن جاءت ردًا طبيعياً على جرائم وإرهاب وحدة "المتسادا"، محملا المسؤولية لإدارة السجون التي سلطت هذه الوحدة على الأسرى العزل. وأضاف أن "الأسرى سيدافعون عن كرامتهم، ولن يسمحوا بأي اعتداء إسرائيلي عليها".

ونبه إلى وجود تنسيق دائم ومستمر بين كافة السجون لمواجهة اعتداءات وحدات السجون، واجراءاتها العقابية من قبيل قطع الكهرباء ومصادرة الأجهزة الكهربائية. ودعا الفصائل الفلسطينية ووسائل الاعلام، للتحرك بشكل فعلي لمواجهة الهجمة التي يتعرض لها الأسرى والعمل على مساندتهم.

وكان الأسير خالد سيلاوي من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة طعن شرطيا إسرائيليا في سجن نفحة الصحراوي، رداً على ممارسات وحدة "المتسادا" واقتحامها لسجن نفحة قبل يومين، واتلاف وجبة فطورهم.

كما تمكن الأسير أحمد عمر نصار من قرية "مادما" قضاء نابلس، من طعن ضابط إسرائيلي من خلال "شفرة" فأصابه بجراح في وجهه، وذلك ردًا على إجراءات الاحتلال وممارساته القمعية ضد الأسرى.

 

البث المباشر