قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: تحية لعمود الخيمة الفلسطينية

بقلم / مصطفى الصواف

يقولون أن المرأة عمود الخيمة ، والخيمة بلا عمود يتوسطها لا تنتصب أو تقوم لها قائمة، نعم هكذا هي المرأة الفلسطينية، هي عمود الخيمة الفلسطينية والتي بدونها لن تنتصب هذه الخيمة، كانت المرأة الفلسطينية في كل الأزمان عمود الخيمة وخلال العدوان الصهيوني الأخير برز دورها بشكل أكثر وضوحا رغم وجودها وحضورها دوما ولكن في هذا العدوان كانت المرأة لاعبا مهما وفعالا وكانت تشكل احد أعمدة وأركان الجبهة الداخلية التي صمدت وتحملت وحمت ظهر المقاومة.

ربما تحدث الجميع عن ادوار مختلفة لجهات متعددة وشرائح مجتمعية مختلفة، تحدثوا عن المقاومة، وتحدثوا عن الصحة، والشرطة، والأمن، والمنظمات الاغاثية، وتحدثوا .. وتحدثوا .. وتحدثوا؛ ولكن لم يعطوا المرأة حقها لأنها وحدها بحاجة إلى حديث طويل ووقفات كثيرة لا يمكن أن نعطيها حقها الكامل بهذه الكلمات العاجزة عن الحديث عن دور المرأة الفلسطينية في العدوان الأخير.

كانت المرأة الفلسطينية أول الشهداء وآخر الشهداء في هذا العدوان ، أبت إلا البقاء في بيتها وأرضها حامية له حاضنة لأطفالها حانية عليهم تبذل جهدها كي تطمئنهم على كثير من القضايا والأمور، كانت تضحك وقذائف العدو وصواريخه تنصب في كل اتجاه وقلبها يبكي ويعتصر ألما على ما تخفيه عن أطفالها كانت تعمل جاهدة أن تكون قوية أمامهم تدبر لهم أمرهم تخرج من بيتها وسط المخاطر من أجل جلب ما يمكنها وأهلها من العيش لا تسمح لزوجها بالخروج حفاظا على نفسه حتى لو كانت هي من يدفع روحه ثمنا لذلك، هكذا كانت المرأة الفلسطينية خلال العدوان.

المرأة الفلسطينية سواء كانت أم أو زوجة كان تجهز زوجها لو كان مقاتلا وهي تعلم أنه قد لا يعود وتلبسه درعه وتحمل له رشاشه بعد أن تجهزه وعند خروجه توصيه بالثبات وعدم التراجع وأن يثخن بالعدو ولا يلتفت خلفه وتؤكد أنها ستنتظره بعد عودته أو ستودعه شهيدا في ميدان المعركة، قبل خروجه تقبله، سلاما يا بعد عيني،  سلاما يا قطعة مني يا غالي؛ ولكن فلسطين أغلى، اذهب متوكلا على الله ولا تنس أن تدعو لنا وأنت في وسط العركة، وعندما يأتيها شهيدا محملا على أكتاف الرجال تودعه بالزغاريد رغم الدموع التي تنهمر من مقلتيها ليس حزنا ولكن حبا باللحاق به حيث الجنة والصحبة مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.

كانت المرأة الفلسطينية خلال العدوان أكثر من عمود الخيمة قامت بكل الأدوار نقلت المؤن والعتاد وكانت العين الحارسة على المقاومة، لم تترك ساعة من ليل أو نهار إلا ولجأت فيها إلى الله بالدعاء أن يحفظ المجاهدين ويسدد رميهم ويثبتهم، تخرج من بيتها تتفقد جيرانها وتقف إلى جوارهم رغم حمم الموت التي كان العدو المجرم يصبها صبا حتى بات الأمن مفقودا في كل مكان إلا من قلب مؤمن بالله وقدره، ومؤمن بأنه صاحب حق وأن الحق لابد أن تصاحبه قوة حتى ينتصر.

هكذا هي المرأة الفلسطينية وأكثر من ذلك بكثير فحق لها أن نقدرها وأن نبجل دورها الذي شكل درعا حاميا للجبهة الداخلية خلال العدوان بل شكلت حارسا أمينا لهذه الجبهة مكن المقاومة من الانشغال بشكل كامل بمواجهة العدو. نعم المرأة كانت الشهيدة وأم الشهداء وزوجة الشهيد وأخت الشهداء ، العاملة المجاهدة، أقول المجاهدة ليس مجاملة بل هي حقيقة كانت تضع بجوارها أدوات الدفاع التي ستتصدى بها لقوات الاحتلال لو فكرت بالدخول إلى قطاع غزة والوصول إلى بيتها، كانت تعد نفسها للقتال حتى الشهادة فهي لا تقل عن زوجها أو ابنها أو أخيها بل كانت في ميدان المعركة ولم تكتف بمهامها الاعتيادية والضرورية بل أصرت نساء أن يكن في ميدان المعركة.

تحية للمرأة الفلسطينية كل التحية على ما قدمت وعلى دورها الأساسي في التصدي لهذا العدو خلال العدوان الغاشم وهكذا ستبقى المرأة حاضرة في كل الميادين لها دورها المتقدم والبارز فهي شقيقة الرجل وحارسة الوطن مدافعة عن الأرض والمقدسات.

 

البث المباشر