والمسلمون يستعدون للصعود إلى جبل عرفة، وهو يوم الحج الأعظم، والذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة ، نرجو الله عز وجل أن يوفق حجيج بيت الله الحرام في أداء مناسكهم على أكمل وجه، وأن يعودوا بسلام إلى ديارهم، مغفورة ذنوبهم، مقبولة توبتهم، وان يعودوا كما ولدتهم أمهاتهم بلا ذنب أو خطيئة، وان يتقبل الله منهم الدعاء والذي سيخصص جزء منه لفلسطين سواء من حجاج فلسطين لبيت الله أو حجاج بقية البلدان؛ لأن فلسطين لا تغيب عن بال مسلم موحد بالله، هذا يقين لا نشك فيه، فنرجو الله أن يتقبل صالح الأعمال من صالح العباد، من تمكن من الحج هذا العام ومن يسعى أن يكون في الأعوام القادمة، ونقول للجميع كل عام وانتم بألف خير.
سنفرح بعيدنا رغم جراحنا ولن يمنعنا من الفرح شهيد أو جريح لا زال يئن وينزف ولا بيت فيه كل أحلامنا وذكرياتنا دمر. في الخيمة سنحتفل وفي البيت الآيل للسقوط نحتفل، وعلى الركام سنحتفل بالعيد، وإن لم تدفع رواتنا سنحتفل، وسنتوجه إلى الله بالدعاء أن ينتقم ممن كان سببا في معاناة شعبنا وحصاره، ومن يمنع عن غزة حقها الذي يتاجر به سياسيا، غزة المحاصرة والمعتدى عليها، ولكنها كريمة عزيزة صنعت ما لم يصنعه العرب وغير العرب.
سنحتفل بالعيد كما احتفلنا بالأعياد السابقة سنذهب إلى البيوت كل البيوت مهنئين وفرحين رغم القلوب المجروحة والأوضاع المؤلمة، ولن يمنعنا من الاحتفال أي مانع فنحن شعب يحب الحياة وليس أي حياة بل حياة العزة والكرامة، وأعتقد أننا مفعمون بهما رغم كل ما جرى أو سيجري لأننا مؤمنون أن يومنا قادم وهذا القدوم لن يطول وسيكون أقرب مما يتصور أكثر المتفائلين ولن يكون بعيدا إن شاء الله ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا.
كل عام وشعبي العظيم بخير، كل عام والأمة العربية بخير، كل عام والأمة الإسلامية بخير، كل عام وغزة بخير وغزة بخير وغزة بخير.