ابتسامة عريضة زيّنت وجه تلك الطفلة الحزين جراء ما أصابه من تشوه بفعل آلة الحرب "الإسرائيلية" التي أغاظها جمال محاسنها، فألقت بقنابلها صوب منزلها فدمّرت ما استطاعت منه.
تلك كانت مواصفات صورةٍ احتلت مكانًا مميزًا بين زوايا معرض "صورة وحكاية" الذي نظّمه طلاب قسم العلاقات العامة بالجامعة الإسلامية ظهر اليوم الأحد، في قاعة المؤتمرات الكبرى، ليستمر حتى نهاية الأسبوع.
عينا تلك الطفلة تتجهان صوب الأطفال الجرحى الذي يصطفون في الصور المجاورة لها، وكأنها تعطيهم الأمل في الحياة، وتحمل لهم رسالة مفادها "لا تيأسوا فالقادم أجمل بإذن الله".
مراسل "الرسالة نت" تجول في أرجاء المعرض، فأوقفه مشهد اجتماع مجموعة من الزائرين في إحدى زاوياه، يحدّقون بصورةٍ وصفت جريمة الاحتلال في قصف الأبراج السكنية ونزوح ساكنيها.
المعرض جمع بين ثناياه عشرات الصور التي التقطتها عدسات الوكالات الإعلامية المحلية، جسّدت فصول المعاناة التي عايشها أهالي قطاع غزة خلال العدوان "الإسرائيلي" الأخير على القطاع، وما لاقاه أهله من تشريدٍ وقصفٍ للمنازل والمنشآت، إضافة لاستشهاد وإصابة الآلاف منهم.
المصور عمر القطاع أحد المشاركين في المعرض، يتحدث عن طبيعة الصور التي شارك بها قائلًا: "مشاركاتي اليوم تجسد الواقع الأليم الذي عاشته غزة خلال الحرب الأخيرة، وخاصة الصحفيين منهم، الذين لا يمتلكون أي مقومات الأمان خلال تغطيتهم للأحداث".
ويصف القطاع لحظات عمله خلال الحرب بأنها كانت "أقوى وأخطر حرب عايشتها خلال عملي في مهنة التصوير، خاصة أنها جاءت في شهر رمضان من جهة، وشراهة الاحتلال في استهداف الصحفيين من جهة أخرى".
ووجه رسالته للعالم أجمع بأن ينظر إلى المعاناة التي يعيشها أبناء قطاع غزة، وأن يواجه الاحتلال ويوقف الحصار والدمار الذي يتعرضون له.
أما المصور أنس الخضري، فيقول: "أحببت أن أشارك في المعرض كي أنقل صور الدمار والمعاناة، والأمل في الحياة بعد الدمار، لأننا شعبٌ نحب الحياة ولا نيأس منها".
ويوضح الخضري أن تجربته في تغطية العدوان الأخير كانت الأولى من نوعها، مشيرًا إلى أنه شارك قبل ذلك في أحد المعارض الذي أقامتها الجامعة الإسلامية.
فادي الهرباوي -أحد الزائرين- يقول: "المعرض رائع ويعرض صورة حقيقية عن الحرب ومعاناة الشعب الفلسطيني، ويجسد مدى وحشية الاحتلال وهمجيته في استهداف المدنيين، كما يعرض صورًا تدل على إصرار المواطن الغزي على إكمال حياته رغم الدمار".
وشنّ الاحتلال عدوانًا شرسًا على قطاع غزة أكثر من خمسين يومًا، استشهد خلاله أكثر من ألفي مواطن وجُرح أكثر من عشرة آلاف آخرين.
(عدسة: محمود أبو حصيرة)