أحداث غزة تُزعزع اتفاق المصالحة

تفجيرات منازل قادة فتح
تفجيرات منازل قادة فتح

الرسالة نت- محمد العرابيد

التراشقات الإعلامية والاتهامات المتبادلة بين حركتي حماس وفتح التي ظهرت خلال الأيام الماضية ربما بينت مدى هشاشة اتفاق المصالحة، وكشفت عورة حكومة التوافق التي شُكِلت بتوافق بين الحركتين.

حالة من الاحتقان بدأت بالظهور على الساحة الفلسطينية، بازدياد وتيرة التراشقات الإعلامية بين حركتي (فتح وحماس) بعد تفجير منازل قيادات فتح وإلغاء مهرجان إحياء ذكري "أبو عمار" من الحركة بغزة.

تفجير منازل قيادات فتح كانت كفيلة بكشف هشاشة اتفاق المصالحة "اتفاق الشاطئ" الذي وقع بتاريخ 23/4/2014، وتوضيح مدى الخلافات الداخلية بين الحركتين.

وبعد الاتهامات التي وجهتها فتح لحركة حماس بالوقوف وراء التفجيرات، دفع بعض من قيادات حماس بالقول أن فتح هي من افتعلت تلك الأحداث للتملص من اتفاق المصالحة، ووضع الحركة في مأزق أمام العالم العربي والدولي، لا سيما بعد إلغاء مهرجان ذكرى استشهاد عرفات .

وسُمع دوي عدة انفجارات فجر الجمعة، استهدفت منازل قيادات بحركة فتح في القطاع، في حين فتحت وزارة الداخلية بغزة التحقيق منذ اللحظة الأولى لوقوع التفجيرات، مؤكدة بأنها لن تسمح بعودة الصراعات الداخلية والفوضى والفلتان لغزة، وسنتخذ كل الاجراءات اللازمة لذلك.

وفي ضوء الحملة الاعلامية التي تصدرتها شاشات حركة فتح، ابتعدت حماس عن هذه الحملات لتبقى محافظة على انجاح المصالحة واستمرار عمل الحكومة بغزة.

تأثير على المصالحة

القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل قال: " من المفترض أن لا تؤثر الأحداث التي جرت بغزة على المصالحة الداخلية الفلسطينية، إلا إذا كان هناك نية لحركة فتح بتخريب المصالحة وتعطيل عمل الحكومة".

وأشار البردويل في حديث لـ"الرسالة نت"، إلى أنه لا توجد مبررات لحركة فتح بتخريب المصالحة الداخلية وتعطيل الحكومة وربط ماجري بغزة من أحداث بملف الإعمار وعمل حكومة الوفاق الفلسطينية.

وأكد أن حركة حماس غير متهمة بالتفجيرات التي وقعت أو إلغاء المهرجان ، مضيفا "ما حدث من تطاولات على حماس من فتح هو اندفاع عاطفي لتصدير الأزمات الداخلية للحركة".

الخلافات الداخلية لحركة فتح تظهر على السطح عند كل مهرجان جديد، وحالة الفوضى والفلتان هي ملازمة لكل فعاليات الحركة، وهذه المرة قد بدت أكثر قوة وتنظيما من المرات الماضية، لاسيما أن مناصري المفصول محمد دحلان قد حشدوا للخروج بالمهرجان ورفع صوره.

وبالعودة للبردويل، الذي قال إن المطلوب من حركة فتح في الفترة القادمة استمرار انجاح المصالحة الداخلية والمضي قدمًا بحل جيع الأزمات العالقة بغزة، وعدم تصدير أزماتها الداخلية للغير.

وأشار إلى أن الحملة الإعلامية والتحريض الذي تشنه فتح على حركة حماس بأنها تأتي لمساندة الحملة التي يشنها الإعلام المصري على الحركة؛ لتشويه صورتها أمام الرأي العام العربي والدولي، مشددًا "رهان فتح ورئيس السلطة محمود عباس بسقوط حماس سيفشل".

 وأكد البردويل أنه لا توجد رغبة حقيقة لدى عباس في تحقيق المصالحة الداخلية، متابعا "الرئيس لديه نهج التوافق والتنازل للاحتلال ويتمسك به".

واستطرد: "حركة فتح اتهمت حماس خلال الدقائق الأولى بعمليات التفجير واستعجلت بفتح تحقيق، لكنها لم تحقق بمقتل عرفات ودافعت عن إسرائيل حينما اتهمت بقتل الرئيس الراحل".

وطالب البردويل من فتح بأن تفهم أن الوطن شراكة مع الكل الفلسطيني وأن تعترف بحركة حماس لأنها ركن أساسي في المشروع الوطني الفلسطيني.

المصالحة بخطر

من جهته، أكد أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أن التفجيرات التي وقعت بغزة وإلغاء مهرجان "أبو عمار سيؤثر سلبًا على المصالحة الداخلية".

وأوضح مقبول لـ"الرسالة نت"، أنه في حال أصرت حماس على عدم الاعتراف وإعلان براءتها من المجموعات التي نفذت التفجيرات فإن المصالحة ستكون بخطر.

وقال :" المطلوب من حركة حماس أن تعلن براءتها من المجموعات التي تسببت في تفجير منازل قيادات الحركة وتقديمهم للعدالة، لتستمر حركته بالمصالحة.

وأضاف مقبول "في حال أصرت حماس التستر على المجموعات المسلحة، فإنه لن تشهد بالفترة المقبلة أي لقاءات بين الحركتين".

وبيّن مقبول أنه غير مستبعد أن تؤثر الأحداث التي جرت بغزة على ملف إعمار غزة، لافتًا إلى أن الحكومة مصرة على العمل بجهد كبير من أجل ذلك.

وكانت حكومة الوفاق الوطني أجلت يوم الجمعة الماضي زيارة رئيس الوزراء رامي الحمد الله لقطاع غزة التي كانت مقررة يوم السبت الماضي، حتي إشعار أخر بسبب التطورات الأمنية التي جرت بغزة.

إنهاء التراشقات الإعلامية

المحلل السياسي مصطفى الصواف من ناحيته، يرى بأنه من الواجب على حركتي فتح وحماس إنهاء التراشقات الإعلامية للخروج من حالة الفوضى التي تجري على الساحة الفلسطينية من أجل الاستمرار في تحقيق المصالحة الداخلية.

وأشار الصواف خلال حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن الأحداث التي وقعت بغزة ستؤثر على المصالحة الداخلية بين الحركتين، متابعًا "من المفترض أن لا تؤثر الأحداث التي جرت على العلاقات بين الحركتين على المدى البعيد".

وأضاف :" يجب إنهاء حالة الانقسام بين الحركتين، ووقف حالة التحريض التي طفت على السطح خلال الساعات الماضية".

ولفت إلى ضرورة اقامة علاقات وطنية بين الحركتين على مستوى عال، منوهًا إلى أن ذلك يتحقق إذا توفرت إرادة سياسية بين الحركتين.

وفي ضوء ما يجري على الساحة الفلسطينية وعودة الخلافات والتراشقات الإعلامية من جديد بين حركتي حماس وفتح، يبقى السؤال المطروح: هل نحن مقبلون على مشهد جديد من عودة حالة الانقسام وتضييق الحصار مجددًا على قطاع غزة؟

البث المباشر