"عم يطعمونا خرا" فعلياً وليس بالتعبير المجازي. هذا ما صرح به وزير الصحّة اللبناني وائل أبو فاعور الثلاثاء، عندما صارح اللبنانيين بأنّ بعض العيّنات التي أُخذت من مطاعم ومتاجر في كل المناطق تبيّن أنها تحتوي على "براز البشر ومياه مجارير" والاقتباس هنا من صحيفة الأخبار اللبنانية، أما مانشيت الصحيفة يوم الأربعاء فكان: "اللبنانيون يأكلون خـ **"
في لبنان وهي الدولة كاملة الأركان والسيادة هناك من فحص وتدقيق ثم خرج وزير بتصريح "على الريحة".
ترى لو نبشنا وأجرينا الفحوص في غزة التي تقبع تحت الحصار وتقف على أطلال الحرب وأردنا أن نكشف ماذا نأكل ونشرب ونتنفس، ولو تجرأ مسئول فلسطيني أن يعلن حقيقة الاكتشاف باعتقادكم ما هو العنوان الأبرز للتصريح الصحفي.
ربما نتفق أننا لن نكون أقل سوءا من الاكتشاف اللبناني، وسيكون العنوان الرئيس: "الفلسطينيون في غزة يأكلون خــــر...، ويشربون بو..." يعني في النهاية وجبة "كوكتيل مجاري".
في جلسة سمر شارك فيها "شريب شيشة" كانت رائحة غريبة تتسلل إلى أنوفنا ليس كالتي اعتدنا أن نشمها، وفي سؤال فضولي عن نوع "المعسل"، كشف الرجل عن اختراع جديد لجأ إليه لمواجهة ارتفاع بورصة السجائر والمعسل"، حيث يقوم بتصنيع مادة من مخلفات السجائر مع مربى وعملية طويلة من الغسل والتجفيف، ليصل إلى النتيجة التي نشمها الآن، وبعدما كان الرجل يدخن القطران، أصبح يدخن وينفث في وجوهنا مواد كيميائية وغازات سامة، قد ترقى إلى درجة الأسلحة المحرمة دوليا.
أحد الزملاء الصحفيين يجري تحقيقا حول فرضية خطيرة تشير إلى تراجع نسبة الخصوبة في غزة، وقد توصل إلى معطيات أولية، تكشف عن زيادة كبيرة في عمليات الإخصاب وأطفال الأنابيب، وانتشار ظاهرة تأخر الإنجاب، لكنه لم يصل إلى تقديرات واضحة حول الأسباب، لعدم وجود دراسات أو إمكانيات مخبرية في مناطق السلطة الفلسطينية، وأصلا لا يوجد من يهتم بدراسة هذه الفرضيات.
لكم أن تتخيلوا: "شعب يأكل خـــــ.. ويشرب شــــــخـــ.... ويدخن قطران"، كيف يمكن أن يحافظ على الخصوبة، وماذا يمكن أن ينجب؟
