فتح باب منزله، كأنه عاد بشريط حياته إلى أيام الطفولة ثم توجه إلى أمه مُقبّلا يدها ليستمد قوته من حضنها، أرهقته الليالي والأيام المتواصلة بإسعاف الجرحى ونقل جثامين الشهداء بعد أن يترحم عليهم خلال الحرب الثالثة على غزة.
هذا ما فعله الشاب المسعف خالد في اللحظات الأولى من التهدئة التي توصلت إليها فصائل المقاومة مع الاحتلال الإسرائيلي إبان الحرب الاخيرة.
بعدما اكتسب الجرعة المناسبة من حضن أمه، نادى على أخيه الأصغر صلاح، الذي يعده ابنًا له ، ومرت الدقائق سريعا، فكان المزاح وتبادل النظرات والضحكات عند لقاء خالد بأخيه هو سيد الموقف.
طلقة غادرة من جندي "إسرائيلي" اخترقت جسد الطفل صلاح لتستقر في قلبه.. المسعف خالد سارع لإنقاذ حياة أخيه الأصغر صلاح.
تلك المشاهد يرويها فلمًا يعده فريق من طلبة الإعلام بالجامعات الفلسطينية بغزة باسم "طلقة رحيل" بتمويل من مؤسسة أمان ماليزيا بتنفيذ المركز الشبابي الإعلامي.
مخرجة الفلم اسلام مقداد، قالت إن فكرة الفلم تعالج قضية خرق التهدئة من الاحتلال "الإسرائيلي" وقتله للأطفال الفلسطينيين خلال فترة التهدئة بالحرب على غزة.
وأوضحت مقداد في حديث لـ"الرسالة نت" أن الهدف من الفلم إبراز معاناه المسعفين الفلسطينيين بغزة، وتجربتهم المريرة والمؤلمة التي عايشوها خلال الحرب على غزة.
وأضافت: "مشاهد الدم والقتل والأشلاء ما زالت كوابيس جميعها تلاحق المسعفين الذين عايشوا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".
وأكدت المخرجة مقداد أن فكرة الفيلم تهدف إلى إبراز ظلم الجيش "الإسرائيلي" بقتله للأطفال بغزة بدم بارد.
ويشارك في هذا المشروع ما يقارب 11 مجموعة تقدم كل واحدة فلمًا يعبر عن ثوابت وقضايا الشعب الفلسطيني والحرب الأخيرة على قطاع غزة.
منسق المشروع في المركز الشبابي الإعلامي محمد شبير، قال إن المشروع سيساهم في تطوير مهارات وقدرات الشباب في مجال الاعلام الجديد من خلال تدريبهم في دورات متنوعة في مجال الإعلام الجديد والتي منها دورات في مجال التصوير والمونتاج الإعلامي والإخراج السينمائي والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح شبير لـ"الرسالة نت" أن الهدف من الدروات التدريبية إكساب الشباب خبرات في مجال صناعة الأفلام القصيرة والإعلام الجديد، والمشاركة وتبادل الخبرات والمعرفة فيما بينهم.
وأضاف :" المشروع يهدف لرفع مستوى كفاءة الشباب في صناعة الأفلام القصيرة التي تتحدث عن الشعب الفلسطيني، والحديث عنها عالمياً، خاصةً عبر قنوات الإعلام الجديد".
وعن مراحل المشروع، أشار إلى أنه مر بعدة مراحل، الأولى الإعلان عن المشروع والبدء في استقبال طلبات المشاركين، واختيار الأفكار المتميزة، ثم تدريبهم في دورات متنوعة ومتميزة في مجال الإعلام الجديد.
وبيّن شبير أنه من خلال هذه الدورات انتج المشاركون أفلامهم، وسيتم تقييم الأفلام من لجنة مختصة لجانب التصويت من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم سيقوم المركز الشبابي الإعلامي بعمل حفل ختامي كبير للمشروع، والإعلان عن المركز الأول.
وبخصوص المسابقة، أكد شبير أنه سيتم تقديم مبالغ مالية للمراكز الثلاثة الأولى كتشجيع للشباب على الاستمرار في العمل والنجاح في صناعة الأفلام القصيرة والإبداع في مجال الإعلام الجديد وستكون الجائزة الأولى بمبلغ 500 دولار والثانية 400 دولار والثالثة 300 دولار.
وشكر شبير مؤسسة أمان فلسطين - ماليزيا على دعمها ورعايتها الدائمة لمشاريع تخدم الشباب والمجتمع الفلسطيني.