قال أسامة حمدان مسئول دائرة العلاقات الخارجية بحركة حماس، إن المقاومة ستبقى مستعدة طيلة الوقت مادام العدوان مستمرا، وأنها ستبقى حاضرة لردع أي عدوان على الفلسطينيين.
وأشاد حمدان في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، بعمليات القدس النوعية التي عبرّت عن روح المقاومة كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال، مستهجنًا في الوقت نفسه موقف السلطة الفلسطينية التي أدانت العملية.
ووصف حمدان هذه الإدانة لعمليات المقاومة في مدينة القدس بـ"المراهقة السياسية والعجز الوطني".
واعتبر أن إدانة أعمال المقاومة تعبر عن أزمة وطنية، وأي عمل مقاوم سواء قامت به الفصائل او بمبادرات فردية كما عمليات القدس أمر مقدر ويجب أن يرعاه الجميع.
وأكدّ حمدان أن مقاومة الاحتلال والتخلص منه قضية جوهرية، وأن الخلاف مع حركة فتح حول سبل المقاومة لا يعني أن تتنصل منها كخيار أصيل لدى الشارع الفلسطيني، متسائلا: "لماذا يتم اعتقال وملاحقة من يقاوم الاحتلال حتى بشكل فردي، بينما يترك من ارتبط بالمحتل وتعامل معه بدون أي مساءلة.
"عمليات القدس مقاومة ومن يصفها بغير ذلك يفكر بمنطق العصابات
"
ودعا السلطة الى ضرورة التوقف الفوري عن التنسيق الأمني الذي شكل غطاءً للاحتلال وحماية له، مشددًا على أن رعاية المقاومة وحمايتها مسئولية القيادة الفلسطينية ومختلف فصائل العمل الوطني مشددا على ضرورة الدفاع عنها طالما بقي الاحتلال جاثمًا على الاراضي الفلسطينية.
ورفض وصف عباس المتكرر للمقاومة بالمليشيا، وقال إنها مقاومة ومن يصفها بغير ذلك فهو يفكر بمنطق العصابات.
وحول دعوة التهدئة الصادرة عن الاجتماع الرباعي الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري وبحضور رئيس السلطة عباس؛ شدد القيادي في "حماس" على أن أي "دعوة (إسرائيلية) للتهدئة مرفوضة"، مطالباً بـ"وقف جميع العمليات التي تستهدف المسجد الأقصى والمقدسات".
وحذر من لجوء الاحتلال لحيله الدائمة في امتصاص غضب الآخرين، طبقًا لمخططاته الشيطانية.
غزة والاعمار
وتطرق حمدان لاحتمال تجدد المواجهة في غزة، وقال إن حركته لا تتعامل مع الحرب بخفة، وهي حريصة في هذه المرحلة تجنيب العدوان عن قطاع غزة".
وجدد تأكيد رفض حركته لخطة المبعوث الأممي للشرق الأوسط روبرت سيري بشأن قضية الاعمار، لما تحمله من تكريس وتقنين للحصار المفروض على القطاع، وقال إن حركته ستعمل على اسقاطها في الوقت المناسب.
ولفت إلى أن حركته أسهمت في تقديم مساعدات عاجلة للفلسطينيين، محذرًا في الوقت نفسه من أن حركته لن تقبل مساومة الشعب الفلسطيني في قضية الاعمار.
وبشأن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال، قال إن حركته لا تثق بجدية الاحتلال، "ولكن نرجو ان تكون هناك جدية من الطرف المصري الوسيط لإرغام الاحتلال التوجه الى المفاوضات المباشرة".
وقال إن "الخبرة الفلسطينية بشأن المفاوضات لا تطمئن الحركة تجاه العدو، والمقاومة سيكون لها فعلها إن بقيت الأمور عالقة على النحو الذي فيه الآن".
العلاقة الوطنية
وعرّج حمدان على طبيعة العلاقة بين حركته وفتح، حيث رأى أنّ فريقًا من قيادة حركة فتح أخطأ في قراءة موقف حركته عندما قبلت المصالحة وسهلت تشكيل حكومة التوافق، و"قد تعامل مع هذا الموقف بحالة من الاستخفاف والابتزاز"، على حد تعبيره.
وأوضح أن موقف حماس كان منطلقًا من رؤيتها أن الوحدة أصل ينبغي أن يقدم من أجلها كل التسهيلات، فضلًا عن أن مسألة تقديم التنازلات لشريك وطني تعده حماس مكسبا استراتيجيا لها، كما أن المواجهة مع الاحتلال تستوجب وحدة حقيقة.
وقال إن هذا الفريق استمر في قراءته الخاطئة للعلاقة مع حماس، على الرغم مما أثبته العدوان على القطاع من قوة حماس ميدانيًا وسياسيًا، واستمر بابتزاز الحركة.
"حماس لم تؤمن بالاغتيال السياسي ولم تمارسه حتى في ظل حكمها للقطاع
"
وشدد مسؤول دائرة العلاقات الخارجية بالحركة على تمسك حركته بالمصالحة وانجاح حالة التوافق القائمة، "لكن هذا لا يعني أن نقبل التفاهات ومحاولات تعطيلها من جانب حركة فتح، أو أن نمنع من نقد أداء حكومة التوافق وتحميلها وزر تعطيل الاعمار واغاثة الشعب المنكوب جراء العدوان وتحميلها مسئولية التسهيلات للاحتلال برغم جرائمه بالضفة".
وفي ظل تهديد بعض قيادات فتح بإعادة تقييم علاقة حركتهم بحماس، أكدّ حمدان أنه ليس من حق أحد أن يهدد بفسخ الوحدة والتنازل للعدو تحت طائلة تقيم العلاقة، لأن معنى ذلك استخدام القضية لتغطية سوأته في اسقاط الوحدة.
واستهجن حمدان أن تصدر هذه التصريحات من شخصيات تعتبر نفسها قيادة للشعب الفلسطيني في إشارة لـرئيس السلطة محمود عباس وتحريضه الأخير على حركة حماس في ذكرى رحيل ياسر عرفات.
ورفض الاتهامات التي وجهت لحركته في قضية تفجير منازل قيادات بفتح، وقال إن حماس لم تؤمن لحظة بالاغتيال السياسي ولم تمارسه حتى في ظل حكمها للقطاع.
وذكر أن حركته ما زالت بانتظار نتائج التحقيقات، مشيرًا إلى وجود "شبهات واضحة باتجاهات معينة والبعض يحاول التغطية عليها بغرض حرف الأمور عن طريقها"، مؤكدًا أن حركته ستحاسب كل من يثبت تورطه لأنها لن تقبل بعودة الفلتان والعبث بالأمن الداخلي كما كان قبل 2006م.
تعطيل ملفات المصالحة
وفيما يتعلق بتعطيل قضايا المصالحة، وفي مقدمتها عقد الاطار القيادي لمنظمة التحرير، رأى حمدان أن الهدف من وراء ذلك هو الإمعان في التفرد بالقرار وإقصاء شركاء الوطن، وقال إن البعض لا يريد ان يستوعب اننا بمرحلة تحرر ونحتاج أن نكون شركاء، ويتعامل مع الاحتلال على مستوى أقل من الاجير بينما يرفض التعامل معنا على مستوى الشراكة.
ودعا فصائل منظمة التحرير الى ضرورة إرغام عباس على التراجع عن سياساته الخاطئة من القوى الفلسطينية.
وبشأن ملف الانتخابات، أكدّ أن تعطيل الملف مرتبط بالموقف (الاسرائيلي)، مشيرًا إلى أن حركته لن تتوقف عن دعوتها للبناء الديمقراطي، وتريد أن تسير الامور في اتجاهاتها الصحيحة، وفق تعبيره.
"على فصائل المنظمة إرغام عباس التراجع عن سياساته الخاطئة
"
وأكدّ مسئول العلاقات الخارجية بحماس، أن حركته لم تفوض محمود عباس رئيس السلطة في عملية المفاوضات.
وأوضح أن وثيقة الوفاق الوطني التي تم الاتفاق عليها عام 2006م، تقوم على اجماع وطني حول اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، محذرًا من محاولات تشويه موقف حركته بالادعاء انها وافقت على المفاوضات العبثية التي يجريها محمود عباس.
حماس ومصر
وعرّج على طبيعة العلاقة بين حركته ومصر، خاصة بعد مواصلة الاتهامات المصرية للحركة بتحمل المسئولية عن تفجيرات سيناء، لتثبت التحقيقات بعدها تورط جماعات من القاعدة في تلك القضية.
واعتبر حمدان ما ظهر من وثائق تؤكد تورط جهات غير حركته، لم يغير من الحقيقة شيئا، لأن حركته متأكدة من براءتها من اللحظات الأولى، وأن ما يجري بمصر شأن داخلي لا علاقة لحماس به.
وأضاف "لدينا سياسة واضحة الا نتدخل في شئون الدول العربية الداخلية، ونحن لا نطلب اعتذارا من أحد ولكن نطالبهم بالكف عن اتهامنا وزجنا بهذه الاشكاليات التي لا تخدم الا الاحتلال".
وأشار إلى أن مصر لم توجه أي تهمة رسمية لحركة حماس، بينما عزا تلك التهم الاعلامية إلى انها محاولة كي يجد البعض مبررًا لسلوكه الخاطئ تجاه القضية وتقصيره بحقها.
"فريق في فتح ما زال يواصل الابتزاز بحق حماس
"
وأكدّ أن مسئولية القيادة والحكومة المصرية أن تحاسب كل من اتهم حماس زورًا وبهتانًا، مشددًا على أن العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني هي أشد عمقًا ورسوخًا من الأهرامات والنيل.
وتابع " شهداء الجيش المصري قتلوا مرتين الأولى بالانفجار والثانية عندما شوهت الصورة الحقيقية، وحاول البعض ان يتهم الشعب الفلسطيني ومقاومته".
حماس وعلاقاتها الاقليمية والدولية
وحول علاقات حركته الإقليمية قال مسئول دائرة العلاقات الخارجية بحماس إن علاقة حركته ممتدة بعدد من الدول في المنطقة وقائمة على حالة سياسية ناضجة وضمن رؤية تعرفها الأطراف.
ولفت إلى علاقة حركته بإيران ممتدة من زمن على أسس واضحة ولم تكن حالة عاطفية.
وبشأن علاقة حركته مع الأردن ودول الخليج، أشار إلى وجود جملة من العلاقات القائمة مع هذه الدول، "وأن عدم الاشارة اليها لا يعني أنها وتراجعت انما تسير ضمن سياقاتها القائمة".
ونوه إلى أن البعض يحاول أن يقول إن حماس تعاني من عزلة سياسية كي يفرض عليها الاستجابة لقبول عملية التسوية، "وهي مقدمات ونتائج خاطئة، ومن يقول إنه حريص على المقاومة فعليه أن يقف بجانبه".
أمّا العلاقة مع الدول الاوروبية، فقد أشاد حمدان بتصاعد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الرواية (الاسرائيلية) بدأت تفقد تعاطف الدول معها بعد عدوان الاحتلال على القطاع.
وقد اعترف كل من السويد والبرلمان البريطاني واسبانيا بالدولة الفلسطينية خلال الأيام الماضية، لكنه قال إننا لا يمكننا الحديث ان (اسرائيل) فقدت كل اصدقائها، وما زلنا بحاجة وقت وجهد كبيرين لتحقيق المزيد من الانجازات على هذا الصعيد".
ودعا المجتمع الاوروبي إلى الاعتراف بالمقاومة الفلسطينية على أنها حركة تحرر، وأن الاحتلال عنصري وارهابي.