كان يطيب لشاعر النيل حافظ إبراهيم، أن يداعب احمد شوقي أمير الشعراء, وكان شوقي جارحا في رده على الدعابة.
ففي إحدى ليالي السمر أنشد إبراهيم هذا البيت ليستحث شوقي على الخروج عن رزانته المعهودة:
يقولون إن الشوق نار ولوعة .. فما بال شوقي أصبح اليوم باردا
فرد عليه شوقي بأبيات قارصة قال في نهايتها:
أودعت إنسانا وكلبا وديعة ... فضيعها الإنسان والكلب حافظ
أما نحن فقد استفزتنا عناوين صحفية ومواقف انهزامية تآمرية خلال الأسبوع الماضي من خلال الكشف عن سلسلة من الفضائح مثل :
- وزير خارجية الاحتلال افيغدور ليبرمان صرح الاثنين الماضي ، بأن محمود عباس، حث ) إسرائيل) على الإطاحة بحركة "حماس"، خلال حرب غزة في العام الماضي.
- النائب عن حركة فتح محمد دحلان طلب معلومات مفصلة عن منفذي عملية خانيونس وقيادات حركة حماس.
- خمسة صحفيين محسوبين على حركة فتح - بينهم ثلاثة من غزة- زاروا دولة الاحتلال في إطار لقاء تطبيعي والتقوا الناطق باسم جيش الاحتلال افيحاي ادري.
الرد على هذا السقوط لن يكفيه أبيات قارصة كابيات شوقي , بل يصلح معها أبيات قاسية من الشاعر احمد مطر :
عرضنا يهـتـك فوق الطرقات ،
وحماة العرض أولاد حرام ،
نهضوا بعد السبات ،
يـبـسطون البسط الحمراء من فيض دمانا ،
تحت أقدام السلام ،
أرضنا تصغر عاما بعد عام ،
وحماة الأرض أبناء السماء ،
عملاء ،
لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء ،
كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام ،
حول جدوى القرفصاء ،
وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام ،
آه لو يجدي الكلام ،
في قاموس اللغة العربية الكثير من الدلالات والمعاني التي تناسب هؤلاء.
ومع تقديرنا لكل حركات الإعراب, فان صحفيي التطبيع مجرورون من بطونهم , وجيوبهم , وعقولهم , أما رئيسهم محمود عباس فعينه مكسورة من لسان ليبرمان وازدراء نتنياهو , أما دحلان فاسم معتل, وعلته انه لا يؤمن انه و مشروعه سقطوا في غزة , هو يعتقد أن فعله ضد عملية خانيونس مبني للمجهول ,وان الفاعل سيبقى مجهولا حتى تمر الجريمة تلو الجريمة , لكن الجدة دائما كانت تقول "هذه بلاد مقدسة ..لا يخفى فيها خاف"
وأمام كل علامات الإعراب السابقة تبقى المقاومة هي الاسم الصحيح, و يبقى الفعل " يقاوم" مرفوعا في الماضي والحاضر.
ولأننا نحترم كل حرف في لغتنا، أرى من المناسب مخاطبة أبطال الانبطاح الفلسطيني بلغة عامية تتوافق مع ثقافتهم وبيئتهم, ونقول لهم بالصوت العالي: "اللي استحوا ماتوا".