قائد الطوفان قائد الطوفان

العمليات بمشافي غزة متوقفة "حتى إشعار آخر"

(صورة من الأرشيف)
(صورة من الأرشيف)

الرسالة نت-حمزة أبو الطرابيش

أنين. أنين. أنين. هذا فقط ما كان يصدر من الطفل محمد زقول بعد ما صرخت معدته الصغيرة آلمًا. اليوم كان موعد إجراء عملية "الزايدة" لمحمد وفق جدول العمليات في مجمع الشفاء ولكنها، أجلت والسبب استفحال أزمة عمال النظافة.

على ذلك المقعد "البرتقالي" الذي كان يجلس عليه الطفل بجوار أمه الذي أخبرنا وجهها الشاحب عن سؤال، كيف ستوفر المبلغ المطلوب لإجراء عملية في مستشفى خاص؟، سيما أن الوالد متعطل عن العمل منذ سنوات.

"بطني بوجعني مش قادر أتحمل"، قطعنا الوجع من إكمال الحديث مع الطفل محمد، لنكمل الحديث مع أمه (37عامًا)، تفتح الحديث: "حتى لو أجريت العملية لطفلي في هذه المستشفى راح يموت من القذارة الموجودة ".

لم تتوقف عن التحسبن ثم أخذت بطفلها خارج صالة الاستقبال تبحث عن ناجي بعد الله.

مشافي قطاع غزة الحكومية حتى صياغة هذا التقرير تغرق في أكوام القمامة بعد إضراب الشركات العاملة فيها لعدم دفع حكومة التوافق رواتب موظفيها ومستحقاتهم منذ تشكيل الحكومة، ليجبر على القائمين بوزارة الصحة تأجيل العمليات الجراحية المجدولة كافة.

عمال النظافة البالغ عددهم 700 عامل في مستشفيات غزة، ويتقاضى الواحد منهم 700 شيكل شهريا، توقفوا عن العمل منذ نهاية الأسبوع المنصرم. علماً أنّ العمال يتبعون لتسع شركات خاصة متعاقدة مع مشافي الحكومة.

إلى جنوب القطاع حيث مستشفى الأوروبي تكاد قصة أبو فراس حمدين أقصر حكاية، حين علم أن عمليته أجلت قال: " أفضّل الموت في بيتي، ولا الموت في هذه الزبالة". محملًا حكومة التوافق هذه الكارثة الصحية.

الأطباء والممرضون في المشافي يحاولون تنظيف تلك القذارة على قدر المستطاع لكي يتسنى لهم الشروع بعملهم واستقبال الحالات الطارئة.

الطبيب محمد الكرد الذي كان مع مجموعة من الممرضين ينظف قسم العظام في المجمع الشفاء، منهم من كان يحمل بالحاويات الصغيرة وآخرين كانوا يمسحون الأرضية.

استجمع الطبيب قواه ثم قال :" هنا العمل على مدار الساعة وايضًا في بعض الأقسام كالولادة والباطنة، ولكن امتلاء الحاويات بالمخلفات الطبية وتلطخ الأرضية بالدماء المتجلطة يشل عملنا".

 مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور نصر التتر قال في حديث لصحيفة "العربي الجديد"، إن العمليات المجدولة توقفت بشكل كامل، ما زاد في طوابير المرضى الذين يملكون حجزاً لعمليات الأنف والأذن والحنجرة، أو الأورام، أو جراحة الصدر.

ولفت إلى أنّ قسم العمليات اكتفى بإجراء العمليات الطارئة، وبمنتهى الصعوبة نظراً لعدم توفر بيئة صحية في غرف العمليات".

 وأكمل مدير مجمع الشفاء الطبي، "هناك خطر على المرضى أثناء إجراء العملية. فقد يتسبب الوضع الحالي في تلوث الجروح، أو انتقال العدوى للمرضى المنوّمين داخل أقسام العناية المركزة أو الولادة والحضانة".

ويعلو في غزة الآن أصوات المناشدات، في الجنوب ينتظرون شعاع نور من معبر رفح المغلق، وفي الشرق، أصحاب المنازل المدمرة أتعبهم البرد القارس، وها هي مناشدة أخرى تخرج من أفواه المرضى من جميع المناطق، دون منقذ بعد الرحمن.

البث المباشر