كشف مصدر مقرب من تيار القيادي المفصول من الحركة النائب محمد دحلان، أن الأخير أبلغ كافة أنصاره والموالين والداعمين له في قطاع غزة، بتكثيف حملاتهم الإعلامية والجماهيرية ضد رئيس السلطة وزعيم الحركة محمود عباس.
وأوضح المسئول، في تصريح خاص لـ"الرسالة نت"، الخميس، أن دحلان وعد بتوفير كافة الأموال والدعم لأنصاره في القطاع وطالبهم بتنظيم مسيرات شعبية وإقامة مهرجانات حاشدة في رسالة مباشرة موجهة لعباس.
ولفت، إلى أن دحلان قرر فعلياً الانتقام من عباس من خلال القاعدة الجماهيرية في غزة، بإضعاف صورته بين صفوف الفتحاويين ، خاصة بعد وصول معلومات رسمية تطالب بتعجيل محاكمة دحلان والبت في ملفه قبل انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح المقرر منتصف الشهر المقبل.
وذكر المسئول، أن أنصار دحلان سيكثفون خلال المرحلة المقبلة من تصعيدهم الإعلامي والجماهيري ضد عباس، موضحاً أن شوارع القطاع امتلأت اليوم بصور مختلفة الحجم تدين رئيس السلطة وتطالب بالخلاص منه.
الى ذلك نظّم العشرات من أنصار دحلان اليوم الخميس، تظاهرة، مناوئة لرئيس السلطة عباس.
وتجمّع أنصار دحلان، في حديقة “النُصب التذكاري للجندي المجهول”، وسط مدينة غزة، والقريبة من مقر المجلس التشريعي، رافعين لافتات تهاجم الرئيس محمود عباس، فيما رفع المشاركون صورا كبيرة لدحلان، كتب عليها “كلنا دحلان”.
كما علّق أنصار دحلان، على مقر المجلس التشريعي بغزة، عشرات اللافتات، التي تندد بسياسة الرئيس الفلسطيني، وصمتها على ما وصفوه بـ”معاناة قطاع غزة، وتعرقل إعادة الإعمار”.
وكانت مواقع على التواصل الاجتماعي، ومن بينها صفحة “عباس لا يمثلني”، (يقال إنها مقربة من دحلان)، قد دعت أنصار حركة فتح إلى مسيرات حاشدة، اليوم الخميس، دفاعا عما وصفته بـ”الكرامة ومستقبل الأطفال من التهمش والتشرد”.
وأضافت: “أخذنا عهدا أمام الله، أن يدفع محمود عباس الثمن، ولن نتراجع″.
وفي وقت سابق، قالت “الهيئة القيادية العليا” لحركة فتح في قطاع غزة(تابعة للرئيس عباس)، إنّه يحظر على “كوادرها” المشاركة في أي تجمع، أو تظاهرة خارج الأطر التنظيمية الرسمية.
وأضافت الهيئة في بيان صحفي إنّها تحظر على كوادر وكافة “أبناء” حركة فتح في قطاع غزة، المشاركة في أي تجمع أو الاستجابة لأي دعوات، يتم الدعوة إليها من خارج الأطر التنظيمية الرسمية.
وحذرت الهيئة كل من لا يلتزم، بالقرار بأنّه سيعرض نفسه لطائلة المسؤولية والمحاسبة.
وانتشرت على الجدران في مناطق عديدة من قطاع غزة ملصقات تتضمن عبارات هجومية ومسيئة للرئيس عباس.
وحملت بعض الملصقات صورا لعباس، مرفقة بشعار” (كفى خيانة)، كما اتهمته ملصقات أخرى بـ”السكوت على قاتل الرئيس الفلسطيني (الأسبق) ياسر عرفات”، وبأنه تسبب بـ”تدمير حركة فتح، من خلال إقصاء القيادات الفتحاوية الشريفة”، والمحاكمات المسيّسة لبعض القيادات، والتنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني”.
وكتب على بعض الملصقات:”ترقبوا الحدث الفتحاوي الكبير في الخامس عشر من شهر يناير/ كانون ثاني”، في إشارة إلى موعد انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح.
ومحمد دحلان هو القائد السابق لحركة فتح في قطاع غزة، وفُصل من الحركة منتصف عام 2011، ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويرفض دحلان الذي ما زال يتمتع بنفوذ داخل تنظيم “فتح” في قطاع غزة، (لا يعرف بالضبط مدى اتساعه)، إجراءات فصله من الحركة.
واشتدت حدة الخلافات بين القيادي المفصول دحلان وبين عباس في مارس/ آذار الماضي، حيث اتهم عباس، دحلان في اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح، بالتخابر مع إسرائيل، والوقوف وراء اغتيال قيادات فلسطينية والمشاركة في اغتيال الراحل ياسر عرفات، وهو الأمر الذي نفاه دحلان، متهما بعباس بتحقيق أجندة أجنبية وإسرائيلية.
وتجدد التوتر بين الرجلين، عقب إعلان رفيق النتشة، رئيس هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية، في السابع من الشهر الجاري، عن إحالة ملف دحلان إلى محكمة جرائم الفساد، بتهمة “الفساد وتهمة الكسب غير المشروع″، وهو ما اعتبره دحلان “محاكمة سياسية” يدبرها له الرئيس عباس.