والعدوى تهدد حياتهم

أزمة النظافة تطال الأطفال "الخُدّج"

الرسالة نت- نور الدين صالح

 يمكث الطفل علي محمد الذي لا يتجاوز عمره العشرين يومًا، منذ إبصاره نور الحياة، على أحد أسرّة قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة في مستشفى النصر للأطفال.

يعاني محمد من اضطرابات في الجهاز التنفسي ناتجة عن التهابات حادة في الرئتين وفق تشخيص أحد الأطباء في القسم، ومع حلول أزمة النظافة تفاقمت حالته الصحية وأصبح الأطباء يواجهون صعوبة في التعامل معه وخاصة انه على جهاز تنفس اصطناعي.

لم تقتصر تلك المعاناة على الطفل محمد بل طالت جميع الأطفال في القسم، حيث أصبحت الأوضاع لا تطاق داخل القسم وتنذر بكارثة انسانية لدى شريحة حساسة في المجتمع وهم الأطفال "الخدّج"، وفق ما قالته رئيس قسم العناية المركزة لحديثي الولادة الدكتورة شيرين عابد.

ويحتوي قسم الحضانة على 33 سرير تنويمي للمواليد "حديثي الولادة"، وهو أكبر الأقسام المعنية بعلاج الأطفال من سن (يوم- 28يوم) على مستوى قطاع عزة.

وعلّق عمال النظافة العمل في جميع المستشفيات التابعة للحكومة، مطلع الشهر الجاري، نتيجة عدم تلقيهم رواتبهم، منذ عدة شهور، الأمر الذي يفاقم المعاناة في مرافق الصحة، وينذر بحدوث "كارثة صحية".

كارثة انسانية

تراكم النفايات وعدم وجود نظافة داخل قسم الأطفال الخدج يسبب كارثة صحية كبرى, بحسب عابد التي أكدت أن المناعة لدى هؤلاء الأطفال غير مكتملة وهم عرضة للأمراض في أي وقت.

وقالت لـ "الرسالة نت" إن نظافة القسم تنعكس على العاملين من أطباء وممرضين في أداء عملهم بطريقة مثالية، لأن نظافة المكان من أهم اساسيات العمل.

وفي ذات السياق، أوضحت أن العاملين (أطباء وممرضين) يقومون بتنظيف القسم بقدر الامكان، لكن ليست بالشكل المطلوب, لافتةً إلى وجود تكدس في عدد الحالات التي تدخل القسم في الفترة الحالية نتيجة لانتشار فيروس يسبب التهابات الشعب الهوائية.

الحكيم في ذات القسم معتز الحسني توافق مع د. عابد، قائلًا "قلة النظافة في القسم تؤثر سلبًا على صحة الأطفال حديثي الولادة، نظرًا لعدم وجود مناعة كافية في أجسامهم ضد الأمراض".

وأكد الحسني لـ "الرسالة نت" أن تراكم القمامة داخل القسم بتسبب بنقل عدوى للأطفال، مضيفًا "الطفل يأتي للمستشفى لتلقي العلاج لا لتزداد حالته المرضية سوءًا".

وأضاف " أننا نعمل جاهدين على أن نقلل الخطر على الأطفال المرضى، ونحاول ابعادهم عن الجو العام في القسم".

حل مؤقت

أما عن حملات التطوع التي نفذها شبان بشكل فردي، ذكرت رئيسة قسم العناية، أنها تساهم بجزء من حل مشكلة النظافة، وبينت أنها حل مؤقت ولا تقضي على الأزمة بشكل نهائي.

وأشارت إلى أنه جرى التواصل مع عدد من المؤسسات المحلية والدولية، لإرسال متطوعين أو عمال نظافة مدفوعي الثمن، لافتةً إلى أن تلك المؤسسات وعدتهم بإيجاد حلول مناسبة ولم تنفذ ذلك على أرض الواقع، وفق عابد.

وبيّنت أن العاملين في القسم يقدمون بعض الارشادات للمتطوعين وتعريفهم بالمواد الكيمياوية التي قد تحدث أضرارا لديهم، مضيفةً "نحن نحافظ على وجود المواد الحادة في الصناديق الخاصة لها".

بدوره، شكر الحسني كل من تطوع من اجل إزالة النفايات من القسم، مشيرًا إلى أن ادارة المستشفى تستقبل أي شخص يريد التطوع وتوضح له خطورة بعض الادوات وتوفّر له الطرق الآمنة لنقل النفايات إلى اماكنها الخاصة.

وكشف عن تقدم بعض الأطفال الذين لم يتجاوز أعمارهم الخامسة عشر للتطوع في نظافة المستشفى, قائلاً " هذا الأمر خطير جدًا ويمكن ان يؤثر على صحتهم وينقل لهم أمراض قد تؤثر عليهم في المستقبل".

ووجه كل من عابد والحسني رسالة لكل المسئولين والجهات المعنية مفادها "أطفالنا أمانة في اعناقكم"، والوضع الحالي ينذر بكارثة صحية قد تتسبب في وفاة الأطفال حديثي الولادة نتيجة العدوى".

البث المباشر