قائد الطوفان قائد الطوفان

"هُدى" تحل ضيفًا ثقيلًا على المدمرة منازلهم

أطفال مشردون بفعل تدمير منزلهم
أطفال مشردون بفعل تدمير منزلهم

الرسالة نت - معاذ مقداد

تصطك أسنان الاف المواطنين المدمرة منازلهم في غزة من قسوة البرد، مع دخول المنخفض الجوي الأقوى منذ بداية الشتاء على قطاع غزة.

سماء فلسطين انقلبت إلى برد قارص ورياح عاتية، لتبدأ معها حصة "فرك الأيدي" لأصحاب البيوت المدمرة ليبعثوا الدفء في أجسادهم، بعدما عجزت الجدران المتهالكة عن حمايتهم من المنخفض الجوي " هدى".

أكثر من عشرة آلاف منزل دُمرت خلال الحرب الأخيرة، ما يعني أن عشرات الألاف سيلدغ أجسادهم البرد ممن فقدوا بيوتهم, ومن يقطنون "الكرفانات" المؤقتة.

الشتاء مُرعب

المواطن محمد الكفارنة من بلدة بيت حانون شمال القطاع والذي دُمر منزله هناك، "وصول المنخفض وأجواء البرد باتت رعبًا حقيقيا للأهالي وأطفالهم".

تلاقت أنفاس الشاب الدافئة مع برودة الجو لتتبخر في سماء المنطقة "متهالكة المعالم"، فهو يقف بجوار باب الغرفة الصغيرة المكوّنة من "نايلون وقماش مربوطة بألواح خشبية"،  حيث يشتد سوء حالهم في مثل هذه الأجواء.

بلدية غزة وعلى لسان مدير العلاقات العامة فيها حاتم الشيخ خليل، أكد لـ "الرسالة" جهوزية طواقمهم العاملة لاستقبال المنخفض وتبعاته، مؤكّدًا استمرارهم في العمل حتى في الإجازات تلبية لواجبهم تجاه المواطنين.

المناطق المدمرة بشكل كبير هي أقل المناطق تضررًا أثناء المنخفض!، حسب قول الشيخ خليل، "كونها مرتفعة بفعل تكوّن المنازل المدمرة على شكل جبال صغيرة، لكّنها تسبب مكرهة صحية فيما بعد".

سكان المناطق المدمرة كالشجاعية وبيت حانون يعانون الويلات بهذا الجو المخيف، أبو عبيدة عبيد أحد قاطني الشجاعية يتمنى أن يمضي المنخفض دون زيادة الأضرار على المواطنين، "فمئاتٍ من سكان المنازل المدمرة جزئيا استصلحوا أجزاءً منها بالقماش والنايلون لتحميهم برد الشتاء".

وإلى جنوب القطاع حيث بلدة خزاعة شرق خانيونس، لا تختلف الأوضاع كثيرًا عن غيرها، فالبلدة تتحول في المساء إلى "مدينة أشباح" كما يصفها الشاب إبراهيم أبو ريدة من شدة الرياح وصعوبة الأجواء.

"الكرفانات" في خزاعة، تلك الألواح المعدنية تتحول إلى ثلاجات كبرى تجَمّد الأحياء فيها لانقطاع الكهرباء عنها، كما يعبر بذلك أبو ريدة.

أبو سعدي قديح اختصر حالهم مع هذه الأجواء بقوله إن رؤيتهم للغيوم في السماء أصبح كابوسًا يلاحقهم، فمع كل غيمة سوداء تمُر فوقهم راودهم شبح الغرق.

شتاء بلا إعمار

في الجوار، تحاول "أم عاهد" وعائلتها أن تختبئ قليلًا من الأمطار التي انهمرت في الصباح بصحبة الرياح صوب أغطية الشتاء التي أَضحت جدرانًا لبيوتهم المدمرة، مع قليل من "النايلون".

هذا الشتاء المخيف بدت أولى مظاهره قبل شهر في "مطرة الشتاء الأولى"، وقتها كان سكان المناطق المدمرة يأملون وجود حلٍ لقضية الإعمار، لكّن قسوة الشتاء بدأت دون إزالة أنقاض منازلهم حتى الآن.

محمد الميدنة مدير الاعلام في جهاز الدفاع المدني قال "للرسالة": "شكلت لجنة شاملة مع البلديات والجهات المختصة لمتابعة المناطق المدمرة وتلبية استغاثة المواطنين".

وأوضح أنه رغم قلة الإمكانيات والصعوبات التي يواجهها الدفاع المدني إلا أنه استنفر كل إمكانياته وطاقمه البشري لمواجهة الموجة القوية من الأمطار التي تعصف بالقطاع.

البث المباشر