قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حماس بوابة الرد الأمثل على اغتيال القنيطرة

الكاتب : إبراهيم المدهون
الكاتب : إبراهيم المدهون

بقلم: إبراهيم المدهون

لا أحد يطالب المحور السوري الإيراني الرد على جريمة الاغتيال والتي طالت صفوة وكوادر حزب الله وقيادات عسكرية إيرانية؟ فالصراع مع الاحتلال لا يقوم على رد الفعل وإنما العمل المتراكم طويل الأمد ذو الصبغة الاستراتيجية والتكاملية، لهذا أي رد عسكري على (إسرائيل) يجب أن يكون نوعي مؤلم، وذو خلفية أمنية ويحمل رسائل محيرة كما فعلت (إسرائيل) بهذه المفاجأة المربكة.

وأفضل رد على عملية الاغتيال من وجهة نظري ترتيب الأوراق واسترجاع الملفات ومراجعة السياسات خصوصا فيما يتعلق بتبعات الملف السوري المعقد، والذي تبين اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه فخ وقع فيه محور المقاومة فشتت جهدهم وحرف بوصلتهم، وكَثّر من أعدائهم، وجرهم لدوامات استنزافية مرهقة كبلت حركتهم وأثقلتها، ويحسب لحماس نجاتها بأعجوبة من هذه المصيدة الخبيثة، فسارت بين الألغام المتفجرة بمهارة واقتدار مما يحسب لقيادتها السياسية تعاملها الحكيم والهادئ والمتزن، فخرجت بأقل الأضرار وحافظت في الوقت نفسه على طهر ونقاء السلاح الفلسطيني من درن الصراعات الإقليمية.

لهذا لا مبرر لإعلام وكتاب وفضائيات وصحف هذا المحور الاستمرار باستهداف سياسة حماس والرموز الوطنية الفلسطينية، عبر بعض الأقلام الممولة والمدعومة من النظام السوري وحزب الله، ولا فائدة تذكر من مهاجمة الحركة بهذه الطرق الملتوية في الوقت الذي تعاد فيه صياغة معادلة جديدة لمواجهة الاحتلال وعربدته.

ولمن يريد ترتيب الأوراق مع حركة حماس واستنفار طاقتها لإعادة تمتين محور مقاومة (إسرائيل) فهناك بوابة واحدة متمثلة بالمكتب السياسي؛ وعلى رأسه الأخ أبو الوليد خالد مشعل، والذي أثبت من خلال قيادته للحركة على مدار السنوات الماضية مدى ثبات بوصلته ونقاء مسيرته وتجنبه كل انحراف وزيغ يبعده عن مواجهة الاحتلال (الإسرائيلي)، وأي محاولة للمشاكسة الاعلامية واللعب على متناقاضات وهمية لن تجدي نفعا، لهذا أنصح العقلية المحركة للإعلام التنبه لخطورة المرحلة ودقتها وحاجتنا الشديدة لاستخلاص العبر والعظات في هذا الوقت بالذات.

خروج حماس من سوريا لم يكن اختياريا ولا إراديا بل اضطراريا لتعقيد الأحداث وتشابكها، وكان هذا أخف الاضرار على القضية ومقاومة الاحتلال، ولم يكن هينا على حركة حماس اتخاذ هذا الموقف خصوصا أنها فعلت كل ما تستطيع لكي لا تسيء لأحد أو تعادي جهة ولا تصطف في جبهة من هذا الطرف أو ذاك، والجميع يدرك بياض يد الحركة في أحداث سوريا رغم تورط الجميع بدوامة دموية غير منتهية، ولقد أحسن السيد خالد مشعل التعامل مع الملف، واستند في قراراته كما أعلم لقاعدة شورية ونخبوية بالإضافة لتأييد جامع من مفاصل الحركة المختلفة.

اليوم نحن أمام فرصة كبيرة لترتيب أوراق الصراع مع الاحتلال وتجميع الجهود ومحاولة العودة خطوة للوراء، وعلى الإعلام ان يلعب دورا بناء ودافعا ورافعا للمقاومة ورموزها دون نكاية، فلن يردع العربدة (الإسرائيلية) إلا إعادة صياغة معادلة جديدة فيها تتناسق الجهود وتتوحد البنادق.

البث المباشر