أكد مدير مكافحة المخدرات العقيد سامح السلطان، أن الضبطيات التي تمارسها عناصر المكافحة في قطاع غزة مستمرة وتتركز في المنطقة الحدودية، مبينا أن المهربين باتوا على ضوء إغلاق الانفاق الواقعة على الحدود المصرية يبحثون عن منافذ اخرى لتهريب المخدرات الى غزة.
وأوضح السلطان في حديثهلـ أن الظروف القاهرة التي يعيشها عناصر جهازه لم تحل دون القيام بعملهم على أكمل وجه، مبينا أن هناك ملاحقة مستمرة وسيطرة شبه كاملة على الميدان فيما يخص المتعاطين والمروجين.
وقال "لدينا اصرار على مواصلة العمل وهناك ضبطيات مستمرة خصوصا في المنطقة الحدودية، تصل في بعض الاحيان لمصادر اكثر من 300 كرتونة عقار ترمادول"، مؤكدا أن الضبطيات متعددة في كل فروع محافظات القطاع، وأكثرها يتركز في المحافظة الوسطى ثم مدينة رفح، تليها مدينة غزة، واخيرا شمال القطاع.
ولفت إلى أن الكم الأكبر من الضبطيات هي حبوب الترمادول يليها الحشيش، أما بالنسبة إلى البانجو فهو "شبه تلاشى"، قائلا "لا نعلم تفسيرا للأمر غير أن القائمين على زراعة هذا النوع من المخدرات في سيناء ربما تراجعوا عن زراعته في ظل الاوضاع الامنية المضطربة هناك".
وبين السلطان، تركيز إدارته على جمع المعلومات المتعلقة بالمتعاطين والمروجين من خلال المندوبين والمرشدين، مؤكدا أن تحديد الاهداف بات أقصر طريقة في الوصول للمجرمين بدلا من نصب الكمائن.
وأكد أن عناصرهم باتوا يمتلكون أساليب متعددة في الكشف عن المجرمين حيث أنهم ينتظرون ساعة تنفيذ التعاطي أو الترويج ويقوموا بالانقضاض على المجرمين دون ان يستغرقوا الكثير من الوقت، موثقا تسجيل 2381 قضية خلال العام المنصرم 2014.
وذكر أن اغلاق الانفاق بين غزة ومصر ساهم في تراجع نسبة التهريب، غير أنه أشار إلى أن المهربين باتوا يبحثون عن سبل اخرى كالبحر والسلك الشائك (الحدود مع اسرائيل) اضافة الى بعض الانفاق السرية التي تخص المهربين.
واعتبر مسؤول مكافحة المخدرات أن استمرار تهريب عقار الترمادول، يعد ممنهجا وتساعد فيه جهات وصفها بـ"المعادية" وقال إنها تمتلك من الوسائل ما تسهل به عملية ادخاله الى القطاع ومناطق اخرى من الدول المحيطة.
في الوقت نفسه أفاد السلطان أنه اصحب هناك وعيا مجتمعيا بخطورة هذا العقار، واضراره على الصحة، "لهذا انحصر التعاطي في فئة معينة من المجتمع هم المراهقين" كما قال.
وعما يروج من حوادث سقوط لمدمني هذا العقار بشكل متكرر خلال الفترة الاخيرة في قطاع غزة بسبب شحه، أوضح أن ضبط الكميات الكبيرة المهربة خصوصا خلال فترة الاحداث الدائرة في سيناء، أدى الى شح العقار داخل القطاع الأمر الذي تسبب بحدوث نوبات اغماء وتشنج لمتعاطيه ولكن الأمر جرى تضخيمه عبر وسائل الاعلام".
وعبر عن سعادته لحجم الادراك المجتمعي لخطورة هذا النوع من العقاقير التي قال إن تركيبتها الكيمائية تختلف عن العقار الطبي المعروف باسم (ترمادول)، مشيرا إلى أن العقاقير المهربة بتين بعد فحصها احتواءها على مواد خطيرة ومهلوسة.
وبالانتقال للحديث عن الأنواع الأخرى من المخدرات التي يجري ملاحقتها، بين السلطان أن فئة الحشيش تلي تعاطي الترمادول، لكنه يعد اقل بكثير من متعاطي العقار الاخير، مرجعا ذلك الى سهولة تعاطي الحبوب عن غيرها من الانواع المخدرة الاخرى.
وقال "ربما يكون الترمادول ايسر في الاستخدام من الحشيش أو البانجو الذي تعد فئة متعاطيه محدودة جدا ولا تتسع افقيا، على ضوء ما تطلبه من طقوس خاصة على عكس الترمادول الذي يمكن تناوله في أي مكان دون ان يلفت انتباه احد".
وأكد اخضاعهم المقاهي العامة في غزة تحت المراقبة في ظل امكانية استخدمها في الترويج، منوها إلى أن ملاكها (أي ملاك المقاهي) تعهدوا بعدم السماح للزبائن للقيام بمثل تلك الاشياء.
وذكر أن القانون اسهم في الحد من جريمة تعاطي المخدرات في قطاع غزة خصوصا بعد اقراراه تعاطي الترامادول كجناية وليس جنحة، موضحا أن الترمادول الذي يجري مصادرته يتم افرازه في اماكن خاصة ويتلف سنويا في السادس والعشرين من يونيو (اليوم العالمي لمكافحة المخدرات).