على أبواب انتخابات مجالس الطلبة في جامعات الضفة الغربية المحتلة، وكعادتها تكثّف الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية حملاتها المسماة بالأمنية ضد كثير من فئات الشعب لاسيما الطلبة، وعلى الرغم من أن هذه الحملات لا تتوقف على مدار العام، خصوصا أن منها الخفي والظاهر، وكله يصب في إطار منع أي نشاط يمكن أن يدفع بتطور وتقدم المشروع الإسلامي؛ الأمر الذي يخدم الأهداف الخارجية غير المتوافقة على العروبة والإسلام.
المثال الأكبر ما يحصل من اعتداءات وانتهاكات صارخة بحق طلبة الجامعات، خصوصا الكتلة الإسلامية والإطار النقابي لحركة حماس.
رعب معشعش
الانتخابات الاخيرة التي جرت العام الماضي كانت تعبر عن تقدم كبير للكتلة الإسلامية في مختلف الجامعات مقارنة بالأعوام السابقة، وكان الفارق ضئيلا جدا بين الاصوات التي حصدتها الكتلة والشبيبة التابعة لحركة فتح، ومثال تلك النتائج، الارقام التي رشحت عنها انتخابات جامعة الخليل الأخيرة لدورة مجلس اتحاد الطلبة لعام 2014 و2015، وكانت تحدثت عن فارق 135 صوت بين الكتلة والشبيبة لصالح الاخيرة وهو فارق ضئيل جدا، لاسيما اذا قارنا بالعام الذي قبله، وكان الفارق ستة مقاعد حيث يمكن القول ان الامر اثار حفيظة ورعب الساعين لوقف أي تقدم لفكرة المشروع الإسلامي، حتى كان على نطاق الجامعات.
حملات شرسة
أربعون حالة اعتقال وما يزيد عنها كانت حصيلة الاشهر الاخيرة الممتدة من 1/9/2014 الى 7/2/2015 على طلبة جامعة الخليل، وشنت الاجهزة الأمنية هذه الحملة على الكتلة الاسلامية لاسيما مع تصاعد وتيرة نشاطاتها لخدمة الطلبة وتقدمها في الوصول الى الطالب عن غيرها من الاطر الطلابية.
أحد قيادي الكتلة الاسلامية قال في تصريح خاص لـ : "لا يخفى على كل عاقل حجم الهجمة التي تتعرض لها كوادرنا في اطار نشاطها الطلابي داخل حدود الجامعات، حيث يضيق عليهم الخناق من جميع الجوانب، فالاعتقال الذي تنفذه الاجهزة الامنية توقيته محكم في فترة الامتحانات، ومن اساليبهم في عرقلة الكتلة هي اساليب التحقيق الممنهج الذي يتبعونه في اقبيتهم كما انهم يسعون لعرقلة تخرج الطالب لأكثر من سنتين او ثلاثة في بعض الحالات وهناك ايضا التقييد المباشر لنشاطات الكتلة من خلال منع أي نشاط او اجراء من قبل مجلس الطلبة بتفويض من حركة الشبيبة الطلابية".
ومن الجدير ذكره ان هذا الفصل يشهد انتخابات جامعية في مختلف الجامعات لاختيار ممثليهم في مجالس الطلبة ومنها جامعة الخليل، ومن المقرر ان تجري الانتخابات في شهر ابريل نيسان المقبل وقد دأبت الاجهزة الامنية التحضير لهذه الانتخابات بطريقتها.
وأكد القيادي في الكتلة الاسلامية ان لاقتراب موعد الانتخابات دور كبير بكل تأكيد، فالأجهزة الأمنية كما قال تسعى لإفشال نجاح الكتلة، خاصة قبل بدء الانتخابات؛ لإفراغ الفكرة من محتواها، فتجد ان اغلب كوادر الكتلة داخل المعتقلات.
وفي حديثه عن دور الجامعة في وقف ما يتعرض له طلبتها قال القيادي: "إن التستر على دور الجامعة هو أفضل من ذكره حفظا لمبدأ النزاهة ووقفة الحق التي تخجل الجامعة ان تقفها والتي تقف صامتة امام انتهاك حق إطار طلابي".
وأشار إلى أن الجامعة تشارك كثيرا في منع نشاطات الكتلة بحجج واهية لا تنم الا عن حجم المؤامرة التي تحاك ضد الكتلة الإسلامية، مؤكدا ان الاجهزة الامنية تتصل على عمادة شؤون الطلبة من اجل منع نشاطات الكتلة، كما ان الجامعة تنتهج سياسة (امشي الحيط الحيط) وتعتبر ما يحدث صراعا سياسيا لا دخل لها فيه.
وطالبها أن تتخذ موقفا أكثر صرامة ووضوحا في حماية ابنائها الطلبة على مختلف انتماءاتهم وانتزاع حقوقهم من ايدي "ذوي الاجندات الخارجية".