تشهد ألمانيا جدلا بشأن التطعيم ضد الحصبة بعد وفاة طفل غير حاصل على التطعيم بالفيروس. ويحتاج الطفل لحمايته من الفيروس إلى وعي من الآباء بطبيعة الفيروس لا سيما وأنه ينتشر بسرعة داخل دور الحضانة وأماكن تجمع الأطفال.
وأكد أطباء ألمان أن التطعيم هو أكثر الوسائل فاعلية للحماية من الحصبة إذ يقلل التطعيم الأول -في المرحلة العمرية من 11 إلى 14 شهرا- من مخاطر الإصابة بالمرض بنسبة 91%، أما التطعيم الثاني -من 15 إلى 23 شهرا- فيقلل من مخاطر الإصابة بنسبة تبلغ 99%.
ويأتي هذا في الوقت الذي يزداد فيه النقاش في ألمانيا بشأن التطعيم من الحصبة وبشأن جعل التطعيم إجباريا، وذلك عقب وفاة طفل عمره 18 شهرا بسبب الحصبة لأنه لم يحصل على تطعيم ضدها. ويرفض بعض الآباء تطعيم أطفالهم خوفا من مزاعم حول آثار جانبية للتطعيم.
وينتقل فيروس الحصبة عادة عبر استنشاق الرذاذ الذي يخرج من المريض عند السعال أو الكلام. وتظهر أعراض الحصبة على مرحلتين إذ تبدأ بالحمى والسعال والأعراض الشبيهة بالإنفلونزا. أما البقع المعروفة في الجلد فلا تظهر إلا بعد مرور ثلاثة إلى سبعة أيام من ظهور الأعراض الأولى. وتبدأ البقع في الظهور في الوجه وخلف الأذنين أولا. ولا يصاب الإنسان بالحصبة إلا مرة واحدة في العمر.
"الحصبة قد تؤدي إلى حدوث خلل في المخ يؤدي إلى الإعاقة وأحيانا الوفاة"
وتتمثل خطورة الحصبة في أنها تضعف جهاز المناعة لمدة ستة أسابيع تقريبا بعد الإصابة بالفيروس مما يزيد من خطورة الإصابة بالأمراض المختلفة ومن بينها الالتهاب الرئوي، ويمكن أن يتطور الأمر ليحدث خلل في المخ يؤدي إلى الإعاقة وأحيانا الوفاة.
ولا يوجد علاج للحصبة وينصح الأطباء بالالتزام بالراحة ومنع الاتصال بين الطفل المريض وغيره من الأطفال خصوصا غير الحاصلين على تطعيم الحصبة.
أما بالنسبة للأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ضد الحصبة وحدث بينهم اتصال مع أطفال مرضى بالحصبة، فيجب إعطاؤهم جرعة تطعيم خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد احتكاكهم بالأطفال المرضى، وذلك وفقا للنصائح التي نشرتها صحيفة "آبندبلات" الألمانية.
دويتشه فيلله