مقال: نتنياهو يعود فهل يعود بعضنا لوطنيته؟

الكاتب : مصطفى الصواف
الكاتب : مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

قلنا منذ أن أعلن عن تقديم الانتخابات الصهيونية وفي يوم التصويت حول أن التغيير وإن حدث لن يأتي بجديد على صعيد القضية الفلسطينية لأن كل الأحزاب الصهيونية ذات توجه يميني وإن كانت يسارية فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني ولا فرق بينهما ومن تتبع الدعاية الانتخابية أدرك ذلك والفرق هو في التكتيك أما الإستراتيجية فهي واحدة ومن كان يأمل في التغيير لصالح اليساري وأنه سيكون لصالح الفلسطينيين يثبت للمرة ألف أنه لا يفقه سياسة ولا يعرف حقيقة يهود.

ها هو نتنياهو يفوز للمرة الثالثة على التوالي في انتخابات الكنيست الصهيونية والرابعة في حياته السياسية ماذا تغير في المرات السابقة وماذا سيتغير في المرة الحالية ومن سبقه من قادة الأحزاب الأخرى جميعهم ينطلق من قاعدة عريضة وإستراتيجية موحدة ولكن الاختلاف في تكتيكات تنفيذ هذه الإستراتيجية ولكن في النهاية جميعهم يرى أن القدس العاصمة الأبدية والموحدة للكيان الصهيوني وأن لا دولة مستقلة كاملة السيادة للفلسطينيين واستمرار الاستيطان، هذا هو الذي عليه قادة كل الأحزاب الصهيونية هم متفقون في السياسة العامة والأهداف المراد تحقيقها.

المشكلة تكمن في الفلسطينيين الذين علق بعضهم آمالا على إحداث تغيير داخل الرأي العام الصهيوني وأن هناك سيكون تغيير في السياسة العامة لو فازت الأحزاب اليسارية ظانا أن هناك منهم من يريد سلاما أو يريد الاعتراف بدولة فلسطينية والصهاينة وحسب كل الاستطلاعات كانوا ضد إقامة دولة فلسطينية وإلا لماذا فشلت كل المفاوضات التي جرت على مدى أكثر من عشرين عاما دون قيام الدولة الفلسطينية حتى وفق رؤية اتفاق أوسلو.

نحن فلسطينيين علينا أولا أن نحدث التغيير وأن نصل إلى قناعة أن اليهود لن يمنحونا دولة وان دولتنا تقام رغم أنف يهود وهذا لن يتحقق طالما أن فريقا فلسطينيين يرى إمكانية أن يمنح يهود للفلسطينيين دولة تكون عاصمتها القدس شرقية أو غير شرقية، وعليه علينا أن نحدد ما نريد.

اليوم نحن أحوج ما نكون إلى الالتقاء لمعرفة ماذا نريد بعد بانت السياسة الصهيونية باستراتيجياتها وتكتيكاتها وما زلنا نعقد أمالا بسلام يمكننا من العيش معا، اليوم وبهذه النتائج وهذا التوجه اليميني تصدق مقولة أن فلسطين غير قابلة للقسمة وأن فلسطين وحدة واحدة، فهل لايزال فريقا منا يؤمن بحل الدولتين وبإمكانية تقسيم فلسطين لإقامة دولة لليهود وأخرى للفلسطينيين في ظل هذه المواقف الواضحة والجلية المعلنة.

نحن بحاجة إلى أن نوحد أهدافنا ونبني استراتيجياتنا القائمة على أن فلسطين لا تقبل القسمة وهي خالصة للفلسطينيين وأن هذا الاغتصاب هو اغتصاب طارئ ويجب أن يزول والخطوة الأولى هي في بناء وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء حالة التشرذم وتوديع الأحلام وإبعاد السفهاء الذين يمكن أن يبقوا على سفاهتهم ولم يغيروا.

الوحدة اليوم ضرورة لتحقيق الدولة، نحن لسنا على عجل في إقامة دولة على أرباع أو أنصاف الأرض حتى نستعجل، نحن نريد دولة على كامل التراب الفلسطيني ومن لا يرغب في العمل على تحقيق هذا الهدف عليه أن يتنحى جانبا لن نستعجل ونقدم تنازلات ولكن علينا التضحية والفداء ودفع الثمن فالدول لا توهب ولا تعطى على طاولات المفاوضات بل من خلال دفع الثمن الذي يؤهلنا لإقامة دولة فلسطين على كامل تراب فلسطين.

الأحزاب الصهيونية هي كالحرباء التي تغير لون جدلها وفق الطبيعة التي تكون فيها وهذا التغيير لا ينفي عن الحرباء جنسها ومسماها، اليهود كذلك صهاينة إرهابيون.

البث المباشر