قائد الطوفان قائد الطوفان

رغم حالة الاصطفاف الإقليمي.. حماس ليست في جيب أحد

مؤيدون لحركة حماس في غزة (الأرشيف)
مؤيدون لحركة حماس في غزة (الأرشيف)

غزة- فادي الحسني

لاتزال حركة حماس تمتلك من المرونة ما يؤهلها إلى التعاطي مع جميع الأطراف في المنطقة، بما يضمن تحسن ظروف قطاع غزة الذي يعاني من حصار بالغ سياسيا واقتصاديا، على عكس ما يشيع خصومها بأنها تلتف بعباءة الأحلاف.

المرونة التي تحدث عنها جملة من المراقبين والمتابعين، هي مؤشر واضح على أن حماس لم تكن يوما ملتفة بعباءة أحد، أو بمعنى آخر لا تصطف في محور على حساب آخر داعما للقضية الفلسطينية.

وهذا ما يفسر بطء تفاعل حماس مع المتغيرات السياسية الحاصلة في المنطقة، وبخاصة أنها تولي اهتماما بالغا لدراسة الحالة قبل إبداء المواقف اتجاه أي من الأطراف، بما لا يؤثر على القضية عموما، وعليها كحركة بشكل خاص.

وللدلالة على ذلك، قال بالأمس نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، اسماعيل هنية، في ذكرى استشهاد مؤسس حماس الشيخ احمد ياسين، "إن حماس لا تتدخل في شؤون العرب، رغم أنها مع الانفتاح على الجميع".

سبق الرجل، في هذه التصريحات الدكتور محمود الزهار القيادي في "حماس" الذي ذهب بعيدا في قول سابق، بالتأكيد أن حركة حماس ليست ورقة في جيب أحد من الأطراف الإقليمية.

وتأتي جملة التصريحات لتعطي تصورا واضحاً في ظل حالة الاصطفاف الإقليمي والدولي الحاصل على أثر المتغيرات السياسية، بأن حماس ليست مضطرة للقبول بالاشتراطات تحت وطأة الحصار السياسي والمالي، على عكس ما تفعل السلطة بمقابل الحصول على المال السياسي الذي يضمن عدم انهيارها.

وتستند حماس في مواقفها وفق الكثير من المراقبين، إلى الدور الذي تلعبه مقاومتها في وجه الاحتلال الاسرائيلي، بما يجعل إقامة علاقة معها جزءًا من اهتمام المحيط الإقليمي صاحب النفوذ كتركيا وقطر وحتى السعودية وايران.

وعلى ضوء ما يرشح من معلومات عن تطور الموقف السعودي تجاه التعاطي مع حماس مؤخرا، فإن الحركة ماتزال ترحب في أي انفتاح معها، دون أن تعطي تصورا واضحا لشكل هذه العلاقة، رغم أن الحديث يدور عن تشكل محورين في المنطقة (سني- شيعي)، لكن تحفظها يبدو واضحا أنه جزء من اهتمامها بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الداعمة للقضية الفلسطينية.

ويشير غازي حمد وهو قيادي في الحركة، إلى أن حماس لم تخضع في يوم من الأيام لقرار سياسي لدولة عربية أو إسلامية، "وهي لا تتبع أحلافًا، وليست في جيب أحد"، مؤكدا حرصهم على حشد الدعم بجميع أشكاله لصالح القضية الفلسطينية.

ويرى البعض أن محاولة حماس إمساك العصا من المنتصف تعبير عن الحنكة السياسية،  فيما يراها آخرون ومنهم استاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة، إنها  خطى غير ثابتة، على ضوء ما وصفه بوجود تيارين داخل الحركة أحدهما يدفع باتجاه محور الاعتدال، والأخر نحو محور التشدد في المنطقة (السعودية- ايران).

ويحاول أبو سعدة تفسير التحسن الطارئ على العلاقة بين حماس والسعودية، بأنه عائد إلى محاولة الأخيرة مواجهة المد الشيعي في الشرق الأوسط، وهذا ما جعل المملكة تغير من نظرتها العدائية لجماعة الإخوان المسلمين بما فيهم "حماس".

وإن بدا الموقف كذلك من وجهة نظر المراقبين، فإن هذا الأمر ليس كافيا لأن يدفع حماس بالتخلي عن إيران، كداعم أول للمقاومة الفلسطينية، وهذا ما سيجعلها وفق إفادة عدد من قادة الحركة، تسعى للإبقاء على علاقة طيبة مع جميع الأطراف.

البث المباشر