قائد الطوفان قائد الطوفان

الرسالة تحاور مستشار هنيّة الخاص

الدعاليس: الحكومة بغزة ليست في جيب أحد

الرسالة نت- محمد بلّور

حانت الفرصة التي أجري فيها حواراً صريحاً معه بعد أن سمح لنفسه حديثاً الظهور على وسائل الإعلام.

رغم هدوئه المعتاد أعلم منذ وقت طويل سعة اطلاعه ودقة معرفته بما يجري في غزة. القيادي في حركة حماس ومستشار هنيّة الخاص عصام الدعاليس يتحدث عن مفاصل المشهد السياسي في غزة وتطوراته الأخيرة.

أكد المستشار الخاص لرئيس الوزراء الفلسطيني بغزة عصام الدعاليس أن غزة تعيش في ربع الساعة الأخير قبل كسر الحصار كلياً. وأوضح أن زيارة أمير قطر الأخيرة لغزة سيتلوها زيارات لشخصيات رفيعة المستوى وأنها ثمرة لجولة هنية الأخيرة وثورات الربيع العربي. وشدد على استقلالية القرار في غزة بعيداً عن العمل في أي مربع سياسي مضيفاً :"لسنا في جيب أو مربع أحد!".

الحوار:

*بدايةً ما هو سرّ انطلاق زيارات شخصيات رفيعة المستوى لغزة مثل أمير قطر مؤخراً؟

أولا: بدأنا في جني ثمار الربيع العربي وهذا التحوّل جاء نتيجة الثورات العربية التي أحدثت تغييراً في نظرة الزعماء نحو غزة. وثانياً: بدأنا نجني ثمار زيارة هنية لمجموعة من الدول العربية والإسلامية الأخيرة وقد تكررت تلك الزيارات وأعتقد أنها ستستمر مستقبلاً.

 

* في ظل الانفتاح الجديد وبعد زيارة أمير قطر لغزة، هل ممكن أن نرى قريباً شخصيات رفيعة عربية ودولية تزور غزة؟

نحن نأمل أن تأتي وفود عربية وإسلامية وقيادات من جميع العالم فغزة بلد الجميع ونحن بالحكومة نرحب بكل زائر بكل مستوى وعلى استعداد لتوفير كل ما يلزم وفق الأصول.

 

*وهل أصبحتم تعملون بخط منفرد بعيداً عن رئيس السلطة بشكل كامل؟

في غزة حكومة منتخبة وهي حكومة شرعية ومن يزور غزة يزورها في إطار كسر الحصار السياسي الذي فرضه الاحتلال ومن قبل ساهم فيه عباس كذلك تأتي هذه الزيارات في سياق كسر الحصار الاقتصادي والاجتماعي عن غزة.

 

*ألا ترى أن ذلك يعمّق من الانقسام؟

الحديث عن زيارات تلك الوفود لغزة تعمّق الانقسام مصطلح و مفهوم خاطئ ! ما يعمق الانقسام أن يذهب عباس منفردا لإجراء انتخابات في الضفة دون غزة وان يتهرب من استحقاق المصالحة وتنفيذ بنود اتفاق المصالحة في الدوحة والقاهرة والحكومة وحماس أكدت أنها على استعداد لتنفيذ كامل الاتفاق لكن عباس هو من يتهرب ويتنصل كل مرة من استحقاق المصالحة في تشكيل حكومة والإفراج عن المعتقلين وإطلاق الحريات كل ما تم الاتفاق عليه مسبقاً

هذه الوفود التي تزور غزة لا تعزز الانقسام بل ترفع الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على غزة.

 

*تقصد أن الحديث عن المصالحة بات مجمداً الآن؟

حماس قدمت كل ما يلزم للمصالحة ووافقت على كل من توسط سواء قيادة مصر أمير قطر لكن في كل مرة توقع حماس تتراجع قيادة رام الله وعباس لأجندات لديهم مرة يعولوا أن اوباما سيمنحهم شيء ومرة يعوّلوا على عودة المفاوضات ومرة على التوجه للأمم المتحدة وفي كل مرة لهم أجندتهم الخاصة المتعارضة مع المصالحة بالتالي تعطلها.

 

*بخصوص مشاريع قطر هل بدأت الحكومة باستلام المال وطرح المشاريع للعطاءات؟

في الواقع الحكومة لن تستلم المال ولن تدخل خزينة الحكومة فهناك مكتب لقطر ممثلاً بالسفير هنا حيث أقام مكتب وقد اجتمع المكتب مع رجال الأعمال والمقاولين والغرفة التجارية ونقابة المهندسين بغزة وهم من يشرف وجلس مع المقاولين ورسوا العطاءات على الشركات التجارية وشركات التنفيذ.

دورنا توفير دعم لوجستي وخدمات وتسهيلات لتنفيذ تلك المشاريع المقرّة.

الحكومة من أعد هذه المشاريع ورأى ضرورة أننا مثلاً بحاجة لمشفى الأطراف الصناعية ونقص في المدارس والمستشفيات وغيرها حيث حددنا الأولويات وقدمناها لقطر وتبرعت قطر بتوفير الدعم.

 

*هنية امتدح في أحدث تصريحاته موقف مصر. ما هي أوجه الدعم المصري لكم في ظل تواصل أزمات الحصار؟

مدح مصر يأتي في سياق طبيعي ولولا تغيرات مصر وما قدمته من تسهيلات لما استطاع أمير قطر دخول غزة.

الشكر موصول لمصر التي سهلّت وصول أمير قطر ولا زالت تسهل وصول الوفود لغزة.

في اتصالات متكررة من الرئيس مرسي لرئيس الحكومة أبو العبد هنية أكد أن مصر على أتم الجاهزية لتسهيل كل ما يلزم لإعمار غزة وإدخال معدات ثقيلة مثل الشاحنات والآلات ومواد خام من اسمنت وحديد وغيرها وهذا موقف مقدر لمصر.

 

*طالما أنت تتحدث عن تسهيلات مصرية لماذا غاب الحديث عن المنطقة الحرّة؟

في الواقع تم تأجيل الحديث عن المنطقة الحرة لأنه بحاجة لمزيد من الدراسات لإنضاج هذا الموضوع بناء على طلب القيادة المصرية أما قطر فأبدت استعدادها لإنشاء هذه المنطقة لكن القيادة المصرية طلبت مزيداً من الوقت من أجل إنضاج هذه الفكرة وتحديد المكان والإجراءات المناسبة ونحن على أمل في قيادة مصر الجديدة أن تنجز ذلك في أقرب وقت.

 

*هناك تصعيد (إسرائيلي) مستمر بغزة ما رؤيتكم من خلال موقعكم لذلك وهل ذلك ثمن لانتخابات (إسرائيلية) قادمة؟

الكيان الصهيوني لم يوقف عدوانه مطلقا عن غزة وما تعانيه من احتلال مستمر. الحصار البري والجوي والبحري مستمر و(إسرائيل) غير معنية أن تستقر غزة وهي تحاول أن تقتل دائماً وتجتاح وتدمر في غزة.

التصعيد يأتي في سياق وديدن الجريمة المستمرة وكذلك الاستحقاق الانتخابي حيث اقتربت الانتخابات وتحاول (إسرائيل) دائما تكون الدماء الفلسطينية أحد وسائل دعاية الانتخابات لكن غزة جاهزة وموحدة بمقاومتها لصد أي عدوان.

 

*بالعودة لدور قطر هناك من يقول أن دخول دولة كقطر على الخط السياسي هو محاولة لاحتواء حماس وتغيير مسارها السياسي؟

هذه اسطوانة سمعناها كثيراً وحماس ليست في جيب أحد ولا تبيع أي موقف مقابل المال.

قيل أننا بعنا الموقف لإيران سابقا والكل يعلم موقف حماس ولا يمكن أن نتنازل عن أي موقف مقابل مال وهذا كلام غير دقيق وادعاءات تطلقها سلطة رام الله.

 

*يعني أنتم لستم في مربع أحد؟!

لسنا في جيب احد ولسنا في مربع أحد. الحكومة وحماس صاحبتا قضية وتريدان من الجميع أن يتعامل معها.

 

*هل هناك أي تغييرات في الحكومة بغزة تطال هنية نفسه وشخصيات أخرى؟

الكل يعلم أن حماس شهدت انتخابات مؤخرا وأفرزت قيادة جديدة وفي كل مرة تجري انتخابات يزداد الحديث عن تغييرات هنا وهناك. الأمور في سياقها الطبيعي والكل يمارس مهمته والحال على ما هو عليه.

 

*دعنا قليلاً نتحدث عن مهمتك الشخصية. أنت اتخذت مسمى جديد وهو مستشار هنية الخاص فماذا تعني هذه المهمة؟

مصطلح المستشار معروف ولكن جرت العادة أن يكون لرئيس الوزراء مستشار اقتصادي وآخر للشئون السياسية لكن المستشار الخاص هو مستشار يستشيره رئيس الوزراء في أي شيء يريده بعيداً عن أي شيء محدد وإطارات ضيقة كشئون مختلفة ويستشيره في كل شيء.

 

*أنت في مكانة مقربة وخاصة تجمعك مع رئيس الوزراء هنية فهل بينكما صداقة قديمة أم دورك مهني بحت؟

موقعي مهني وحكومي وظيفي وأعمل بشكل منحصر في هذا السياق.

 

*لماذا كنت يا سيادة المستشار ترفض دائماً الظهور على وسائل الإعلام؟

في الواقع كنت سابقاً في مواقع لا تسمح لي بالظهور وكنت أرفض بسبب دوري ومهمتي الوظيفية ليس الحديث للإعلام، لكنني الآن مكلف بمهمة رسمية حكومية لذا لا مانع لدي أن اظهر في وسائل الإعلام.

 

*ماذا تقول للناس عن حكومة غزة؟ ما هو وضعها وأين هي ذاهبة؟

على المواطن إدراك أننا في حصار نحاول كسره دائما ونحن نشكر المواطن على صموده وثباته ووقوفه خلف الحكومة. لن نألو جهدا أن نقدم كل جهد لتخفيف عبء ووطأة هذه الحياة.

 

*أخيراً ما هي قراءتك لمستقبل غزة؟

غزة صمدت ودفعت الثمن ونخن في ربع الساعة الأخير إن شاء الله من أجل كسر الحصار بشكل نهائي بسبب صمود غزة والدماء التي سالت ونحن نرى مستقبل أفضل في الفترة المقبلة.

البث المباشر