قائد الطوفان قائد الطوفان

بينها أفعى الأناكوندا والأصلة

الفلسطيني "العمواسي" يروض أقوى أنواع الأفاعي في العالم

2
2

الرسالة نت- هيثم حمادة

من غير المعتاد أن تجد شخصا يعشق تربية أضخم أنواع الأفاعي وأفتكها في العالم، فحينما تُشاهدها أو تسمع عنها يُخيل لك سُمّها الفتاك ولدغاتها القاتلة، أما ذلك الشخص فيتعامل معها كصديق حميم.

وحوّل الفلسطيني جمال العمواسي، هواية تربية الأفاعي إلى مهنة، لأن ذلك يحتاج إلى قوة ذكاء ومهارة عالية، حيث أصبح التعامل مع اكثر المخلوقات خطورة يدر عليه دخلا.

ويشير العمواسي وهو من سكان بيتونيا غربي رام الله، إلى عشقه لهذه المهنة الخطرة، علما أنه تحول بهذه الهواية إلى خبير في تربية الأفاعي والزواحف في فلسطين، حيث يستعين به الأطباء ورجال الدفاع المدني في التعرف على الأفاعي ولدغاتها التي يصاب بها المواطنون.

وبدأ اهتمام العمواسي - 37 عاما ً- باقتناء الأفاعي مذ كان صغيرا، حينما كان يتسلق الجبال لغاية صيد الطيور، فكان يعجب بالأفاعي التي كانت تختبئ بين الجبال فيلتقطها، ويقتنيها.

خبرة كبيرة

وأنهى الشاب دراسته الجامعية بتخصص الهندسة الميكانيكية، لكن عشقه للأفعى دفعه للعمل بهذا المجال، ومع مرور الأيام تعلق بهوايته أكثر حتى أصبح يُجري بعض التجارب والدراسات حول هذه الكائنات.

هذا التعامل كان كفيلاً بأن يكسب العمواسي خبرة كبيرة في معرفة أنواع الأفاعي ومدى خطورتها وآثار سُمها على الإنسان إلى أن توصل بخبرته للتعديل على بعض الكتب التي تتحدث عن الأفاعي واخراج الكثير من الأشخاص من المشافي بعد الاستعانه به.

الثلاثيني له مملكته الخاصة من الأفاعي فهي تحوي أكثر من 100 أفعى منها المحلي ومنها المستورد، وأبرز هذه الأنواع الأناكوندا والأصلة الشبكية وهما من أضخم وأطول الأفاعي في العالم اضافة إلى بعض الأنواع الأخرى.

وعن الأفاعي التي تعيش وتتكاثر في فلسطين قال العمواسي لـ"الرسالة": "هناك العديد من الأفاعي، لكن أذكر هنا أكثر الأنواع وأشدها خطورة وهي بالترتيب: أفعى فلسطين وتتواجد في كل المناطق الفلسطينية، وأفعى الحراشف المنشرية، وأفعى الأسود الخبيث، إضافة إلى كوبرا فلسطين فسُم هذه الأفاعي قاتل في حال لم يتم علاج المصاب أو نقله للمشفى فوراً".

وللتفريق بين الأفاعي السامة وغير السامة، قال "الأفاعي لا تُعرف إلا بعد امساكها أو مشاهدتها عن قرب ، لكن يمكن أن يُستدل عل الأفاعى السامة أحياناً كثيرة بشكل رأسها المثلث مع العلم أن هناك أفاع ذات رأس بيضاوي وهي شديدة السمية مثل (الأسود الخبيث) فهو ينتشر بكثرة في مناطق الضفة المحتلة، ولأن أبرز الأفاعي التي تنتشر في مناطقنا الفلسطينية هي أفعى فلسطين السامة يمكن أن تُعرف بالتموجات المرسومة على ظهرها وهي تشبه حرفW)) ورأسها المثلث" . 

وواجه العمواسي في بداية تربيته للأفاعي العديد من الصعوبات منها ما يتعلق بالأهل ورفضهم تربيتها لأنها هواية غير مألوفة، وأيضا صعوبات مالية حيث تحتاج الأفاعي للطعام الدائم فهناك أنواع تحتاج إلى 8 دجاجات في الوجبة الواحدة، لهذا اضطر الى تربية بعض الطيور لسد حاجتها من الطعام.

مخيف وطريف

وتعرض الرجل للعديد من المواقف المخيفة والصعبة خلال رحلته الممتدة منذ عام1993 مع هذه الكائنات، وأبرزها حينما أصابته أفعى فلسطين بيده -أشد الأفاعي خطورة- ولكن سرعان ما اكتشف من خلال خبرته أن اصابته كانت من أسنان الأفعى وليس أنيابها.

ورغم صعوبة التعامل مع الأفاعي وخطورتها إلا أن الطرافة فيما تعرض له العمواسي لم تكن غائبة، ففي أحد الأيام التي كان فيها منهمكا في صيد الأفاعي في المناطق الجبلية لاحظ احداها وهي تتسلق أشجار المنطقة لتنصب كمينا له.

وتحدث خبير الأفاعي عن اتصالات عديدة من سكان قطاع غزة، خصوصاً من المناطق الحدودية لاستشارته عن بعض الأفاعي التي يجدونها والتعرف عليها والطرق السليمة لامساكها والتعامل معها ومع الإصابة بها، واكتشف العمواسي من خلال الاتصالات انتشار أفعى فلسطين الخطرة في مناطق القطاع.

وينصح العمواسي المواطنين أثناء الذهاب للرحلات البرية تفقد المنطقة المُقام بها جيدا وعدم الجلوس بجانب أكوام الحجارة أو الأخشاب وأيضا تفقد الأشجار الكبيرة والتأكد من خلوها من أي أفاع أو زواحف لأن هناك بعض الأفاعي تنصب كمائن لفرائسها، ومن يربي الطيور والحيوانات يجب أن يحافظ على النظافة الدائمة للمكان لأن الأفاعي تنشط في مثل هذه البيئة.

 ولمن يتعرض للدغ من أفعى أوضح مروض الأفاعي "أنه على المصاب الحفاظ على الهدوء والسكينة وعدم الانفعال، لأنه يسبب سرعة سريان السُم بالدم، وبالتالي الخطر الشديد على الشخص، مضيفا "في حال كان مكان الاصابة في اليد لابد من رفعها الى منطقة الصدر وان كانت الاصابة في الرجل يفضل رفعها للأعلى واستخدام الماء المثلج مكان الاصابة وبعد اجراء الاسعافات الأولية يجب الاسراع في ايصال المصاب الى أقرب مستشفى".

البث المباشر