كشف موقع "الخليج أون لاين" نقلاً عما أسماه مصدرًا موثوقًا مقرب من حركة حماس، أن المخابرات المصرية طلبت خط اتصال مع رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك خلال اللقاء الذي جمع ضباطاً في المخابرات بالقيادي موسى أبو مرزوق، في القاهرة، قبل أيام.
وقال المصدر إن اللقاء الذي جمع أبو مرزوق والمخابرات المصرية كان بطلب من الأخيرة؛ من أجل فتح صفحة جديدة مع حماس، وبحث ترميم العلاقة بينها والقاهرة، والتي ساءت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، عقب حظرها ووصمها بالإرهاب، بعد مدة قصيرة من اعتبار ذراعها العسكرية كتائب القسام "منظمة إرهابية" أيضاً، وعلى ضوء تضييق الخناق عليها من خلال استمرار إغلاق معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، وهدم الأنفاق الأرضية الحدودية التي كانت تعتبر شريان الحياة بالنسبة لغزة، ثم إقامة المنطقة الحدودية العازلة.
وذكر أن المخابرات أكدت لأبو مرزوق أن القرارات القضائية الأخيرة الصادرة بحق حماس في المحاكم المصرية لا تساوي شيئاً، وأنها معنية اليوم بعلاقة جيدة معها، مشيراً إلى أن المخابرات شهدت لحماس خلال اللقاء بنظافة يديها من الأحداث الأمنية في سيناء، وحرصها على الأمن المصري القومي، عبر تأمين الحدود وضبطها.
وأورد أن المخابرات نقلت لأبو مرزوق أنها تعلم بوجود اتصالات بين مشعل وضباط أمنيين مصريين، إضافة إلى اتصالات له مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، وسألته عن تدشين خط اتصال مباشر مع خالد مشعل "أبو الوليد"؛ من أجل بحث ترتيب العلاقة.
ويقيم مشعل في العاصمة القطرية، الدوحة، منذ مغادرته العاصمة السورية دمشق مطلع عام 2012، بعد رفضه طلباً من نظام بشار السوري بإصدار بيان تأييد له.
وفسّر المصدر هذا المستجد في العلاقة بين حماس والقاهرة، بأنه ثمرة الضغط السياسي الذي تمارسه دول عربية في المنطقة على الأخيرة، استجابة للتحولات الإقليمية الحاصلة، ملمحاً إلى المملكة العربية السعودية، التي أوردت تقارير أنها تعمل على دمج حماس في المحور السني؛ لمواجهة تبعات التوسع الإيراني في المنطقة العربية.
وتتصف علاقة الرياض بالقاهرة، عقب إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، بأنها استراتيجية بامتياز، علماً أن السعودية تعهدت، ومعها الإمارات والكويت، بتقديم دعم اقتصادي لمصر وصلت قيمته إلى 12 بليون دولار أمريكي، وهو بالمقاييس الدولية دعم كبير، يجعل العلاقة بينهما تتسم بدرجة كبيرة من الود والتعاون.
وكشف المصدر ذاته لـ"الخليج أونلاين" أن أول ما سطّرته المخابرات المصرية في الصفحة الجديدة للعلاقة مع الحركة الإسلامية، سماحها لأبو مرزوق بمغادرة مصر، بعدما كانت تفرض عليه إقامة جبرية، وتمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي على أراضيها.
وغادر أبو مرزوق القاهرة في العشرين من مارس/آذار المنصرم متوجهاً إلى الدوحة؛ بغرض إجراء عملية جراحية.
وأبو مرزوق عضو بارز في المكتب السياسي لحماس، وكان قد شغل منصب نائب مشعل، وانتقل عقب انطلاق الثورة السورية عام 2011، للإقامة في القاهرة إثر إغلاق مكتب الحركة بدمشق، قبل أن يستقر في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي انتهى في 26 أغسطس/ آب الماضي.
وكان القيادي في حماس بغزة، إسماعيل الأشقر، كشف لـ"الخليج أونلاين" في وقت سابق، عن لقاءات قريبة ستجري في القاهرة بين قيادات من الحركة ومسؤولين مصريين؛ لبحث ملفات مهمة بين الجانبين.
وأكد أن الظروف الآن بين غزة والقاهرة إيجابية لعقد مثل هذه اللقاءات المهمة، خاصة بعد تدارك مصر الأمر، وتراجعها عن اعتبار حماس "منظمة إرهابية".
وقال إن دور مصر ريادي وكبير في احتضان القضية الفلسطينية والفصائل المقاومة، "ونرجو منها أن تبقى كذلك".
وتوترت علاقة حركة حماس مع مصر بشكل كبير عقب عزل الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، في الثالث من يوليو/ تموز 2013، واتهمتها وسائل إعلام مصرية مقربة من السلطات، بالضلوع في هجمات وتفجيرات إرهابية استهدفت سيناء، وهو ما تنفيه الحركة.
الخليج أون لاين