علّقت الوزارات بغزة، آمالًا كبيرًا على زيارة وفد حكومة التوافق الوطني برئاسة د. رامي الحمدالله إلى قطاع غزة الاسبوع الماضي، من خلال تحسن العلاقات وزيادة التواصل بينهما، لاسيما أنها حملت في طياتها أخبارًا مفرحة بشأن الأزمات المتراكمة في القطاع، والتي انعكست على الوزارات، وكان من المنتظر أن يحمل اجتماع الحكومة الثلاثاء قرارات هامة في هذا الشأن، الا أن الحكومة اكتفت بإعفاء الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء في غزة من الضرائب لمدة ثلاثة شهور بدلا من الغائه.
ولابد من الإشارة إلى أن الحمدالله أغدق بأموال استعراضية خلال الزيارة، في حين أن وزاراته في غزة مازالت جيبوها فارغة بسبب امتناع الحكومة عن إرسال الموازنات التشغيلية لها.
وبدا أن وزراء الحكومة غير معنيين بالتواصل مع وزارتهم في غزة، وهذا يؤكده قول وزير الصحة في الحكومة جواد عواد في حديثه لـ "الرسالة" :"إنني غير راضٍ عن طبيعة التواصل مع أركان الوزارة في غزة"، معربًا عن أمله أن تشهد الأيام المقبلة تقدمًا في العلاقات بين الوزارة في الضفة وغزة.
وكشف عواد أنه سيعقد اجتماعًا مع العاملين في وزارة الصحة بغزة، خلال الأيام القليلة المقبلة.
هذه الزيارة لم ترمّم طبيعة العلاقة الحالية "الفاترة" بين الوزراء وأركان وزاراتهم في غزة، والتي شهدت حالة قطيعة شبه تامة، في ضوء غياب الموازنات التشغيلية اللازمة لاستمرار عمل الوزارات في القطاع.
واقتصرت زيارة الحكومة على الحديث حول حل الأزمات السياسية، وتجاهلت الجانب الخدماتي، بيد أن هذا الموقف يؤكدّ أن عودة "المياه لمجاريها" في العلاقة بين الوزارات مرهونة بـ"الأوضاع السياسية".
وردّ وكيل وزارة الصحة في غزة د. يوسف أبو الريش على ذلك بأن الوزارة في الضفة لم تتواصل مع غزة، حتى اللحظة، ولم تتسلم أي صيغة اتفاق على البنود التي جرى الاتفاق عليها خلال الزيارة.
وقال أبو الريش لـ "الرسالة نت"، إنه لا يوجد أي تغيير في المواقف من وزارة الصحة في رام الله، تجاه غزة، بعد زيارة الحمدالله الأخيرة للقطاع.
وتعتبر وزارتا الصحة والتعليم من أهم الوزارات في القطاع ولا يمكن الاستغناء عنهما بأي حال.
بدورها، أكدت وزارة التربية والتعليم في غزة، أن الأمور ما زالت كماهي في السابق، ولم يطرأ أي تغيير في مواقف وزارة التعليم في رام الله حتى اللحظة.
ونوهت الوزارة في تصريح لـ "الرسالة نت" إلى أنها لا تريد الخوض في هذا الحديث في الفترة الحالية.
حالة القطيعة في العلاقة لم تقتصر على وزارتي الصحة والتعليم، بل طالت جميع وزارات غزة، وهذا ما أكدته خلال أحاديث منفصلة لـ "الرسالة"، حيث اشتكت من قلة التواصل بينهما، في حين أنها تحاول الاتصال بها والأخيرة لا تستجيب.
المحلل السياسي تيسير محيسن، أكد أن العلاقة بين الوزارات في الضفة وغزة، تحتاج إلى قرار سياسي جريء، لعودة الاتصال بينمها.
وقال محيسن لـ "الرسالة" إن عودة العلاقة أمر معلق بيد رئيس السلطة محمود عباس"، مشيرًا إلى أن الحكومة لا تستطيع إصدار قرار بدون موافقة الرئيس.
وبيّن أن هناك موقفًا سياسيًا مازال قائمًا بشأن العلاقة في الوزارات، والموظفين وسبل حل أزمتهم، وصرف رواتبهم، مشددًا على أنه لن يتغير مواقف الحكومة تجاه الوزارات بغزة.