مقال: بالصوت العالي .. قَصِيْر وَمَكِير

وسام عفيفه

قديما قالوا "كل قصير مكير" و قالوا أيضا "اتق شر من اقترب إلى الأرض"

سلام فياض من هؤلاء.. "فهلوي" يتنقل في الضفة من اكبر رغيف مسخن.. إلى اكبر ثوب فلسطيني ,ثم  أطول كوفية, وأكبر صينية حلويات نابلسية ,وبهذا يسجل نفسه في سجل غينس  "للأفلام السياسية"

 ماكينته الإعلامية تروج :"يفعل ذلك من اجل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في التشبث بالتراث الفلسطيني بكل مكوناته".

مكونات التراث حسب صاحب الطريق الثالث رغيف وحلويات وثوب ,لكن يمكن التخلي عن حق العودة للأرض والتراث.

الرجل يجيد اللعب على الحبال .. يفتح خطا ساخنا مع الإسرائيليين ,ويقبض على رقبة الفتحاويين, وحاصل على أعلى درجة "ايزو" من الأمريكيين, وحاضن أموال الأوربيين,وكله في النهاية على حساب"الشرعية, والوطن ,والقضية".

بعيدا عن أكل المسخن ,بالانتقال إلى أكل "الفلكات", التي يتناولها أبناء حماس في سجونه ,فقد أعلن فياض أكثر من مرة وبكل فخر, انه لا يعمل لدى الجنرال الامريكي كيث دايتون,وكشف عن الحقيقة: دايتون هو الذي يعمل لديه,ما يعني أن الصفعات واللكمات التي تطبع على وجوه حمساويي الضفة يوميا هي بالعربي.. من اليمين إلى اليسار وليس بالانجليزي من اليسار إلى اليمين.

على أية حال, الرجل قرر أن يدخل التاريخ من اكبر أبوابه, استبدل الشعار الفتحاوي البندقية وغصن الزيتون ,بالمسخن والكوفيه والكنافة,  وبدأ الطريق نحو الدولة الفلسطينية -الموعودة  خلال عامين- ,بالمرور عبر مؤتمر هرتسيليا,وعلى أجساد المعتقلين السياسيين.

بذكاء يمتطي الرجل فتح , يشدها نحو خوض المناكفات مع حماس,بعد أن حمل ذنوبه وخطاياه ومشاريعه على ظهر الحركة التي قادت الثورة الفلسطينية,ثم ابتعد عن السجال الفصائلي ,لأنه يرى في نفسه مشروع ما بعد فتح, ومستعد للعب مع أي فريق يحكم حتى لو كانت حماس.

الآن يمكن أن نفهم لماذا سمى فياض قائمته التي خاض بها الانتخابات التشريعية "الطريق الثالث" ... طريقه لا وطني ولا إسلامي, يشق نفسه فوق الطرق السابقة ويلغيها ,معبّد بأموال غربية, و"الزفتة" من "إسرائيل".

فياض يلعب على الوتر الشعبي ,مستغلا غياب أبو مازن عن المسرح الجماهيري ,حيث لم يفلح قائد فتح أن يملأ الفراغ الذي تركه الراحل ياسر عرفات برمزيته و"كاريزميته" .

 حاول الطيب عبد الرحيم أن "يدردحه" مع بداية توليه الرئاسة ,وعلى موسيقى أغنية فتحاوية شهيرة حاول أن "يرقصه" لكنه لم يفلح وظهر بشكل بارد بعد إعلان فوزه برئاسة السلطة. 

في المقابل فياض يظهر وهو يركب المحراث, يحرث الأرض في إحدى قرى الضفة..لكن ما لا يمكن أن تكشفه الكاميرا, بعد الحرث , هو أن فياض يزرع ليجني الفلسطيني الجديد ,آخر إصدار من النسخة المعدلة للجنرال دايتون.

قد يحتج مؤيدو الفياض, أن الرجل يعمل, وحقق الشفافية, ويقود الفلسطينيين نحو الازدهار الاقتصادي, يكفيه أن اسمه ارتبط بالرواتب, وأموال المانحين.

نرد على هؤلاء بالمثل الشعبي "يا واخد القرد على ماله بكره يروح المال ويفضل القرد على حاله".

 

البث المباشر