تشغيل معبر رفح .. علامة على عودة العلاقة بين غزة والقاهرة

معبر رفح البري
معبر رفح البري

الرسالة نت - فادي الحسني

شبه انفراجه يشهدها في معبر رفح البري المفتوح جزئيا للأسبوع الثاني على التوالي، وهي خطوة تمثل سابقة في زمن النظام المصري القائم برئاسة عبد الفتاح السيسي الذي قيل إنه يتجه نحو ترميم علاقاته مع جيرانه خلال الفترة الاخيرة.

ولا يمكن اعتبار فتح المعبر من جهة مصر بأنه حاجة انسانية، بقدر ما هو متعلق بحالة من التقارب السياسي بين حركة حماس في غزة وكذلك القاهرة، خصوصا بعد اللقاء الأخير الذي جمع نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق ووزير المخابرات المصرية قبل نحو عشرة أيام.

ووفقا لمصادر قيادية مطلعة، فإن هذا اللقاء هو الأول من نوعه الذي يجري بعد الاطاحة بحكومة الاخوان المسلمين في مصر وتدهور العلاقة سريعا بين النظام القائم وحركة حماس، خصوصا بعد حادثة مقتل 30 جنديا مصريا في اكتوبر الماضي بسيناء وما ترتب عليه توجيه اصابع الاتهام إلى قطاع غزة ومن ثم كان ذلك مبررا لإغلاق معبر رفح واقامة منطقة عازلة على الحدود بعد اغلاق الانفاق الارضية.

وفي الوقت الذي وجه فيه اغلاق الأنفاق ضربة قوية إلى اقتصاد غزة، فإن السلطات المصرية قدمت تسهيلات غير معهودة أمام نقل الاسمنت إلى قطاع غزة لصالح مشاريع إعادة الإعمار. وهذه بالمناسبة يرجعها المصدر القيادي إلى أن مصلحة اقتصادية دفعت لمصر نحو إعادة استئناف العمل في معبر رفح والسماح بإدخال شاحنات الاسمنت.

وتقول مصر إن فتح معبر رفح يهدف إلى الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في غزة، إلا أن موقف مصر من حماس بدأ يتغير، وقد بدأ ذلك واضحا من خلال وقف حالة التحريض التي كانت قائمة عبر وسائل الاعلام ضد غزة.

واعطت تصريحات القيادي في حماس محمود الزهار، التي قال فيها إن فتح المعبر هو بداية مرحلة جديدة مع القاهرة، دلالة واضحة على أن العلاقة آخذة في تحسن بين الطرفين، مبينا أن التسهيلات الجارية هي ثمرة اللقاء الذي جمع أبو مرزوق بالمخابرات المصرية.

ويتوقع المراقبون، أن ينعكس هذا الدفء في العلاقة إلى أن يعيد لمصر دورها في الملف الفلسطيني خصوصا فيما يتعلق بقضية المصالحة الوطنية، والتهدئة بين المقاومة واسرائيل.

ويرى الكاتب السياسي مصطفى الصواف أن ما يجري هو ثمرة الحنكة السياسية التي تتمتع بها حركة حماس، قائلا "حماس حركت الجميع تجاه غزة، حيث أنها تمتعت بالقدرة على اشغال أطراف متعددة، ويبدو ان هناك تغيرا في عملية ادارة الملفات وهناك لعب سياسي راقي يهدف الى تغيير الواقع"، مشيرا إلى احتمالات تحسن ظروف القطاع في الفترة المقبلة.

فيما علقت البروفسورة في معهد العلاقات الدولية الروسية إرينا زفياغيلسكايا على فتح المعبر قائلة:" يبدو أن القاهرة قررت عدم تسليم قطاع غزة لقطر أو للاتحاد الأوروبي، اللذين يبذلان المزيد من الجهود لإعمار القطاع.

وقالت زفياغيلسكايا "سيتوقف مستقبل العلاقات بين مصر وحماس على تطورات الأوضاع في سيناء وقطاع غزة نفسه".

البث المباشر