قائد الطوفان قائد الطوفان

بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ الطفل – بريطانيا

القطان ينظم مشروع تعزيز ثقافة الأسرة

غزة- الرسالة نت

واصل مركز القطان للطفل بالشراكة مع مؤسسة إنقاذ الطفل - بريطانيا تنفيذ فعاليات مشروع تعزيز ثقافة الأسرة في رياض الأطفال بقطاع غزة الذي باشره في شهر ديسمبر لعام 2009 والذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري, حيث تم العمل من خلال المشروع مع 24 روضة من مختلف المحافظات، وتحديداً في المناطق المهشمة من قطاع غزة.

وتم خلال المرحلة الأولى من المشروع تنظيم برنامج تدريبي للقائمين على رياض الأطفال حول مراحل نمو الطفل وكيفية التعامل معه, وتأثير القراءة على شخصية وتفكير الطفل والدور الهام الذي يلعبه المربيين والأهالي في تشجيع القراءة والتأثير على الأطفال", وبنهاية البرنامج التدريبي تم تكليف كل روضة بتأسيس نادي للأهالي حيث تمت مباشرة المرحلة الثانية من المشروع بعد تأسيس النوادي، وكان للأهالي في هذه المرحلة الدور الأبرز، حيث تقديم أنشطة خاصة للأهالي برزت من خلال مجموعة من الندوات التي تناولت مراحل نمو الطفل وكيفية التعامل معه, كذلك دور الأهالي في تحفيز أبنائهم على القراءة وكيفية تنفيذ الأنشطة القرائية مع أبنائهم، كما اشتملت هذه المرحلة على باقة من الأنشطة المشتركة التي شارك فيها الأبناء أهاليهم وقاموا بعمل مجموعة من الأعمال الفنية مثل الدمى و مسرح الدمى والمعلقات.

واشتملت الفعاليات على ساعات مطالعة داخل الرياض حيث تم تزويد الرياض بالكتب وقصص الأطفال لإنشاء مكتبات خاصة داخل كل روضة، أما على الصعيد الترفيهي فقد تم تنظيم أيام ترفيهية شارك فيها المئات من الأطفال حيث لعبوا ومرحوا بالألعاب ومع المهرجين وتغنوا بأغاني الأطفال المختلفة.

المشروع أغنى أطفالي

وعن صدى المشروع أشارت "انشراح رجا" وهي أم لخمسة أطفال الى التغير في أسلوب تعاملها مع أطفالها واهتماماتهم، كذلك إلى إقبال أطفالها على القراءة وتوطيد العلاقة مع أمهم وحبهم لمساعدتها وعمل أنشطة مشتركة أغنتهم عن النزول للعب في الشارع، علاوة على زيادة رغبتهم في أن تقوم أمهم بتدريسهم مما انعكس على مستوى تحصيلهم العلمي وتعزيز بحثهم عن كتب وقصص وإحضارها لأمهم لتقوم بقراءتها لهم.

وقالت انشراح أن أطفالها كانوا مهمشين نظرا لانشغال الجميع عنهم, وبعد اشتراكها مع أطفالها في مشروع تعزيز ثقافة الأسرة استعارت الكثير من الكتب والقصص وأصبحت تهتم كثيرا بأطفالها الذين أصبحوا سعداء بهذا الاهتمام, وأضافت أنها اشتركت في غالبية الندوات واستفادت من ندوة نمو الطفل "قبل التعرض للمشروع كنت أضرب أطفالي عندما أتوتر من شئ ما أما الآن فأنا أيقنت أن الأطفال ليس لهم أي ذنب ويجب علينا الأخذ بيدهم لكي يعيشوا حياة طبيعية عبر مراحل عمرهم المختلفة".

ونوهت الى أن أولادها استفادوا من المكتبة وهي أيضا من خلال الكتب المختلفة المواضيع التي استعارتها وقامت بتجميع الكثير منها, مشيرة الى أن أطفالها قبل المشروع سئموا من كافة الألعاب أما الآن فقد جددوا نشاطهم عبر الأنشطة المتنوعة التي تلقوها في المشروع.

أساليب جديدة

 وفي لقاء آخر مع إحدى المربيات المستفيدات من فعاليات المشروع عبرت ميرفت عريف الأم لثلاثة أطفال عن استمتاعها بالمشاركة, وتحدثت عن أنها اكتشفت أساليب جديدة في التعامل مع الأطفال، إضافة الى إدراكها بشكل أوسع لطرق تفكير الطفل وأساليب التعامل معه، مشيرة الى أنها قامت بنشر الثقافة التي تعلمتها حول التعامل مع الطفل بين أفراد العائلة من "سلفات وأقارب" ممن تعيش معهم وقيامها باستعارة الكتب من مكتبة الروضة لتعيرها لقريباتها ليقمن بقراءتها لأطفالهن.

ونوهت ميرفت الى أنها اشتركت في كافة ندوات وأنشطة المشروع والتي شملت تعليمهم على إكساب الأطفال حب القراءة وكيفية إلقاء القصص على الأطفال وذلك بتجميع الأطفال وإلقاء القصص الجميلة على مسامعهم, وقالت "لقد أعجبتهم كثيرا قصة سندريلا".

وأضافت أن الأطفال أصبحوا يتشجعوا على القراءة وأن المشروع أكسب المعلمين أسلوب التعامل الجيد مع الأطفال, وقالت أن ابنها عبد الرحمن أصبح يحب الاستماع للقصص  ويسألها الكثير من التساؤلات والاستفسارات على الرغم من صغر سنه.

وأشارت عريف الى أن المشروع أثر على سلوك الأطفال والأهالي حيث أصبح الأطفال لا يحبون الخروج للشارع كثيرا وذلك بعد أن أصبحت علاقتهم جيدة مع أهلهم, كذلك زاد المحبة والتقارب بين الطفل وأمه, وأضافت قائلة "ابنتي  بالصف الأول أصبحت تحب القراءة ونشطية في المدرسة".

أما على صعيد رياض الأطفال فنوهت عريف الى أن الأنشطة في السابق كانت قليلة وتم تكثيفها بعد التعرض للمشروع الذي قدم العديد من الندوات المفيدة التي شجعت الأطفال على القراءة وزاد من تقارب الأطفال بأهلهم, حيث يقوم الأهالي باستعارة الكتب والقصص ويقرئوها على أطفالهم مما يحبب الأطفال بالمطالعة ويعمل على تفتيح مداركهم.

إدارة المشروع والأهالي

وفي لقاء مفتوح لإدارة مركز القطان وللقائمين على المشروع مع أهالي الأطفال ومع إدارة رياض الأطفال أشارت المربيات الى أن المشروع أفادهم كثيرا حيث أصبحوا يجيدوا فنون التعامل مع الأطفال وذلك باستخدام سياسة اللين وإلقاء القصص واللعب مع الدمى وزيارة المسرح بدلا من الشدة والضرب.

وقامت إحدى المستفيدات من المشروع باستعراض قصة جميلة تم خلالها تحويل الغرفة التي كانوا يطلقوا عليها اسم غرفة القصف بعد تدمرها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة إلى غرفة القراءة وإزالة رهبة الأطفال من دخولها واستخدامها وتحويلها إلى غرفة محببة يحبون أن يقرأوا فيها.

وفي مداخلة للمربية نادية أبو معيلق من روضة عبير الزهور أشارت الى أنها تلقت دورات مشروع تعزيز ثقافة الأسرة وتعلمت ان الأطفال يتعلموا في البيت والروضة وذلك عن طريق ملاحظتهم لكافة الأمور ومحاولتهم تقليدها, وأنها كمربية تشعر أن عليها أن تعلم الطفل كل شئ جيد فهو يقضي في الروضة أربعة ساعات, وقالت "يجب أن يتعلم المربيين حتى يعلموا الأطفال, نرغب بزيارة مركز القطان للتعرف على أقسامه وأنشطته المختلفة".

أما مديرات الرياض فقد عبروا عن سعادتهم بهذا المشروع الذي أضاف الكثير للمربيات حيث تعرفوا على الطريقة المهنية للتعامل مع الطفل, وعزز العلاقة بين الأطفال وذويهم وبين أهالي الأطفال والرياض, وطالبوا مركز القطان بالعمل على توسيع دائرة الاستفادة من المشروع حتى تعم الفائدة على الجميع, وقالوا أن المشروع جميل وهناك اندفاع كبير من كافة الأهالي للمشاركة فيه.

كذلك تم التنويه خلال اللقاء لأهمية هذا النوع من المشاريع لما تحققه من تأثير في الأهالي والأطفال والتوجه نحو القراءة لما للقراءة من أهمية في صقل شخصية الطفل وتفكيره وبناء نواة صالحة لمجتمع معرفي واعٍ ومثقف ودور الأهالي في بناءه وخصوصاً في المناطق المهمشة والنائية من قطاع غزة والتي تفتقر لأدنى أشكال هذا النوع من الخدمات الثقافية والتنموية.

وعبر الأهالي عن رضاهم للأداء الجيد الذي قدمه القائمين على مشروع تعزيز ثقافة الأسرة, وقالت اعتدال الزعانين وهي أم لأحد الأطفال في روضة أمجاد "دورات المشروع أثرت تأثير ايجابي على الأمهات حيث تعلمت الأم كيف تتعامل مع أطفالها وكيف توجه طفلها ليذهب للروضة ويتعلم الكتابة والقراءة والاستماع جيدا لمدرسته, كذلك كيفية التعامل الجيد مع زملائه", متمنية أن يواصل المركز أنشطته وأن ينظم دورات مشابهة تفيد الأطفال وذويهم.

 

 

البث المباشر