بشكل مفاجئ.. علت الزغاريد في أرجاء منزل عائلة العثامنة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وحق لهم ذلك، فإبنتهم سجى تربعت على عرش المرتبة الأولى في الفرع الأدبي على مستوى فلسطين، لتحصد العائلة ذات المرتبة للمرة الثانية على التوالي.
قبل عام من الآن، إبان العدوان الاسرائيلي على غزة، صدرت نتائج الثانوية العامة تحمل إسم سندس العثامنة الأولى على فلسطين، إلا أن الأوضاع الحرجة بغزة لم تمكنها من الإحساس بالفرح، لتعيشه اليوم برفقة إبنة عمها سجى.
وتقول سجى التي أحاط بها أفراد العائلة مهنئين بتفوقها لمراسل "الرسالة": "الله ما أجمل هاللحظات، أشكر الله تعالى على منحي التفوق الباهر وحصولي على معدل 99.6% ".
لحظات الفرح العارمة لم تنسي سجى أن تهدي نجاحها، إذ تضيف والدموع على خديها: " هذا النجاح أهديه لأرواح الشهداء والجرحى والأسرى، ولأمي فلسطين، ولوالدي ووالدتي، اللذان لم يتأخرا لحظة عن دعمي".
تشابكت سجى بإبنة عمها سندس التي حرمت من جمال الفرحة، رغم حصولها على ذات المرتبة، إلا أنها عوضت شيئا من تلك اللحظات المفقودة بقولها: "ما قدرنا نفرح العام الماضي بسبب الحرب الاسرائيلية، ولكن اليوم أنا فرحت وكأني اليوم حصلت على شهادتي".
الظروف الصعبة التي تحيط بأجواء الدراسة في قطاع غزة لم تباعد سجى عن دراستها، والتي تمثلت –وفق قولها- بين الظروف النفسية بعد العدوان على غزة، وإنقطاع التيار الكهربائي، والأوضاع الداخلية بغزة.
وقال سفيان العثامنة والد سجى الذي انشغل في توزيع الحلوى على المهنئين: "لكل مجتهد نصيب، سجى لم تقصر بحق دراستها البتة، والشكر أولا وأخيرا لله عز وجل على هذا التفوق الباهر".
المتفوقة سجى لم تنسى الهيئة التدريسية في مدرسة آمنة بنت وهب خلال حديثها، إذ قدمت الشكر لهم جميعا، ولإدارة المدرسة التي أتاحت كل سبل الراحة النفسية والتعليمية لها وللطالبات كافة؛ رغم الظروف الصعبة في غزة.
طموح سجى لن يتوقف عند الحصول على المرتبة الأولى في الثانوية العامة، فأنظارها تتجه نحو الوصول لدرجة البروفيسور في اللغة الإنجليزية، مما دفعنا للسؤال عن سبب تحديد اللغة منذ اللحظة.
ولم تنتظر سجى إكمالنا للتساؤل حتى أجابت: " أريد أن أعلي صوت شعبي المظلوم في كل المحافل الدولية، سأحصل على درجة البروفيسور لأجوب بها كافة أنحاء العالم وبيدي علم فلسطين ورسالة السلام".
وتمثل سجى مثالا للمرأة الفلسطينية المجتهدة برغم الظروف الصعبة التي تحياها الأراضي الفلسطينية، بفعل السياسة الاسرائيلية الهادفة لتضييق على الانسان الفلسطيني في حياته ومسيرته التعليمية.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي، مساء أمس الجمعة، نتائج الثانوية العامة "التوجيهي" للعام الحالي، حيث بلغت نسبة النجاح في جميع الفروع 61.9%.