تكبيرات عيد الفطر توقظ شاؤول من نومه

الجندي
الجندي

غزة- الرسالة نت (خاص)

استيقظ الجندي "الإسرائيلي" شاؤل آرون الأسير لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، مبكرا على غير عادته بعدما تسللت تكبيرات العيد إلى آذانه.

شاؤل الذي اعتاد الاستيقاظ بعد العاشرة صباحا لأنه يخلد لنومه متأخرا بسبب الأرق الذي يعاني منه، أخذ يفرك عينيه ويسأل الملثم الذي يشاركه الغرفة عن ماهية تلك الأصوات التي تتردد من أكثر من مصدر.

بصعوبة تمكن الملثم مستعينا ببعض الكلمات العبرية التي يتداولها أحيانا مع الجندي الأسير، والممزوجة بالعربية التي اعتاد شاؤل على سماعها-تمكن- من إبلاغه أن الغزيين يحتفلون بعيدهم هذا اليوم.

انحسر جسم شاؤل في زاوية الغرفة وطارت ذاكرته إلى الأعياد اليهودية التي كان يقضيها مع صديقته، وعاد بكلمات مرتجفة يسأل الملثم متى سأقضي العيد في (إسرائيل) ... فرد عليه ابن القسام: "عندما يقضيه الأسرى الفلسطينيون في بيوتهم".

لم تكن الأصوات وحدها من أرسلت شعور الحنين إلى شاؤول، لكنّ مائدة الإفطار التي قدمها ملثم آخر له، -مكونة من الفسيخ الغزاوي، وسلطة مليئة بالفلفل الأخضر، ومخللات، وكوبا من الشاي-، أحيت لدى الجندي "الإسرائيلي" حنينه لأمّه عندما كانت تحضّر له وجبته صبيحة كل يوم، وكثير من الأوقات كان يرفض تناول ما تقدمه له.

عضّ على أصابعه ندمًا، واشتاق لحضن أمّه، إلّا أنّه بين نفسه قدّم اللوم لها ولوالده لعدم احداثهم بعض الضجيج في سبيل إخراجه من أيدي أبناء القسام.

كانت الرهبة تتملك شاؤول أثناء جلوسه على مائدة الإفطار، إلّا أنّ الملثم طمأنه أن سياسة القسام تتمثل في حسن التعامل مع الأسرى، على نقيض "دولة الاحتلال"، وربّت على كتفيه قائلًا "متى قرر نتنياهو الموافقة على شروط قيادتي بعودة المحررين، وعقد صفقة جديدة سترى النور كما رآه شاليط من قبلك".

بالعربية المكسرة التي سعى شاؤول تعلمها خلال فترة أسره بيد كتائب القسام منذ العدوان الأخير على غزة عام 2014، قال للملثم: "لماذا قيادتي تتركني ولا تبالي بي"، فأجابه الأخير: "لو كان المعتقل أحد أقربائه لوافق على الشروط، لكنّه يتبع سياسة التمييز".

هذا السيناريو لعله جرى صبيحة هذا اليوم بين شاؤول آرون والملثم الذي يتولى حراسته حتى يأذن له بالخروج عندما يعلن عن صفقة وفاء الأحرار 2.

البث المباشر