حازت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، للمملكة العربية السعودية، اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام السعودية والعربية، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابات المختلفة حولها.

وتابعت عشرات المواقع والصحف السعودية وأخرى من دول الخليج العربي، الأخبار المتعلقة بزيارة مشعل والوفد المرافق له، والتي تمّت أمس الجمعة -أول أيام عيد الفطر المبارك-وانتهت اليوم السبت.

والتقى مشعل والوفد المرافق -الذي يضم موسى أبو مرزوق ومحمد نزال وصالح العاروري-بالملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في زيارة هي الأولى للمملكة منذ يونيو/حزيران 2012، فيما ضجّت المواقع السعودية بالحديث عن إيجابية الزيارة ونتائجها المرتقبة.

صحف سعودية أكّدت أن الزيارة كانت إيجابية، وتناولت قضايا فلسطينية مختلفة، على رأسها المصالحة بين حركتي "حماس وفتح" وجهود كسر حصار غزة، وقضايا إقليمية أخرى.

وبحسب مواقع إعلامية خليجية، نقلت ما أسمتها "تسريبات نتائج الزيارة"، على رأسها موقع "الخليج اون لاين"، فإن الملك السعودي أصدر مرسومًا بالإفراج عن معتقلي "حماس" بالمملكة، وهو ما نقله أيضًا موقع "عربي21".

وقالت صحف سعودية أخرى مثل "الرياض، والمدينة، وغيرها"، إن قيادة حماس ثمّنت موقف السعودية الداعم للقضية الفلسطينية، ورأت أن الزيارة إيجابية.

مواقع التواصل

أما مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر"، فقد ضجّت بتغريدات سعوديين ومقربين من دوائر الحكم في المملكة السعودية متعلقة بزيارة مشعل.

الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" المقرب من دوائر الحكم في المملكة العربية السعودية قال إنه تحدّث مع رئيس المكتب السياسي لحماس، وعبّر عن امتنانه للقيادة السعودية، قائلًا إن لقاءاته بالملك السعودي وقيادات بالمملكة كانت ناجحة ومبشرة.

وفي ظل الصراع الإقليمي الدائر، قال خاشقجي إن مشعل أكّد تأييد حماس لمشروع عربي إسلامي تحت قيادة المملكة العربية السعودية، دون توضيح ماهية هذا المشروع.

تغريدات أخرى رحّبت بالزيارة، وأثنى أصحابها على قادة حماس وموقفها من السعودية، فكتب عبد الله الشهري "أهلاً بمن مرغ رأس (إسرائيل) في الوحل، نتشرف ونسعد أن يكون هذا البطل بيننا".

وعلى طريقته، رحب الشاعر السعودي عبد الرحمن الشمري بمشعل قائلا: "سيد المعارك النبيلة حللت أهلا ووطئت سهلا أنعم وأكرم بالضيف والمضيف الضيف خالد والمضيف سلمان".

مغردون آخرون تحدثوا أيضًا عن دور السعودية وحماس في تحديد مسار المنطقة، وقال راشد الهاجري رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الدبلوماسية إن السعودية تحضر بقوة على الساحة السياسية وتحتضن من جديد القضايا العربية، متمثلة باستقبالها وفد حماس.

وقال الكاتب الصحفي في جريدة الراية القطرية عبد الله الملحم: "استقبال مشعل والدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية يقطع الطريق على إيران التي تستر عار طعنها للأمة وتزايد بدعم المقاومة"، وهو ما اتفق مع رأي محمد الحضيف، الذي اعتبر الزيارة بالمبشرة، مضيفًا "البعض يود لو تنكرنا لحماس!".

أما المحامي الكويتي ناصر الدويلمة فينظر للزيارة بإيجابية تامة، ويقول "تزامن تحرير عدن مع زيارة خالد مشعل لبيت الله الحرام ونسأل الله أن يمن على خادم الحرمين الشريفين بالصلاة في المسجد الاقصى راضيا مرضيا".

وتهكّم فهد العبد الجبار بعد زيارة مشعل للسعودية، بقوله "قد يتهم السيسي الشعب السعودي بالتخابر مع حماس!".

وانتهت اليوم السبت، زيارة وفد حماس للسعودية، شاكرًا خادم الحرمين والمسؤولين في المملكة، على الحفاوة التي لقيها، ومثمناً دعم المملكة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقضايا الأمة بصورة عامة.