قائد الطوفان قائد الطوفان

الانقسام يدفع أوروبا للتدخل وطرح مبادرات لإعادة إعمار غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- نور الدين صالح

يبدو أن الأوروبيين أصبحوا على قناعة بان التوصل لاتفاق مصالحة فلسطينية بات صعبا مع توسع رقعة الخلافات بين طرفي الانقسام ما دفعهم للتدخل وطرح مبادرات جديدة ربما تساهم في ايجاد حلول جذرية لبعض القضايا الانسانية التي يعاني منها الشارع الفلسطيني في قطاع غزة على وجه الخصوص.

وكانت قيادات اوروبية طلبت من قادة حماس زيارة احدى العواصم الاوربية الرئيسية للإعلان عن مبادرة للشروع في اعادة اعمار غزة والموافقة على مطالب المقاومة الفلسطينية.

وتمتنع القيادات الأوروبية عن لقاءات علنية مع حركة "حماس"، والتي كانت تصنف في أوروبا، حتى قبل أشهر، بحركة إرهابية.

مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس أسامة حمدان اكد في حديث سابق لـ"الرسالة " أن البحث لا يزال جاريًا في طرح المبادرات الدولية، مشيرا الى ان حركته تستكمل الحوارات في هذا الصدد، واستكمال ما جرى الاتفاق عليه في الحرب الأخيرة.

وكشف حمدان أن حركته التقت بتوني بلير ممثل الرباعية الدولية السابق، إضافة إلى وجود بعض اتصالات تجرى مع أطراف أوروبية.

يأس من المصالحة

الحراك الدولي النشط باتجاه غزة على ما يبدو يأتي في سياق رغبة " اوروبا " في توقيع تهدئة شاملة بين حماس و"اسرائيل" وامكانية ايجاد مناح من شأنه تحسين الاوضاع في غزة كما يرى المراقبون.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب في حديث لـ "الرسالة" أن تحقيق هذا الأمر يتطلب تهدئة مضمونة طويلة الأمد، خاصة بعد شن ثلاثة حروب أطاحت بجميع المشاريع التي تقام في غزة بتمويل من الاتحاد الاوروبي.

وبحسب حبيب، فإن مؤتمر القاهرة الاقتصادي الذي عقد بعد العدوان (الاسرائيلي) غزة، أظهر أن عملية الإعمار توقفت بسبب عدم توصل الجانب الفلسطيني إلى تحقيق مصالحة داخلية.

ويرى حبيب ان تعثر المصالحة بين طرفي الانقسام ربما يكون سببا رئيسيا في التدخل الاوروبي لايجاد وسائل يتم من خلالها كسر الحصار المفروض على القطاع واعادة الاعمار بعض النظر عن عملية المصالحة التي بات من الصعب تحقيقها في الوقت الراهن.

 ووافقه الرأي المحلل السياسي طلال عوكل، الذي يرى أن تدخل الأوروبيين في القضية الفلسطينية، جاء بعد حالة يأس من إمكانية تحقيق المصالحة، وذلك من أجل تخفيف الوضع الراهن في غزة.

 وقال "هذا التدخل لا يمكن احتسابه على البعد الإنساني وإنما لدوافع سياسية"، مضيفًا "على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته تجاه تخفيف الأعباء والالتزامات عن الفلسطينيين خشية حدوث انفجار نتيجة سوء الأوضاع في القطاع".

قوة حماس

وأجمع المحللان على أن حركة حماس أصبحت قوة سياسية وعسكرية، وأثبتت ذلك خلال الحروب التي مرت بها على مدار الست سنوات الماضية.

 وقال حبيب :" الاتحاد الأوروبي اضطر للتعامل مع حماس خاصة في قضية الإعمار بعد فشل السلطة في تحقيق أي تقدم بشأن إعادة إعمار القطاع.

وأضاف "السلطة فقدت قدرتها على توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وعجزها بهذا الدور، دفع أوروبا للتواصل مع حماس بقضية الإعمار دون واسطة السلطة، وأدى ذلك إلى رفعها من قائمة الإرهاب"، مشيرًا إلى أن السلطة لا تملك أي مقومات في الفترة الراهنة للإعمار.

بدوره، أكد عوكل أن حماس أصبحت لاعبًا أساسيًا في الساحة الفلسطينية، ولا يمكن تجاوزها، لافتًا إلى أن أوروبا تسعى إلى توسيع علاقاتها مع حماس، لكن دون الإفصاح عن أي لقاءات علنًا.

 وقال قوة حماس وحنكتها السياسية في التعامل مع الأوضاع الراهنة، أجبرت الدول الأوروبية على التعامل معها، لكن دون تخليها عن السلطة، التي تٌعد مقبولة لدى الأوروبيين أكثر من حماس، وفق عوكل.

وتبقى قضية إعادة الإعمار معلقة بإتمام اتفاق المصالحة بين طرفي الانقسام، والذي بات يسير في طريق مسدود، الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية على قطاع غزة ويفاقم معاناة أصحاب البيوت المدمرة.

البث المباشر